القاهرة 15 يناير 2024 (شينخوا) أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي، محادثات مع نظيره المصري سامح شكري، في العاصمة المصرية القاهرة يوم الأحد.
قال شكري إن مصر فخورة بكونها أول دولة عربية وإفريقية أسست علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية، وإنه من دواعي سرور مصر أن تكون هي المحطة الأولى في أول زيارة يقوم بها وزير الخارجية الصيني إلى الخارج في العام الجديد، ما يظهر الصداقة القوية والعميقة بين مصر والصين.
وأضاف شكري أن مصر ملتزمة بمبدأ صين واحدة، وتدعم الصين بثبات في حماية وحدتها الوطنية واستقرارها وتنميتها، وتدعم أيضا موقف الصين المشروع إزاء القضايا المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ، مستطردا أن الجانب المصري يتطلع للعمل مع الصين للارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين إلى مستوى أعلى في ظل التوجيه من رئيسي البلدين.
وقال وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، إن الصين تقدّر دعم مصر لموقف الصين المشروع، وإن الصين أيضا تدعم مصر بقوة في حماية سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية وكرامتها الوطنية. وأكد أن الصين ومصر ستواصلان دعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الكبرى لكل منهما.
وأشار وانغ إلى أنه على مدى العقد الماضي منذ إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر، عزز البلدان الثقة السياسية المتبادلة، وأجريا تعاونا مثمرا وتنسيقا متعدد الأطراف وثيقا وفعالا.
وقال وانغ إن الصداقة بين الصين ومصر حققت منافع ملموسة لشعبي البلدين، ووضعت نموذجا للتعاون الجنوبي الجنوبي، معربا عن استعداد الصين للعمل مع مصر لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين، والدفع لتحقيق تطورات جديدة في العلاقات الثنائية، والارتقاء بالشراكة إلى مستويات أعلى.
وأوضح وانغ أنه ينبغي على الجانبين تعميق التعاون العملي، والاستفادة الجيدة من آليات التعاون على مختلف المستويات وفي مختلف المجالات، مثل لجان التعاون بين حكومتي البلدين، والتوسيع المشترك لتعاون الحزام والطريق عالي الجودة، ودفع بناء مشروعات فارقة مثل مشروع منطقة تيدا السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر، ومشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ومشروع القطار الكهربائي الخفيف بمدينة العاشر من رمضان في مصر، وغيرها من المشروعات.
وأضاف وانغ أنه يتعين على الجانبين تعزيز التعاون في مختلف المجالات، ما يشمل الطاقة الجديدة والفضاء الجوي والعلوم والتكنولوجيا الزراعية والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والرعاية الطبية والصحية، مستطردا أن الصين تشجع الشركات الصينية على الاستثمار في مصر، وتشجع المزيد من المواطنين الصينيين على زيارة مصر، وتقف على أهبة الاستعداد لاستيراد المزيد من المنتجات عالية الجودة من مصر. وتدعم الصين مصر في تعزيز تدريب الأفراد، وتسعى إلى جعل ورشة عمل لوبان في مصر معيارا للتعاون الصيني-الإفريقي في مجال التعليم المهني.
وفي معرض إشارته إلى أن الصين ومصر، باعتبارهما ممثلتين للدول النامية الكبرى والقوى الصاعدة، تتبعان سياسات خارجية مستقلة وتدعمان التعددية الحقيقية، قال وانغ إن الصين ومصر تمثلان عاملين مهمين للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي في عالم يموج بالاضطرابات والتقلبات. وأضاف أن الصين مستعدة للعمل مع مصر لدعم عالم متعدد الأقطاب يتسم بالمساواة والنظام، ودعم عولمة اقتصادية تعود بالنفع على الجميع، وتعزيز الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدلا وعقلانية، وحماية المصالح المشتركة والحقوق المشروعة للدول النامية.
ومن جانبه، قال شكري إن مصر والصين تتبنيان مواقف متماثلة أو متشابهة إزاء القضايا الدولية الرئيسية، معربا عن استعداد مصر لتعزيز التعاون متعدد الأطراف مع الصين من أجل التمسك المشترك بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتوطيد التضامن بين الدول النامية، ومعارضة إثارة الصراعات والمواجهة بشكل مشترك، والحفاظ على السلام والاستقرار على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وقد اتفق الجانبان على التنفيذ المشترك لنتائج القمة الصينية العربية الأولى ومنتدى التعاون الصيني-الإفريقي، وتنفيذ المبادرات الثماني الرئيسية بشأن التعاون العملي بين الجانبين الصيني والعربي والبرامج التسعة للتعاون العملي بين الجانبين الصيني والإفريقي.
وأجرى الجانبان اتصالا متعمقا بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وأصدرا بيانا مشتركا بشأن القضية الفلسطينية بعد المحادثات، حيث أعربا عن قلقهما البالغ من حدوث المزيد من التداعيات جراء الصراع الحالي.
وأكد الوزيران أهمية وضرورة تحقيق وقف شامل لإطلاق النار بشكل فوري فضلا عن تنفيذ القرارات ذوات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، وإنشاء آلية فعالة للإغاثة الإنسانية، وتعزيز تنفيذ حل الدولتين، بهدف المساهمة في تسوية دائمة وشاملة وعادلة للقضية الفلسطينية.
ووقع الجانبان خطة التنفيذ الخمسية الثانية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر.