بكين 22 يناير 2024 (شينخوانت) لم تحقق مبادرة "الحزام والطريق" منافع لشعوب الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" فحسب، بل دفعت العالم أيضا نحو تبني رؤية تحقيق الرخاء المشترك وبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية. وخلال هذه الفترة، عمل عدد كبير من شباب المؤسسات ذات التمويل الصيني بجد في الدول الأجنبية، وساهموا في بناء "الحزام والطريق" وأظهروا صورة الشباب الصينيين على الساحة العالمية.
تعد المملكة العربية السعودية إحدى الدول التي تمتلك أغنى موارد النفط والغاز في العالم، وقد اجتذبت سوق النفط والغاز الواسعة لديها شركات النفط من جميع أنحاء العالم للمشاركة في المنافسات التي تتطلب أعلى مستوى في العالم من التقنيات ومعايير الإدارة، ولذا يطلق عليها اسم "الألعاب الأولمبية" لصناعة النفط. وفي مواجهة المطالب العالية التي تفرضها شركة أرامكو السعودية على المقاولين والتحديات الشديدة التي تشكلها صعوبة البناء، واصل الفريق الصيني الابتكار، وحازت قدراته الخدمية و"السرعة الصينية" على الثقة والثناء من الجانب السعودي.
يعمل السيد باي لي جيون مدير منصة مشروع سينوبك السعودي وهو أيضا أول شخص مسؤول عن سلامة الإنتاج لفريق الحفر، ويشرف بشكل أساسي على أعمال إنتاج وتشغيل الفريق، وتنظيم الإنتاج وفقا لمتطلبات الطرف "أ"، وتنسيق العمل، وضمان الإنتاج الآمن لكل بئر، والتنفيذ السلس للعقد.
وكل صباح، يكون باي لي جيون دائما أول من يصل إلى مكان العمل، ويستلم المهام من رئيس النوبة الليلية ويفهم تقدم العمل المحرز، ويحدد محتوى العمل اليومي وخطة العمل. وقال لمراسل وكالة أنباء شيخوا إن فحص السلامة خلال العمل اليومي هو الأكثر أهمية، وأضاف أنه يقوم كل يوم بدوريات فحص السلامة في الموقع وتصحيح مخاطر السلامة المحتملة لضمان الإنتاج الآمن، والتواصل مع المشرف بناءً على حالة الإنتاج الفعلية لتحديد خطة العمل وخطة البناء التالية.
وفي تصور الأغلبية العظمى من الناس، يعني هذا العمل ببساطة حفر حفرة من الأرض إلى طبقة وجود النفط تحت الأرض، ولكن في الأوضاع الفعلية، ونظرا لاختلاف الهياكل الجيولوجية، يشمل العمل على تركيب أغلفة بأحجام مختلفة وفقا لأعماق مختلف الآبار لفصل الطبقات وحماية الثقوب المحفورة من الانهيار. وفي موقع الحفر الذي يعمل فيه باي لي جيون وزملاؤه، غالبا ما تتجاوز درجة الحرارة أثناء النهار 50 درجة مئوية. وقال إنهم إذا وضعوا أيديهم على الحديد لفترة طويلة أثناء أعمال الحفر في الصيف، فقد يسبب ذلك لهم حروقا بسهولة. وفي منطقة قريبة من الصحراء، يمكن وصول درجة الحرارة القصوى خلال النهار إلى 70 درجة مئوية، إلا أن الحفر عبارة عن عملية بناء تستمر خلال الـ24 ساعة، فلا يمكنهم إلا العمل بالتناوب، ولذلك لا يستطيعون الاستمرار إلا بتجاهل حرارة الطقس .
وبعد سنوات من العمل الشاق، حقق فريق الحفر بقيادة باي لي جيون أرقاما قياسية واحدا تلو آخر في السوق السعودية، مثل عدم وقوع أية حادثة خلال 15 عاما متتالية وتوقيع عقد مدته عشر سنوات مع أرامكو، وحدثت جميعها للمرة الأولى في ذلك الوقت. وقال باي لي جيون إنه رغم قسوة ظروف عملهم في السعودية، مثل ارتفاع درجات الحرارة وضعف إشارات الشبكة وصعوبة إجراء اتصال مرئي مع عائلاتهم في بعض الأحيان، لم يفكر قط في الاستسلام، لأن ذلك لا يمثل شخصيته وجميع شركات البناء الصينية على طول "الحزام والطريق". وأضاف أنه من أجل الحصول على مزيد من حصة السوق لشركتهم في المملكة العربية السعودية والاعتراف بها عالميا، تغلبوا على العديد من الصعوبات، وحصلوا على إنجازات جديدة. ويستحق ذلك كل هذا العناء.