بغداد 3 فبراير 2024 (شينخوا) استهدف قصف أمريكي ليل الجمعة السبت مواقع تواجد قوات أمنية غربي العراق، مما أوقع 16 قتيلا و36 جريحا، وأثار غضب بغداد التي أعلنت استدعاء القائم بأعمال سفارة واشنطن وتسليمه مذكرة احتجاج على الضربات.
وجاء القصف الأمريكي ردا على هجوم بطائرة مسيرة استهدف القوات الأمريكية المتمركزة في شمال شرقي الأردن قرب الحدود السورية يوم الأحد الماضي، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة العشرات بجروح.
-- تنديد عراقي
ونددت بغداد بـ"العدوان الجديد على سيادة العراق"، وحذرت من أن هذه الضربة "ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية.
وقال الناطق باسم الحكومة العراقية باسم العوادي إن "الإدارة الأمريكية أقدمت على ارتكاب عدوان جديد على سيادة العراق، إذ تعرضت مواقع تواجد قواتنا الأمنية في منطقتي عكاشات والقائم، فضلاً عن الأماكن المدنية المجاورة لقصف من عدة طائرات أمريكية".
وتابع العوادي في بيان على حسابه في منصة ((إكس)) أن "هذا العدوان السافر أدى إلى ارتقاء 16 شهيداً، بينهم مدنيون، إضافة إلى 25 جريحا، كما أوقع خسائر وأضراراً بالمباني السكنية وممتلكات المواطنين".
ونفى العوادي وجود تنسيق مسبق قبل الهجوم الأمريكي، قائلا "إن الجانب الأمريكي عمد إلى التدليس وتزييف الحقائق عبر الإعلان عن تنسيق مُسبق لارتكاب هذا العدوان، وهو إدعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي والتنصل عن المسؤولية القانونية لهذه الجريمة المرفوضة وفقاً لجميع السنن والشرائع الدولية".
وحذر من "أن هذه الضربة العدوانية ستضع الأمن في العراق والمنطقة على حافة الهاوية".
كما قالت هيئة الحشد الشعبي في العراق في بيان إن القصف الأمريكي استهدف المقرات الرسمية للهيئة الشعبي في منطقة القائم على الحدود العراقية- السورية غربي العراق، مما أدى إلى مقتل 16 من أفراد هذه القوات وإصابة 36 اخرين بجروح.
وأكد البيان أن البحث ما زال جاريا عن جثث عدد من المفقودين.
وأدان بيان الحشد "الاستهداف الأمريكي"، ووصفه بأنه "انتهاك صارخ لسيادة الدولة العراقية، وتعد على أجهزتها الأمنية الرسمية"، مشيرا إلى أنه "طال منازل المدنيين وروعهم، وهو تجاوز لكل القوانين والأعراف الدولية"
-- احتجاج رسمي وحداد
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية استدعاء القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج على القصف.
وقالت الوزارة في بيان إنها "استدعت القائم بالأعمال المؤقت في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد ديفيد بيركر".
وأضافت أن رئيس دائرة أمريكا بوزارة الخارجية سلم مذكرة احتجاج رسمية إلى القائم بالأعمال المؤقت تضمنت "رفض العراق واستنكاره للعدوان الأمريكي الذي استهدف قوات أمنية عراقية، فضلا عن مواقع مدنية في منطقتي عكاشات والقائم".
وأكد البيان "رفض العراق أن تكون أراضيه ساحة لتصفية الحسابات بين الدول المتخاصمة، وأنه ليس المكان المناسب لإرسال الرسائل واستعراض القوة بين المتخاصمين".
إلى ذلك، أعلنت الحكومة العراقية الحداد العام لمدة ثلاثة أيام في دوائر الدولة ومؤسساتها على أرواح قتلى القصف الأمريكي.
وقال المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية في بيان إن "رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني وجه بإعلان الحداد العام لثلاثة أيام في دوائر الدولة ومؤسساتها كافة، ترحما على أرواح شهداء قواتنا المسلحة والمدنيين الذين سقطوا نتيجة القصف الأمريكي على مناطق عكاشات والقائم غرب محافظة الانبار".
-- دعوة لاجتماع طارىء
وإزاء هذه التطورات، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد أهمية عقد اجتماع طارئ للرئاسات والكتل السياسية، لبحث التداعيات واتخاذ "مواقف واضحة وموحدة تحفظ كرامة البلد وسيادته وأمن المواطنين"، وفقا لبيان صدر عن مكتبه.
وأضاف أن "العدوان الذي تعرضت له مدينة القائم في محافظة الانبار ومناطق حدودية عراقية أخرى غربي البلاد من قبل الولايات المتحدة، وأسفر عن مقتل وإصابة عدد من المواطنين، يمثل انتهاكا صارخا للسيادة العراقية"، لافتا إلى أن "الهجمات ستقوض فرص نجاح المفاوضات الجارية، حيث أن العنف لا يولد إلا العنف والتأزيم".
من جهتها، أكدت رئاسة مجلس النواب العراقي في بيان أن المجلس "عازم على عقد جلسة استثنائية (طارئة) خلال الأيام القادمة للوقوف على تكرار الاعتداءات الأمريكية على البلاد، ووضع حد لانتهاكات قوات التحالف الدولي لسيادة وأرواح العراقيين".
فيما اعتبرت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أن "مثل هكذا اعتداءات هي خرق للسيادة العراقية، وأن تكرار مثل هذه الاعتداءات يضعف من التعامل الأمني بين العراق والولايات المتحدة الذي اندرج ضمن اتفاق التعاون العسكري المشترك الذي يجب أن يعاد النظر به".
ودعت الحكومة إلى تقديم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي والإسراع في عملية الاتفاق لسحب قوات الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي من العراق.
وجاء القصف الأمريكي بعد أيام من انعقاد جولة أولى من الحوار الثنائي بين بغداد وواشنطن لإنهاء ملف التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في العراق.
وقبل ذلك، أعلنت بغداد الاتفاق مع واشنطن على تشكيل لجنة عسكرية عليا تتولى صياغة جدول زمني "للخفض التدريجي" لمستشاري التحالف الدولي في العراق.
وتقود واشنطن تحالفا دوليا منذ عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وقدم التحالف الدعم اللوجستي والمشورة والدعم الاستخباراتي، وبعد هزيمة التنظيم تولى التحالف مهمة التدريب والتسليح للقوات العراقية.
ومنذ اندلاع القتال بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في قطاع غزة ومحيطه في السابع من أكتوبر الماضي، تشن فصائل عراقية مسلحة هجمات على قواعد عسكرية عراقية تتواجد فيها قوات أمريكية وقوات من التحالف الدولي وقواعد للقوات الأمريكية في سوريا، وردا على ذلك شنت الولايات المتحدة ضربات في العراق.