بكين 3 فبراير 2024 (شينخوا) عقد المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني جلسة الدراسة الجماعية الـ11 حول دفع التنمية عالية الجودة بخطوات ثابتة بعد ظهر يوم 31 يناير الماضي. وأكد شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب، أثناء ترأسه الجلسة، على أنه يجب اعتبار التنمية عالية الجودة مبدأ ثابتا في العصر الجديد، ومن الضروري تطبيق الفكر التنموي الجديد على نحو شامل، وتنفيذ المهام الإستراتيجية المتمثلة في تسريع بناء المنظومة الاقتصادية الحديثة، ودفع الاعتماد على النفس وتقوية الذات على مستوى عال في مجال العلوم والتكنولوجيا، وتسريع إنشاء النمط التنموي الجديد، وتخطيط ودفع الإصلاح العميق والانفتاح عالي المستوي، وتخطيط التنمية عالية الجودة والأمن رفيع المستوى وغيرها، وتحسين ودفع نظام فحص وتقييم التنمية عالية الجودة، بغية إرساء أساس متين لتعزيز التنمية عالية الجودة. لافتا إلى أن تطوير القوى الإنتاجية الجديدة هو مطلب جوهري ونقطة تركيز مهمة لتعزيز التنمية عالية الجودة، فمن الضروري مواصلة القيام بعمل جيد في الابتكار، ودفع التطوير المتسارع للقوى الإنتاجية الجديدة.
وفي جلسة الدراسة الجماعية هذه، درس أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشكل مستقل وتبادلوا خبرات العمل، وألقى الرفاق ما شينغ روي وخه لي فنغ، وتشانغ قوه تشينغ، ويوان جيا جيون، خطابات بناء على الأعمال في المجالات والمناطق الخاضعة لإشرافهم، وقدم الرفيقان ليو قوه تشونغ، وتشن مين أر خطابين كتابيين، كما تم تبادل الآراء والأفكار خلال الجلسة.
ألقى شي جين بينغ خطابا مهما أثناء ترأسه للجلسة حيث أشار إلى أنه منذ بداية العصر الجديد، اتخذت اللجنة المركزية للحزب سلسلة من القرارات والترتيبات المهمة، مما جعل تعزيز التنمية عالية الجودة يصبح إجماعا وعملا واعيا لدى الحزب والمجتمع بأكملهما، وليصبح موضوعا رئيسيا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي السنوات الأخيرة، حققت الصين نتائج مثمرة في مجال الابتكار التكنولوجي، وأصبحت نتائج التنمية المدفوعة بالابتكار بارزة بشكل متزايد؛ وتم تعزيز التنسيق والتوازن بين التنمية في المناطق الحضرية والريفية؛ وتعمق الإصلاح والانفتاح بشكل شامل وبرزت حيوية القوى المحركة للتنمية بنشاط؛ وقد حقق التحول الأخضر ومنخفض الكربون نتائج ملحوظة، وتسارعت وتيرة التحول في أساليب التنمية، وحققت التنمية عالية الجودة نتائج ملموسة. وفي الوقت نفسه، لا يزال هناك العديد من العوامل التي تعيق التنمية عالية الجودة، فيجب إيلاء أهمية كبيرة لها وحلها بفعالية.
وأكد شي جين بينغ على أن التنمية عالية الجودة تحتاج إلى نظرية إنتاجية جديدة لتوجيهها، ولقد تكونت القوى الإنتاجية الجديدة بالفعل خلال الممارسة وأظهرت قوة دافعة ودعما قويين لتعزيز التنمية عالية الجودة. وهذا يستدعي منا أن نقوم بتلخيصها من الناحية النظرية، واعتبارها مرشدا لتوجيه الممارسات التنموية الجديدة. وبشكل عام، إن القوى الإنتاجية الجديدة هي حالة إنتاجية متقدمة يلعب فيها الابتكار دورا رائدا، وتتحرر من نمط النمو الاقتصادي التقليدي ومسارات التنمية الإنتاجية التقليدية، وتتميز بالتكنولوجيا العالية والكفاءة والجودة العالية، وتتناسب مع الفكر التنموي الجديد. لقد تولدت القوى الإنتاجية الجديدة من خلال الاختراقات التكنولوجية الثورية والتخصيص المبتكر للعناصر الإنتاجية، والتحول والترقية المتعمقين للصناعة، وتعتمد بشكل أساسي على تطور العمال ووسائل العمل وموضوعات العمل وتنسيقها بشكل متقدم، وتعتبر تحقيق زيادة كبيرة في إنتاجية جميع العوامل رمزا رئيسيا لها، وسمتها الرئيسية هي الابتكار، ومفتاحها هو الجودة العالية، وطبيعتها الأساسية هي الإنتاجية المتقدمة.
وأشار شي جين بينغ إلى أن الابتكار العلمي والتكنولوجي يمكن أن يولد صناعات جديدة وأنماط جديدة وزخما جديدا، وهو العنصر المحوري لتطوير القوى الإنتاجية الجديدة. ومن الضروري تعزيز الابتكار العلمي والتكنولوجي وخاصة الابتكار الأصلي والمزعزع، وتسريع تحقيق الاستقلالية عالية المستوى في مجال العلوم والتكنولوجيا، والفوز بمعركة حل المشاكل المستعصية في التكنولوجيات الرئيسية، من أجل تحقيق إنجازات الابتكار العلمي والتكنولوجي الأصلي والمزعزع باستمرار، وإنماء زخم جديد لتطوير القوى الإنتاجية الجديدة.
