القاهرة 29 يناير 2024 (شينخوا) أدى الصراع الأهلي الممتد في السودان إلى سقوط 17.7 مليون شخص في براثن الجوع الحاد، الأمر الذي يتطلب جمع تبرعات كبيرة وإجراءات عاجلة أخرى لتفادي كارثة إنسانية وشيكة، وفقا لما قال مسؤول بارز بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).
أدلى عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد للفاو والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا، بهذه التصريحات في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، نقلا عن آخر تحديث للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وأشار إلى أن نحو 3.5 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد في أزمة الجوع، منهم 700 ألف يعانون من أخطر أشكال سوء التغذية - سوء التغذية الحاد الشديد، وهم معرضون لخطر الموت دون علاج.
وأعرب الواعر عن قلقه العميق إزاء الوضع الأمني في السودان وتداعياته على المستضعفين من السكان. ووفقا للأمم المتحدة، فبعد تسعة أشهر من اندلاع القتال العسكري بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بات 25 مليون شخص في البلاد في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى أن الفاو تدعو إلى الوقف الفوري للعنف من جانب جميع أطراف النزاع وفتح ممرات إنسانية للسماح لعمال الإغاثة بالوصول إلى جميع أنحاء أراضي السودان وتقديم المساعدات الإنسانية الملحة.
وأضاف أن هذا أمر ملح للغاية بالنسبة للأماكن التي يصعب الوصول إليها والمتأثرة بمستويات عالية من العنف، مثل دارفور الكبرى وكردفان الكبرى، بالإضافة إلى مناطق مدن الخرطوم وبحري وأم درمان بولاية الخرطوم.
وفي الوقت نفسه "من المتوقع أن تؤدي اضطرابات التجارة الناجمة عن الحرب وارتفاع تكاليف الغذاء والإنتاج إلى تفاقم فجوات استهلاك الغذاء، ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يتدهور وضع انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير في كافة أرجاء السودان مع اقترابه من موسم العجاف النموذجي بين يونيو وسبتمبر".
وقال الواعر إنه عقب اندلاع الصراع في منتصف أبريل 2023، وسعت الفاو نطاق استجابتها لحالات الطوارئ ووضعت خطة للوصول إلى مليون أسرة مزارعين (نحو 5 ملايين شخص) بالمساعدة الزراعية. وخلال موسم الزراعة لعام 2023، وزعت الفاو البذور المعتمدة على أكثر من مليون مزارع من 15 ولاية من أصل 18 ولاية في البلاد.
وأشار إلى أن المنظمة أطلقت خطة الاستجابة الإنسانية هذا العام لجمع ما مجموعه 104 ملايين دولار أمريكي لإفادة تسعة ملايين شخص بتدخلات متعددة.
وأوضح أنه إذا توفر التمويل، تستطيع المنظمة تفعيل شبكة من الموظفين وشركاء التنفيذ المحليين، وهي شبكة موجودة بالفعل، لاتخاذ خطوات فعالة والمساعدة في الحفاظ على الإنتاج الغذائي المحلي لهذا العام.
وأضاف أن هؤلاء العمال سيزودون المزارعين بالبذور المعتمدة للذرة الرفيعة والدخن والسمسم وغيرها من المحاصيل، بالإضافة إلى المعدات الزراعية، وسيساعدون في إدارة قطعان الماشية والتحويلات النقدية.
"إننا بحاجة إلى مشاركة جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين في مجال التنمية، من بينهم الحكومة والمزارعون والرعاة والمانحون والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم"، وفقا لما قال.
ووفقا لإحصاءات المنظمة، يمتلك السودان 74 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، ويعتمد من 60 إلى 80 بالمئة من سكانه على الزراعة وصيد الأسماك وتربية الحيوانات كمصدر رئيسي للغذاء والدخل، ما يسهم بنحو 35 إلى 40 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي للسودان.
وأضاف أن البلاد تعد أيضا موردا رئيسيا للحوم للعديد من الدول الإفريقية والعربية، حيث تمتلك أكثر من 110 ملايين رأس من الماشية.
ودعا الواعر المجتمع الدولي، خاصة الشركاء الإنسانيين والتنمويين، إلى مواصلة دعم السودان الذي يعد "سلة غذاء" منطقة الشرق الأوسط.