جنيف 26 يناير 2024 (شينخوا) قال كبير الدبلوماسيين الصينيين في جنيف تشن شيوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الجمعة إن الصين قدمت أداء جيدا في الاستعراض الدوري الشامل الذي أجراه مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
جاءت تصريحات تشن بعد أن قام الفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل باعتماد التوصيات المقدمة للصين، التي حازت إنجازاتها في مجال حقوق الإنسان على إشادة دولية خلال مشاركتها في الجولة الرابعة من الاستعراض التي جرت في وقت سابق من هذا الأسبوع.
تجدر الإشارة إلى أن الاستعراض الدوري الشامل هو آلية تخضع بموجبها جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لاستعراض سجلها في مجال حقوق الإنسان كل أربع سنوات ونصف.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، لخص تشن، مندوب الصين الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف والمنظمات الدولية الأخرى في سويسرا، أبرز الجهود التي بذلتها الصين لتحسين حقوق الإنسان.
وقال تشن إن الصين، مع تمسكها بفلسفة التنمية المتمحورة حول الشعب، حققت الصين هدفها المئوي الأول المتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى النواحي.
فقد انتصرت الصين في أكبر معركة ضد الفقر في تاريخ البشرية، حيث انتشلت ما يقرب من 100 مليون من سكان الريف من الفقر. وهذا يعني أن البلاد قضت على الفقر المدقع، محققةً هدف القضاء على الفقر المنصوص عليه في أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة قبل عشر سنوات من الموعد المحدد.
وتمسكا منها بتطوير الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية، تُجري الصين انتخابات ديمقراطية وعمليات التشاور وصنع القرار والإدارة والرقابة وفقا للقانون. وفي الوقت نفسه، تلتزم الصين بتحسين معيشة الشعب مع السعي لتحقيق تنمية عالية الجودة لضمان وصول المزيد من فوائد التنمية الوطنية إلى جميع أفراد شعبها بشكل أكثر إنصافا، وفقا لما قاله تشن.
وأشار تشن إلى أن الصين أنشأت أكبر نظام للتعليم والضمان الاجتماعي والرعاية الطبية والصحية، وحققت قفزة تاريخية للأمام في مجال الحصول على التعليم.
وذكر تشن أن تأمين الشيخوخة في أنحاء البلاد يغطي 1.06 مليار شخص ووصل معدل التغطية التأمينية للرعاية الصحية الأساسية إلى 95 فى المائة من سكانها. وأضاف تشن أنه بفضل متوسط سنوي يزيد عن 13 مليون وظيفة جديدة تم خلقها في المناطق الحضرية، تحسنت ظروف الإسكان لكل من سكان الحضر والريف بشكل ملحوظ.
وقال الدبلوماسي إن الصين تكرس جهودها لحماية حقوق مجموعات بعينها، وتنفيذ السياسة الوطنية الاساسية المتمثلة في المساواة بين الجنسين، وصياغة وتنفيذ أربع دورات متتالية من الخطوط العريضة لتنمية الطفل.
وتعمل الصين بثبات على النهوض بمجتمع صديق للمسنين وتعزيز قضية الأشخاص ذوي الإعاقة. وتواصل الصين حماية حقوق الإنسان وفقا للقانون، واحترام حقوق الإنسان وصونها من خلال التشريعات وإنفاذ القانون والقضاء والالتزام بالقانون، حسبما شدد تشن.
وقال السفير إن الصين تؤكد أيضا على أهمية المساواة بين جميع المجموعات العرقية، وعلى ضرورة أن تتعايش جميع المجموعات العرقية الـ56 في وحدة وتعمل معا وتزدهر مثل حبات الرمان المتماسكة.
وأشار تشن إلى أن الصين ترى أن المياه الصافية والجبال الخصبة أصول لا تقدر بثمن، وأنه ينبغي حماية البيئة الإيكولوجية مثل يحمي المرء عينيه. خلال العقد الماضي، أصبحت سماء الصين أكثر زرقة والجبال أكثر نقاء والمياه أكثر صفاء، وانخفضت كثافة الجسيمات الدقيقة (بي إم 2.5) في الصين بنسبة 57 في المائة، ما يجعلها دولة تشهد أسرع تحسن في جودة الهواء، وأكبر استخدام واسع النطاق للطاقة المتجددة، وأكبر نمو في موارد الغابات في العالم.
وأضاف أن الصين لديها ما يقرب من نصف القدرة المركبة لتوليد الطاقة الكهروضوئية في العالم، وأكثر من نصف مبيعات السيارات الكهربائية على مستوى العالم، وربع الزيادة العالمية في المساحة الخضراء.
وتقود الصين بصورة نشطة الحوكمة العالمية لحقوق الإنسان، حيث طرحت مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية. وتدعو الصين إلى حماية حقوق الإنسان من خلال الأمن وتعزيزها من خلال التنمية ودفعها من خلال التعاون.
وسلط الدبلوماسي الضوء على أن الصين ملتزمة أيضا بدعم العدالة الدولية وتعزيز تمثيل الدول النامية وصوتها في مجلس حقوق الإنسان وغيره من هيئات حقوق الإنسان متعددة الأطراف، كما قدمت الحكمة الصينية والمقترحات الصينية لحوكمة حقوق الإنسان العالمية.
وذكر تشن أن مفتاح الإنجازات التاريخية التي حققتها الصين في مجال حقوق الإنسان يكمن في الجمع بين مبدأ عالمية حقوق الإنسان وواقعها الوطني، وفي إيجاد مسار تنموي يتماشى مع اتجاه العصر ويتناسب مع الظروف الوطنية للبلاد.
وأشار إلى أن الصين ستواصل أخذ مستقبل البشرية ورفاه شعبها في الاعتبار، وترفع دائما راية السلام والتنمية والتعاون والمنفعة المتبادلة، وتدعو إلى عالم متعدد الأقطاب يتسم بالمساواة والنظام، وعولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للجميع.
وقال تشن إن الصين ستوفر للعالم فرصا جديدة من خلال تنميتها الخاصة، ما سيساعد على دفع حوكمة حقوق الإنسان العالمية نحو قدر أكبر من الإنصاف والعدالة والعقلانية والشمول فضلا عن تعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.