غزة أول فبراير 2024 (شينخوا) أعرب العديد من سكان قطاع غزة اليوم (الخميس) عن أملهم بوقف حقيقي للحرب الدائرة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل في ظل تقدم المفاوضات غير المباشرة بينهما بعد 118 يوما من الصراع الدموي في القطاع الساحلي المحاصر.
ويزور وفد من حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية مصر لبحث اتفاق الإطار بشأن التهدئة في غزة الذي صدر عن اجتماع باريس الأخير، بحسب ما أفاد مصدر فلسطيني.
وقال المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الوفد سيعقد اجتماعا في العاصمة المصرية القاهرة مع عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية لمناقشة نتائج اجتماع باريس الذي حدد عدة مراحل لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال المصدر إنه "حتى الآن تشهد المفاوضات تقدما كبيرا وقد نشهد وقفا لإطلاق النار في غزة بداية الأسبوع المقبل إذا حصلت حماس على ضمانات بالتزام إسرائيل باقتراح باريس".
وكان هنية أعلن أول أمس الثلاثاء أن حركته تسلمت مقترحا لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى تم تداوله في اجتماع باريس وهي بصدد دراسته والرد عليه.
وقال هنية إن الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات أو أفكار جدية وعملية شريطة أن تفضي إلى وقف شامل للعدوان وتأمين عملية الإيواء للفلسطينيين الذين أجبروا على النزوح بفعل إجراءات الاحتلال ومن دمرت مساكنهم، وإعادة الإعمار ورفع الحصار وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى تضمن حرية أسرانا وتنهي معاناتهم.
ويوم الأحد الماضي، استضافت باريس الإجتماع بشأن غزة بهدف المحادثات التي تقودها الولايات الأمريكية بإشراف رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إضافة لوفدين يمثلان المخابرات المصرية والإسرائيلية، من أجل التوصل لاتفاق لإنهاء الحرب.
وقال الفلسطيني ممدوح أبو كميل الذي نزح من بيته في غزة إلى مدينة دير البلح وسط القطاع لـ((شينخوا)) إن "التقارير الواردة تزيد من تفاؤلنا بأننا سنرى وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل قريبا".
ويضيف الرجل البالغ (62 عاما) "نحن جميعا (الفلسطينيون والإسرائيليون) بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب"، مشيرا إلى أن حماس وإسرائيل "خسرتا الكثير في هذه الحرب عسكريا وإنسانيا".
وتابع "آمل أن يسمح لنا أي اتفاق بالعودة إلى منازلنا في مدينة غزة وشمال القطاع لإعطائنا فرصة للإطلاع على حجم الخسائر وإحصائها".
ورأى أن "المدنيين وحدهم هم الذين دفعوا ثمن الحرب"، معتبرًا أن "وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لسكان غزة من أجل البقاء على قيد الحياة من الموت والغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة".
بدوره، قال سامي أبو سالم من مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال القطاع ويتواجد الآن في مدينة رفح أقصى الجنوب، إنه يؤيد أي إتفاق ينهي الحرب ويسمح للنازحين بالعودة إلى منازلهم تدريجياً واستئناف حياتهم.
وأضاف أبو سالم (50 عاما) وهو أب لأربعة أبناء لـ((شينخوا)) "نريد أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن".
وأعرب الرجل عن آسفه من أن الحرب غيرت الوضع في غزة ودمرت المناطق بشكل كامل، بالإضافة إلى أن حماس إسرائيل لم تحققا أهدافهما.
وتابع أبو سالم أنه من الأفضل حل الصراع بالطرق الدبلوماسية والسياسية بدلا من الطرق العسكرية التي أثرت فقط على المدنيين.
أما خديجة العجيلي (39 عاما) التي تتواجد حاليا في رفح فتقول إن "وقف إطلاق النار المحتمل سيكون هو السبيل الوحيد لها للقاء أبنائها الأربعة المحاصرين في مخيم جباليا".
وتضيف العجيلي لـ((شينخوا)) "لم أر أطفالي منذ أكثر من ثلاثة أشهر منذ أن انتقلت إلى أبو يوسف النجار لتلقي العلاج بعد إصابتي في هجوم إسرائيلي استهدف منزلنا".
وتتابع بعيون باكية "لقد اشتقت لأبنائي وحياتي ولا أستطيع تحمل البقاء بعيدا عنهم أكثر من ذلك لأننا نحتاج بعض"، متمنية التوصل لإتفاق وقف إطلاق النار في القريب العاجل.
ويعيش السكان في القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة ظروفا صعبة منذ 7 أكتوبر الماضي بعد إعلان إسرائيل حربا واسعة النطاق ردا على شن حماس هجوما عسكريا غير متوقع في جنوب أراضيها، أسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي.
ومنذ ذلك الحين، واصل الجيش الإسرائيلي شن هجماته الجوية والبرية والبحرية على القطاع ما أسفر عن مقتل أكثر من 27 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 62 ألف آخرين معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة.