تحليل إخباري: التوترات في البحر الأحمر تضر بالاقتصاد المصري

القاهرة 23 يناير 2024 (شينخوا) أكد خبراء مصريون أن استمرار التوترات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب سيضر بالاقتصاد المصري الذي يعاني من ارتفاع التضخم ونقص حاد في العملة الأجنبية.

وقال أبو بكر الديب، مستشار المركز العربي للأبحاث والدراسات ومقره القاهرة، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن بعض شركات الشحن اتخذت طرقا أخرى وتجنبت قناة السويس، أحد المصادر الرئيسة للعملة الأجنبية لمصر، بسبب التوترات المستمرة في البحر الأحمر.

وهاجم الحوثيون في اليمن بشكل متكرر السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينية في أكتوبر من العام الماضي، لإظهار التضامن مع الفلسطينيين.

وردا على ذلك، شنت الولايات المتحدة وبريطانيا عدة غارات جوية على مواقع عسكرية للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرة الجماعة منذ 12 يناير الجاري.

وبحسب الديب، اعتاد الحوثيون استهداف السفن التي تبحر إلى إسرائيل، أو تبحر من إسرائيل، أو مملوكة لإسرائيليين، لكن بعد الهجمات الأخيرة على اليمن، قد يستهدف الحوثيون السفن التابعة لدول تدعم إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا.

وأوضح أن الهجمات الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ستدفع المزيد من الشركات البحرية إلى تغيير مساراتها وزيادة رسوم التأمين الخاصة بها، مما سيعزز تكاليف الشحن وأسعار البضائع على مستوى العالم.

وأضاف الخبير المصري أن التصعيد في البحر الأحمر سيؤثر بشكل مباشر على عائدات قناة السويس ويضر بالاقتصاد المصري بأكمله.

وبلغ معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المناطق الحضرية في مصر في ديسمبر الماضي 33.7 بالمئة، وهو أقل من الشهر السابق ولكنه ما يزال يشكل ضغوطًا هائلة على المستهلكين المحليين.

وصرح أسامة ربيع رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس، في الحادي عشر من يناير الجاري، بأن حركة السفن في قناة السويس، التي توفر أقصر طريق بحري بين أوروبا وآسيا، انخفضت بنسبة 30 بالمائة منذ بداية العام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وذلك بسبب التوترات الأخيرة في البحر الأحمر.

وأردف أن عائدات الدولار الأمريكي من قناة السويس انخفضت بنسبة 40 في المائة، وانكمشت الأحمال بنسبة 41 في المائة في الفترة من 1 إلى 11 يناير، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2023.

وفي تصريحات له أمس (الاثنين)، أوضح ربيع أن الهيئة ستبذل كل ما في وسعها لضمان سلاسة الملاحة والشحن لجميع السفن العابرة للبحر الأحمر، حيث بدأت شركة السويس لبناء السفن التابعة لهيئة قناة السويس، في إصلاح سفينة تضررت جراء هجوم صاروخي حوثي.

بدوره، قال محمد شحاتة رئيس جمعية النقل المصرية إن قناة السويس والاقتصاد المصري سيتأثران بشكل كبير طالما استمرت التوترات في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

لكنه أفاد بأن الفوائد الهائلة لطريق السويس، مثل قصر مسافة العبور والطقس الأفضل، من شأنها أن تقنع العديد من السفن بتحدي الخطر والمرور عبر القناة.

وأشار شحاتة إلى أن التوترات في البحر الأحمر قد تجبر مصر على تأجيل الزيادة في رسوم المرور التي فرضتها هيئة قناة السويس أخيرا والمقدرة بـ 15 بالمائة، لتشجيع شركات الشحن على استخدام القناة.

وأضاف شحاتة لـ((شينخوا)) أنه بمجرد انتهاء التوترات في البحر الأحمر، سيعود الوضع إلى طبيعته، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن التوترات ستلحق خسائر فادحة بالاقتصاد المصري والعالمي وسط مشاكل التضخم المتزايد.

وسجلت قناة السويس، التي يمر عبرها 12 بالمائة من حجم التجارة العالمية المنقولة بحرا، إيرادات سنوية قياسية بلغت 9.4 مليار دولار أمريكي في السنة المالية 2022 - 2023، بحسب هيئة قناة السويس.