بكين 18 يناير 2024 (شينخوا) افتتحت الدورة الدراسية للكوادر القيادية الرئيسية على مستوى المقاطعات والوزارات حول الموضوع الخاص بتعزيز التنمية المالية عالية الجودة في مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني (الأكاديمية الوطنية للحوكمة) صباح يوم 16 يناير الجاري. وألقى شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، كلمة مهمة في مراسم الافتتاح، مؤكدا أن طريق التنمية المالية ذات الخصائص الصينية لا يتبع القوانين الموضوعية للتنمية المالية الحديثة فحسب، بل يتميز بخصائص مميزة تلائم ظروف بلادنا الخاصة، والتي تختلف عن النموذج المالي الغربي جوهريا. وعلينا تعزيز الثقة بأنفسنا، ومواصلة الاستكشاف والتحسين في الممارسة، من أجل جعل هذا طريق أوسع فأوسع.
وحضر مراسم الافتتاح كل من أعضاء اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تشاو له جي ووانغ هو نينغ ودينغ شيويه شيانغ ولي شي، ونائب الرئيس الصيني هان تشنغ، وترأس مراسم الافتتاح عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني تساي تشي.
وأشار شي جين بينغ إلى أننا عملنا على استكشاف قانون التنمية المالية للعصر الجديد منذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، واستمررنا في تعميق فهمنا لطبيعة المالية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، ودفعنا ابتكارات الممارسات والنظريات والأنظمة المالية باستمرار، وراكمنا الخبرات القيمة، فشققنا تدريجيا طريقا جديدا للتنمية المالية ذات الخصائص الصينية، وهو: الالتزام بالقيادة الممركزة والموحدة للجنة المركزية للحزب للأعمال المالية، والالتزام بالقيمة التي تتمحور حول الشعب، والتمسك بالهدف الأساسي المتمثل في أن المالية تخدم الاقتصاد الحقيقي، والتمسك بالوقاية والسيطرة على المخاطر باعتبارها الموضوع الدائم للأعمال المالية، والالتزام بدفع التنمية المالية المبتكرة على المسار الموجه نحو السوق والمستند إلى سيادة القانون، والالتزام بتعميق الإصلاح الهيكلي لجانب العرض للمالية، والالتزام بتنسيق الانفتاح المالي والأمن المالي، والتمسك بفكرة العمل الأساسية العامة المتمثلة في إحراز التقدم على أساس الاستقرار. وكل هذه الالتزامات توضح كيفية النظر إلى الأعمال المالية وكيفية القيام بها في المسيرة الجديدة بالعصر الجديد، كما تعكس كلا عضويا من الموقف الأساسي ووجهات النظر والوسائل بشأن طريق التنمية المالية ذات الخصائص الصينية.
وأكد شي جين بينغ أن الدولة القوية في القطاع المالي هي التي تقوم على أساس اقتصادي قوي، وتتمتع بقوة اقتصادية وتكنولوجية وقوة وطنية شاملة رائدة عالميا، كما تتمتع بسلسلة من العناصر المالية المفتاحية والمحورية والتي تتمثل في: عملة قوية وبنك مركزي قوي ومؤسسات مالية قوية ومراكز مالية دولية قوية ورقابة مالية قوية وفريق قوي من الأكفاء المالية. ويجب بذل جهود دؤوبة وطويلة الأمد من أجل بناء دولة مالية قوية. ويجب تسريع بناء نظام مالي حديث ذي خصائص صينية، وإنشاء وتحسين نظام تنسيق وسيطرة مالي علمي ومستقر ونظام سوق مالي ذي هيكل معقول ونظام للمؤسسات المالية قائم على توزيع الأعمال والتعاون ونظام رقابة مالية كامل وفعال ونظام للمنتجات والخدمات المالية متنوع ومتخصص ونظام للبنية التحتية المالية مستقل وآمن وفعال ويمكن السيطرة عليه بشكل جيد.
وأشار شي جين بينغ إلى ضرورة التركيز على منع وحل المخاطر المالية، وخاصة المخاطر النظامية. يجب أن تكون الرقابة المالية حادة وشديدة، والأهم هو أن توضح جهات الرقابة المالية والجهات المختصة بالقطاعات مسؤولياتها وتعزز التعاون والتنسيق فيما بينها. ويجب تطبيق القانون بشكل صارم وتحقيق الرقابة المالية الشاملة والمتعمقة فيما يتعلق بدخول السوق والرقابة الحصيفة والرقابة السلوكية. يجب على كل منطقة الأخذ بعين الاعتبار الصورة الكاملة وتنفيذ المسؤوليات المحلية في معالجة المخاطر والحفاظ على الاستقرار. خلال عملية معالجة المخاطر، يجب معاقبة الفساد بحزم ومنع المخاطر الأخلاقية. إن الرقابة المالية مشروع منهجي، وتتحمل أقسام الإدارة المالية وأقسام التنظيم الكلي والجهات المختصة بالقطاعات والأجهزة القضائية وهيئات فحص الانضباط والرقابة مسؤوليات متناسقة. يجب تعزيز التنسيق الرقابي وتحسين آلية مسؤولية معالجة المخاطر المتسقة مع الصلاحيات والمسؤوليات. ويتعين مكافحة الجرائم المالية بشدة.
