غزة 30 يناير 2024 (شينخوا) يجبر نقص العلاج في قطاع غزة الجريح سالم أبو مصطفى على عدم متابعة إصابته، حيث لا يستطيع التحرك إلى المستشفى المخصص له الموجود بعيدا عن مكان إقامته في خيمة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأبو مصطفى البالغ من العمر (49 عاما) هو الناجي الوحيد من قصف إسرائيلي استهدف منزله في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة قبل شهرين وقد أصيب بجروح خطيرة ونقل إلى مستشفى الشفاء الطبي لتلقي العلاج.
ويقول أبو مصطفى بينما بدا في حالة حزن لوكالة أنباء ((شينخوا)) "مكثت في المستشفى بضعة أيام فقط قبل أن يعتقلني الجيش الإسرائيلي وإخضاعي للتحقيق وضربوني (الجنود الإسرائيليون) رغم إصابتي".
ويضيف "بعد عشرة أيام من الاعتقال، تركني الجيش الإسرائيلي عند نقطة يقيمها جنوب مدينة غزة وطلب مني السير على الأقدام مسافة 10 كيلومترات للوصول إلى مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع".
وعندما وصل أبو مصطفى إلى مخيم اللاجئين، لم يجد أي مركز طبي لتلقي علاجه، ما اضطره لشراء بعض الأدوية وعلاج نفسه بنفسه كما يقول.
ويتابع "في البداية لم أتمكن من تغيير الضمادات بسبب الألم الشديد ولكن بعد ذلك بدأت أتعلم كيفية علاج نفسي دون الحاجة لزيارة الطبيب".
ولم تكن المهمة سهلة في حينه، إذ لم يكن العلاج والمطهرات يتوفر في الصيدليات أو حتى في مستشفيات رفح، مما زاد من أعبائه اليومية.
واشتكى أبو مصطفى قائلاً: "في الواقع، نحن نكافح من أجل البقاء على قيد الحياة ليس فقط في الحصول على بعض الطعام والماء، ولكن أيضاً في الحصول على العلاج الذي نحتاجه وسط ارتفاع عدد الإصابات".
ويعاني محمد عطا الله وهو نازح آخر من غزة من نفس الوضع الطبي الصعب، حيث أصيب بجروح خطيرة في ساقه اليمنى خلال غارة جوية إسرائيلية لمنزل أقاربه في مدينة خانيونس في جنوب غزة.
ويقول عطا الله الذي نزح إلى مدينة رفح لاحقا "أضطر إلى السير على الأقدام 3 مرات أسبوعيا للوصول إلى المستشفى الكويتي في مدينة رفح للحصول على بعض الأدوية والمطهرات لعلاج إصابتي".
وأحيانا يستطيع عطا الله (36 عاما) وهو أب لأربعة أطفال أن يجد احتياجاته الطبية، وفي أحيان أخرى لا يستطيع العثور على أي شيء.
ولهذا السبب حاول عطا الله شراء الأدوية الخاصة به من الصيدليات المحلية لكنه لم يجدها، وقال إنه لا توجد مسكنات في رفح وأنا أعاني من الألم على مدار الساعة يوميا، مشيرا إلى أن ما زاد الأمر سوءا قلة الغذاء الصحي من اللحوم والفواكه وحتى الخضار.
ويعاني القطاع الساحلي المحاصر الذي مزقته الحرب من نقص في الأدوية ومراكز الرعاية الصحية نتيجة للصراع العسكري المستمر بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.
ويعيش سكان القطاع البالغ نحو 2.3 مليون فلسطيني، ظروفا صعبة منذ السابع من أكتوبر الماضي بعد أن أعلنت إسرائيل حربا واسعة النطاق ردا على شن حماس هجوما عسكريا غير متوقع على جنوب أراضيها، أسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي.
ومنذ ذلك الحين، يواصل الجيش الإسرائيلي شن هجماته الجوية والبرية والبحرية على القطاع ما أسفر عن مقتل أكثر من 26400 فلسطيني وإصابة أكثر من 62 ألف آخرين حتى اليوم معظمهم من النساء والأطفال، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة في غزة.
ويقول أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن "النظام الصحي في غزة على وشك الانهيار في ظل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية".
وأضاف أن جيش الاحتلال دمر عمدا المرافق الصحية بما في ذلك مستشفيات الشفاء الأكبر في القطاع والإندونيسي والعودة وكمال عدوان والمعمداني والقدس وغيرهم، وتسببت الإجراءات غير القانونية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد المستشفيات في غزة في تراكم أعداد الجرحى التي امتلأت بأكثر من 300 بالمئة من طاقتها الاستيعابية.