الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

السيسي وبوتين يشهدان صب خرسانة الوحدة النووية الرابعة بأول محطة نووية في مصر

/مصدر: شينخوا/   2024:01:24.08:47

القاهرة 23 يناير 2024 (شينخوا) شهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عبر تقنية الفيديو كونفرانس اليوم (الثلاثاء) بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمحطة الضبعة النووية في محافظة مطروح شمال غرب القاهرة.

وقال السيسي، في كلمته خلال الفعالية التي بثها التلفزيون الرسمي، إن تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة يأذن بشروع الدولة المصرية في مرحلة الإنشاءات الكبرى لكافة الوحدات النووية بالمشروع.

وعبر الرئيس المصري عن فخره واعتزازه بهذه اللحظة التاريخية التي ستظل خالدة في تاريخ وذاكرة الأمة وشاهدة على إرادة الشعب المصري، الذي يكتب اليوم تاريخا جديدا بتحقيقه حلما طالما راود جموع المصريين بامتلاك محطات نووية سلمية.

وأضاف أن ما يشهده عالمنا اليوم من أزمة في إمدادات الطاقة العالمية يؤكد أهمية القرار الاستراتيجي الذي اتخذته مصر بإحياء البرنامج النووى السلمي لإنتاج الطاقة الكهربائية، كونه يساهم في توفير إمدادات طاقة آمنة ورخيصة وطويلة الأجل، وبما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويجنب تقلبات أسعاره.

ولفت إلى أن إضافة الطاقة النووية إلى مزيج الطاقة الذي تعتمد عليه مصر لإنتاج الكهرباء يكتسب أهمية حيوية للوفاء بالاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويساهم في زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة بما يحقق الاستدامة البيئية والتصدى لتغير المناخ.

وأكد السيسي أن الحدث العظيم الذي نشهده اليوم يمثل صفحة مضيئة أخرى في مسار التعاون الوثيق بين مصر وروسيا وصرحا جديدا يضاف إلى مسيرة الإنجازات التي حققها التعاون المصري الروسي المشترك عبر التاريخ.

وأشار إلى أن إنشاء المحطة النووية بالضبعة، التي تعد مشروع مصر القومي، يسير بوتيرة أسرع من المخطط الزمني المقرر، متجاوزا كل المصاعب ليعكس الأهمية البالغة التي توليها مصر لقطاع الطاقة.

بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "مرحلة جديدة بدأت في بناء المحطة النووية في مصر، التي تعد من أهم المشروعات بين البلدين، وسيساهم إنجازها في تطوير الاقتصاد المصري وتعزيز الطاقة".

وأكد بوتين في كلمته خلال الفعالية أن مصر صديق وشريك استراتيجي لروسيا والعلاقات بين البلدين مبنية على المساواة والاحترام المتبادل، ونوه بأن التعاون الثنائي مستمر وفي تطور.

وأشار إلى أن شركة ((روس أتوم)) الروسية تقوم ببناء أربع وحدات بمحطة الطاقة النووية في مصر، وتابع أن ((روس أتوم)) رائدة في مجال الطاقة النووية السلمية، وتنفذ الإجراءات الهندسية الحديثة والتقنيات العصرية وتستخدم معايير الأمان العالية وفقا لضوابط وكالة الطاقة الذرية.

وأردف بوتين "نحن نقدم المساعدة لأصدقائنا المصريين طوال مدة عمل هذا المشروع، بما في ذلك تقديم الوقود النووي والتعامل مع النفايات النووية، وبلا شك فإن الاقتصاد المصري حصل على صناعة جديدة، هي الطاقة النووية".

وقال الخبير في قطاع الطاقة الدكتور ماهر عزيز إن تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمحطة الضبعة خطوة مهمة جدا، تعني أن العمل في الوحدات الثلاث الأولى يسير على قدم وساق بعد أن تم صب القواعد الخاص بها.

وأضاف عزيز، وهو مستشار وزير الكهرباء الأسبق، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن بناء محطة الضبعة يتكامل حاليا على نحو جيد بصب خرسانة الوحدة الرابعة، وهذا يعني أن البرنامج الزمني لإنجاز المحطة يسير بالشكل المطلوب.

ورأى أن مشاركة الرئيسين السيسي وبوتين في هذه الفعالية تؤكد أهمية مشروع محطة الضبعة في إطار التعاون المثمر بين مصر وروسيا.

وأشار الخبير المصري إلى أن التكنولوجيا الروسية في إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية متقدمة جدا، ونوه بأن روسيا تلعب دورا رائدا فى المفاعلات النووية في العالم، وهذا يدل على مدى تطور التكنولوجيا الروسية.

وأوضح أن إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية له مزايا عديدة خاصة أن محطات الطاقة النووية صديقة للبيئة ومقاومة للتلوث ولا ينتج عنها احتباس حراري مطلقا.

ومشروع الضبعة هو أول محطة للطاقة النووية في مصر، ويجري بناؤه في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على سواحل البحر المتوسط، على بعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.

وتتكون محطة الضبعة من أربع وحدات نووية بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، وجرت أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى بالمحطة في يوليو 2022.

وتنفذ المحطة بموجب عقود موقعة بين الطرفين الروسي والمصري دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017.

ووفقا للالتزامات التعاقدية، لن يقتصر دور الجانب الروسي على إنشاء المحطة فحسب، بل أنه سيقوم أيضا بتزويد المحطة بالوقود النووي طوال عمرها التشغيلي، وسيساعد الجانب المصري عن طريق تنظيم البرامج التدريبية لكوادر المحطة النووية المصرية، وتقديم الدعم في تشغيل وصيانة المحطة على مدار السنوات العشر الأولى من تشغيلها.

علاوة على ذلك، سيقوم الجانب الروسي بإنشاء مرفق لتخزين الوقود النووي المستهلك.

صور ساخنة