الشابة المصرية أسماء مصطفى إبراهيم وهي تظهر كلمة "قلب" مكتوبة بالفرشاة.
الضيوف وهم يتعرفون على مشاريع الطاقة النظيفة في المعرض الصيني ـ العربي السادس.
تشهد الدول العربية منذ سنوات عديدة استمرار في ارتفاع " حمى اللغة الصينية"، مما يعكس صورة حية للمنفعة المتبادلة، والنتائج المربحة للجانبين، والتنمية المشتركة بين الصين والدول العربية.
"أقسام اللغة الصينية" في تزايد مستمر في الدول العربية
في العام الماضي، انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في الخارج لطلاب من مدرسة الملك فهد بالباحة في المملكة العربية السعودية، وهم يعقدون اجتماعًا صباحيًا باللغة الصينية، وقد جذب اهتمامًا واسع النطاق. وذكرت صحيفة "اخبار الخليج" الإماراتية أن النهج المبتكر الذي تتبعه المدرسة في تشجيع الطلاب على عقد اجتماعات صباحية باللغة الصينية، جاء في سياق إطلاق إدارة التعليم السعودية خطة تعزيز تعليم اللغة الصينية، وتهدف إلى تحسين قدرات الطلاب في اللغة الصينية، وقد أبدى العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تشجيعهم وأثنوا على ذلك.
وفي يونيو 2023، افتتح معهد كونفوشيوس بجامعة الأمير سلطان، الذي أنشأته الأخيرة وجامعة شنتشن، رسميًا في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، وهو أول معهد كونفوشيوس في المملكة. كما أنشأت العديد من الدول العربية الأخرى معاهد كونفوشيوس وفصول كونفوشيوس المستقلة.
بالإضافة إلى معاهد كونفوشيوس التي تديرها الصين ودول أجنبية بشكل مشترك، بادرت العديد من الدول العربية أيضًا إلى زيادة نسبة التعليم الصيني في نظام التعليم الوطني. وفي الوقت الحالي، قامت أربع دول عربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وتونس، بدمج اللغة الصينية في أنظمتها التعليمية الوطنية.
"مع افتتاح المدارس في المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وتونس على التوالي تخصصات اللغة الصينية ودورات اللغة الصينية، استمر عدد طلاب اللغة الصينية في التزايد، ويتزايد عدد الطلاب العرب الذين يدرسون في الصين سنة بعد سنة. كما كثفت دول مثل المملكة العربية السعودية جهودها لإدخال معلمين صينيين ومواد تعليمية صينية". وقال وانغ شياو يو، الباحث المشارك في مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فودان، إن "حمى اللغة الصينية" التي ظهرت في الدول العربية في السنوات الأخيرة، تظهر خصائص زخم التطوير القوي، والعديد من المتعلمين الشباب، وإجراءات الترويج السريعة.
"حمى اللغة الصينية" تنبع من حاجة الصين والدول العربية الى تعزيز التعاون والتفاهم
لماذا ترتفع "حمى اللغة الصينية" في الدول العربية؟ يرى الخبراء أن "الحمى الصينية" تعكس "حمى الصين" و"حمى التعاون الصيني ـ العربي".
تتمتع التبادلات الودية بين الصين والدول العربية بتاريخ طويل وتضرب بجذورها العميقة في قلوب الشعوب. وفي السنوات العشر الماضية خاصة، استمر التعاون الصيني ـ العربي في التعمق وأصبح أكثر عملية، وحقق نتائج مثمرة. ويعتقد وانغ شياو يو أن ارتفاع" حمى اللغة الصينية" في الدول العربية مدفوع بشكل أساسي بثلاثة عوامل: أولا، تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتكنولوجي. وفي الوقت الحاضر، وقعت الصين وثائق تعاون بشأن البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" مع جميع الدول العربية الـ22 وجامعة الدول العربية. وإن كل تواصل بين الصين والدول العربية يتطلب التواصل اللغوي، وهو ما يعزز إلى حد ما الإرادة السياسية للدول العربية لتعزيز التعليم الصيني في بلدانها. وأصبح إجماع السكان المحليين على تعلم اللغة الصينية جيدا، وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري مع الصين، واستيعاب تجربة الصين الناضجة في التنمية العلمية والتكنولوجية. ثانياً، تعميق التبادلات الشعبية والثقافية. حيث أن تعلم المزيد من الشباب من الصين والدول العربية والتواصل مع بعضهم البعض عبر الإنترنت، يحفز رغبة الشباب العربي في فهم الصين واهتمامهم بتعلم اللغة الصينية باستمرار. وفي الوقت نفسه، وقعت الصين والدول العربية في إطار البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، سلسلة من اتفاقيات التعاون في مجالات التعليم والعلوم والثقافة والصحة. وقد أصبح التعاون أكثر أهمية، مما يزيد من ارتفاع حمى التعليم الصيني في الدول العربية. ثالثاً، اعتبارات التنمية طويلة المدى. فقد عُقدت بنجاح اجتماعات قادة الصين-العرب، والصين-الخليج، والصين-السعودية في نهاية عام 2022، مما عزز الخيار الاستراتيجي للدول العربية "للنظر شرقًا". وإن السبب الجذري وراء "حمى اللغة الصينية" في الدول العربية هو الاعتراف الواسع النطاق بآفاق التعاون الصيني ـ العربي. ويعتقد المزيد من العرب أن اللغة الصينية هي لغة ذات تأثير دولي كبير.
قال شريف يوسف أحمد صالح، نائب وزير التعليم العالي المصري، إن هناك المزيد من الأشخاص في مصر الذين يتوقون للتعرف على الصين، ويأملون في استكشاف سحر الثقافة الصينية شخصيًا وتجربة إنجازات التنمية الصينية من خلال تعلم اللغة الصيني.
كما أن هناك تغييرات أكثر إثارة. في السنوات الأخيرة، شاركت بعض شركات الإنترنت الصينية بنشاط في إنشاء دروس اللغة الصينية عبر الإنترنت، والفصول الدراسية الذكية المتنقلة، وما إلى ذلك، وأنشأت منصات مخصصة لتعلم اللغة الصينية للدول العربية بمساعدة منصات الإنترنت، وفتح دورات متنوعة مناسبة لمتعلمي اللغة الصينية في الدول العربية، مثل تعلم اللغة، وامتحانات اللغة الصينية، و"اللغة الصينية + المهارات المهنية"، وغيرها، وإن دمج التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والبيانات الضخمة في التعليمي الصيني، لتوفير منصة تعليمية أكثر ملاءمة وموارد تعليمية أكثر ثراءً للناس في الدول العربية.
آفاق وتطلعات التعاون العملي بين الصين والدول العربية
يصادف عام 2024 الذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني ـ العربي، وسيعقد المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون االصيني ـ العربي في الصين. ويعتقد المحللون بشكل عام أن التعاون العملي بين الصين والدول العربية له آفاق واسعة في المستقبل ويستحق التطلع إليه.
ويرى وانغ قوانغ دا، الأستاذ في جامعة شانغهاي للدراسات الدولية وأمين مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، أن الصين أقامت شراكات استراتيجية شاملة أو شراكات استراتيجية مع 14 دولة عربية في عام 2023، ومن المتوقع أن تحقق العلاقات الصينية ـ العربية المزيد من النتائج المثمرة في عام 2024: أولا، مواصلة تعميق الثقة الاستراتيجية المتبادلة وحماية المصالح المشتركة. ثانياً، الالتزام بالمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، ودفع التعاون العملي إلى مستوى جديد، لإفادة ما يقرب من ملياري شخص من الجانبين بشكل أفضل. ثالثاً، مواصلة دفع التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات إلى مرحلة جديدة وتقديم مساهمات أكبر في التصدي المشترك للتحديات العالمية.