وأكد شي جين بينغ على ضرورة زيادة كفاءة وقدرة تخصيص الموارد المالية في الصين وتعزيز القدرة التنافسية الدولية وتأثير القواعد من خلال توسيع الانفتاح على الخارج، مع الحفاظ على التحكم الدقيق في الإيقاع والشدة. ويجب تعزيز الانفتاح المالي عالي المستوى من خلال التركيز على الانفتاح المؤسسي، وتنفيذ نظام إدارة المعاملة الوطنية قبل السماح بالنفاذ والقائمة السلبية، ومواءمة القواعد المالية المنصوص عليها في الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الدولية عالية المعايير، وتبسيط الإجراءات التقييدية، وزيادة الشفافية والاستقرار والقدرة على التنبؤ فيما يتعلق بسياسات الانفتاح، وتنظيم أنشطة الاستثمار والتمويل في الخارج، وتحسين الدعم المالي للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق". يجب تعزيز الترابط والتواصل بين الأسواق المالية الداخلية والخارجية، ورفع مستوى تسهيل الاستثمار والتمويل العابر للحدود، والمشاركة النشطة في إصلاح الرقابة المالية الدولية. ومن الضروري الحفاظ على الحد الأدني للأمن المالي في ظل ظروف الانفتاح.
وأشار شي جين بينغ إلى أنه من أجل تعزيز التنمية المالية عالية الجودة وبناء دولة قوية في القطاع المالي، يجب التمسك بدمج الحكم وفقا للقانون مع الحكم بالفضيلة، وتنمية ثقافة مالية ذات خصائص صينية بنشاط، وأن نلتزم بالصدق والأمانة وعدم تجاوز الحد الأدنى؛ وتحقيق المصالح عبر الوسائل العادلة الرسمية، وعدم التمسك بـ"عقلية الربح في المقام الأول"؛ وأن نعمل بتمهل وحكمة، وألا نسعى وراء تحقيق الفوائد الفورية والربح فقط على المدى القصير؛ وأن نتمسك بالأصالة مع الابتكار، وعدم الانفصال عن الاقتصاد الحقيقي أو استبداله بالاقتصاد الافتراضي؛ وأن نلتزم بالقانون واللوائح، وألا نخالف القوانين والأعراف.
كما شدد شي جين بينغ في النهاية على أنه يجب على الكوادر القيادية على كافة المستويات تعزيز التفكير المالي وقدرات العمل المالي، والتمسك بفكر تكامل الاقتصاد والمالية، وتنفيذ القرارات والترتيبات المتخذة في مؤتمر العمل المالي المركزي بجدية، والتخطيط الشامل لتعزيز التنمية الاقتصادية والمالية عالية الجودة، بغية تقديم مساهمات جديدة أكبر في القضية العظيمة لبناء دولة قوية وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط.
وأشار تساي تشي خلال ترأسه لمراسم الافتتاح إلى أن الخطاب المهم الذي ألقاه الأمين العام شي جين بينغ كان عميقا في الفكر، وواسعا في الرؤية، وقاطعا في الحجج، وغنيا بالدلالات، ويتميز بطابع قوي سياسيا ونظريا واستهدافيا وإرشاديا، وكان ذا أهمية بالغة لجميع أعضاء الحزب، وخاصة الكوادر على المستويات العالية لفهم الوضع العام والمهام التي تواجه التنمية المالية في بلادنا بشكل صحيح، وتعميق فهمهم للقوانين الأساسية وطريق التنمية للعمل المالي، وتعزيز مهاراتهم في العمل المالي بشكل شامل وقدراتهم على الاستجابة للمخاطر، والتمسك بثبات بطريق التنمية المالية ذات الخصائص الصينية. ويجب فهم واستيعاب الدلالة الغنية والجوهر والمتطلبات العملية للخطاب المهم للأمين العام شي جين بينغ بعمق، وفهم الأهمية الحاسمة لـ"إقرار أمرين" (إقرار مكانة الرفيق شي جين بينغ باعتباره نواة للجنة المركزية للحزب وللحزب كله، وإقرار مكانة فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد كمرشد)، والتمسك بـ"صون أمرين" (صون مكانة الأمين العام شي جين بينغ كنواة للجنة المركزية للحزب ولكل الحزب، وصون سلطة اللجنة المركزية للحزب وقيادتها الممركزة والمُوحَّدة بحزم)، وتوحيد الأفكار والإجراءات بشكل فعال مع قرارات وترتيبات اللجنة المركزية للحزب.
وحضر مراسم الافتتاح أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وأعضاء أمانة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ونواب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وأعضاء مجلس الدولة، ورئيس محكمة الشعب العليا، ورئيس النيابة الشعبية العليا، ونواب رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني وأعضاء اللجنة العسكرية المركزية.
وشارك في الدورة الدراسية كل من الرفاق المسؤولين الرئيسيين من جميع المقاطعات والمناطق ذاتية الحكم والبلديات الخاضعة بشكل مباشر لإدارة الحكومة المركزية وفيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير، والدوائر ذات الصلة التابعة للجنة المركزية للحزب والأجهزة الحكومية، والمنظمات الشعبية ذات الصلة، والمؤسسات المالية الخاضعة لإدارة الحكومة المركزية والشركات والجامعات، ووحدات جيش التحرير الشعبي وقوات الشرطة المسلحة. كما حضر مراسم الافتتاح الرفاق المسؤولون من اللجان المركزية لمختلف الأحزاب الديمقراطية واتحاد عموم الصين للصناعة والتجارة والدوائر المعنية كمراقبين.