وأكد شي جين بينغ على ضرورة تطبيق منجزات الابتكار العلمي والتكنولوجي في صناعات وسلاسل صناعية محددة في الوقت المناسب، وتحويل الصناعات التقليدية والارتقاء بها، وتنمية وتعزيز الصناعات الناشئة، وتخطيط وبناء الصناعات المستقبلية، وتحسين النظام الصناعي الحديث. وينبغي التركيزعلى تخطيط السلاسل الصناعية لتطوير القوى الإنتاجية الجديدة، وتحسين مستوى المرونة والسلامة في سلاسل الصناعة والتوريد، وضمان أن يكون النظام الصناعي مستقلا وقابلا للتحكم وآمنا وموثوقا. ويجب التخطيط العلمي للابتكار العلمي والتكنولوجي والابتكار الصناعي تمحورا حول المهام الإستراتيجية المتمثلة في دفع عملية التصنيع الجديد وتسريع بناء دولة قوية من حيث التصنيع والجودة والخدمات السيبرانية والزراعة بالإضافة إلى بناء الصين الرقمية. كما يتعين تنمية الاقتصاد الرقمي بقوة، وتعزيز الاندماج المعمق بين الاقتصاد الرقمي والاقتصاد الحقيقي، وبناء مجمعات للصناعات الرقمية ذات قدرة تنافسية دولية.
وأشار شي جين بينغ إلى أن التنمية الخضراء هي أساس التنمية عالية الجودة، وأن القوى الإنتاجية الجديدة هي قوى إنتاجية خضراء في حد ذاتها، لافتا إلى أنه في هذا الصدد، ينبغي بذل جهود لتسريع التحول الأخضر لنمط التنمية والإسهام في الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون وتحقيق الحياد الكربوني. ومن الضروري ترسيخ وتطبيق فكرة أن المياه الصافية والجبال الخضراء هي أصول لا تقدر بثمن، وسلك طريق التنمية الخضراء القائمة على إعطاء الأسبقية للحماية الإيكولوجية بثبات لا يتزعزع. وينبغي تسريع الابتكار في العلوم والتكنولوجيا الخضراء وترويج وتطبيق التقنيات الخضراء المتقدمة، ودفع قطاع التصنيع الأخضر، وتطوير قطاع الخدمات الخضراء، وتعزيز صناعات الطاقة الخضراء، وتطوير الصناعات وسلاسل التوريد الخضراء ومنخفضة الكربون، وتأسيس نظام اقتصادي دائري أخضر ومنخفض الكربون. كما ينبغي تحسين مجموعة أدوات السياسات الاقتصادية الداعمة للتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون باستمرار، وإفساح المجال كاملا للدور التوجيهي للتمويل الأخضر، وتأسيس مجمعات صناعية إيكولوجية خضراء عالية الفعالية. وفي الوقت نفسه، الدعوة بقوة إلى تشكيل نمط معيشي أخضر وصحي في المجتمع بأكمله.
وشدد شي جين بينغ على ضرورة توافق علاقات الإنتاج مع متطلبات تطوير القوى الإنتاجية. ومن أجل تطوير القوى الإنتاجية الجديدة، يتعين مواصلة تعميق الإصلاحات على نحو شامل وتشكيل نمط جديد من علاقات الإنتاج التي تتوافق معها. ويجب تعميق إصلاحات النظام الاقتصادي ونظام العلوم والتكنولوجيا، والعمل بقوة لإزالة العوائق التي تعيق تطوير القوى الإنتاجية الجديدة، وإقامة منظومة أسواق عالية المستوى، والابتكار في توزيع عوامل الإنتاج، من أجل السماح لعوامل الإنتاج المتقدمة وعالية الجودة من مختلف الأنواع بالتدفق بسلاسة في عملية تطوير القوى الإنتاجية الجديدة. وفي الوقت نفسه، من الضروري توسيع الانفتاح عالي المستوى على الخارج، وخلق بيئة دولية جيدة لتطوير القوى الإنتاجية الجديدة.
وأكد شي جين بينغ على ضرورة الالتزام بمتطلبات تطوير القوى الإنتاجية الجديدة، وتسهيل الدورة الحميدة للتعليم والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء، وتحسين آلية العمل لتنمية الأكفاء وإدخالهم والاستفادة منهم وتنقلهم المعقول. وينبغي تحسين الإعدادات العلمية ونماذج تنمية الأكفاء في مؤسسات التعليم العالي، وتنمية الأكفاء الذين تشتد الحاجة إليهم لتطوير القوى الإنتاجية الجديدة ودفع التنمية عالية الجودة، وفقا للاتجاهات الجديدة في التطور العلمي والتكنولوجي. كما يجب تحسين آلية مشاركة العوامل في توزيع الدخل، وتحفيز حيوية عوامل الإنتاج مثل العمل والمعرفة والتقنيات والإدارة ورأس المال والبيانات وما إلى ذلك، وإظهار القيمة السوقية للمعرفة والتقنيات والأكفاء بشكل أفضل، لخلق بيئة جيدة تشجع الابتكار وتتسامح مع الفشل.