بيروت 3 يناير 2024 (شينخوا) حذر أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله مساء اليوم (الأربعاء) إسرائيل من التفكير بشن حرب على لبنان، معتبرا أن حدث في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء أمس (الثلاثاء) من جريمة اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) صالح العاروري خطيرة ولن تبقي دون رد وعقاب.
جاء ذلك في كلمة القاها نصر الله عبر الشاشة في احتفال تكريمي أقامه حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية بالذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ورفاقهما في غارة جوية أمريكية قرب بغداد العام 2020.
وأكد نصر الله أن أطراف محور المقاومة تلتقي على "رؤية استراتيجية واضحة حيث الأعداء والأصدقاء محددون والأهداف واضحة"، مشيرا إلى أنه "في محور المقاومة لا يملي أحد على أحد شيئاً وكلّ يتخذ القرار بما ينسجم مع الرؤية الاستراتيجية ومصلحة بلده".
وقال إن "البطولات والابداعات والانجازات الميدانية في قطاع غزة هي وليدة عقدين من الزمن من العمل الدؤوب الذي كان يقوم به الاخوة في الفصائل الفلسطينية وكان قاسم سليماني وقوة القدس في الحرس الثوري معهم في كل ما يستطيعون".
وأكد نصر الله أنه في تجربة محور المقاومة لا يوجد عبيد بل لا يوجد سوى القادة السادة الذين يصنعون النصر لأمتهم.
واعتبر أن من نتائج عملية "طوفان الأقصى" التى شنتها حركة حماس على البلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر الماضي، ارتفاع مستوى التأييد للمقاومة وخيار المقاومة داخل الشعب الفلسطيني وعلى مستوى الأمة.
وأشار نصر الله إلى أن العملية أسقطت صورة إسرائيل في العالم التي ساعد عليها الإعلام الغربي كما أن من نتائجها إعادة إحياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت تنسى وتصفى.
واعتبر أن ما جرى في الأشهر الماضية وجّه ضربةً قاصمةً لمسار التطبيع، كما أن من النتائج "تهشيم الردع الاستراتيجي الذي قال الإسرائيليون إنهم يعملون على إعادة ترميمه".
ولفت نصر الله إلى أنه من نتائج طوفان الأقصى وما يجري في كل محاور القتال انعدام ثقة الشعب الإسرائيلي بالجيش والأجهزة الأمنية والقيادات السياسية، معتبرا أن إسرائيل اذا فقدت الأمن لا يمكنها أن تبقى لأن الصلة بالأرض هي صلة مخادعة وكاذبة.
وقال إن طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات أسقط نظرية الملجأ الآمن التي على أساسها قامت هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة، مؤكدا أنه لا يوجد أحد في إسرائيل يدعي أن أمامه صورة نصر حتى الآن.
وأشار إلى أن من أهم نتائج طوفان الأقصى أنها دمرت الصورة الأمريكية التي تم الترويج لها وقدّمت الولايات المتحدة بأبشع حقائقها، مضيفا أن الولايات المتحدة هي التي تمنع وقف الحرب في غزة، لافتا إلى أن الفلسطينيين يقتلون بالأسلحة والصواريخ الأمريكية.
وأكد نصر الله أن ما جرى في غزة أثبت أن المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي والقانون الدولي ليس لديهم القدرة على حماية أي أحد وهذا عبرة لنا جميعا.
وأضاف أن تجربة غزة تقول إن كنت ضعيفا لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك والذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان فإن كنت قويا تفرض احترامك على العالم.
وشدد على أن المقاومة في لبنان عندما فتحت الجبهة (مع إسرائيل) لم تكن مردوعة وهي اليوم أكثر جرأةً واستعداداً للإقدام.
وقال إن مسارعة المقاومة في لبنان إلى فتح الجبهة أفقد اسرائيل عنصر المفاجأة، فتحنا الجبهة في جنوب لبنان إسنادا لأهلنا في غزة وتخفيفا عنهم.
ورأى نصر الله أن الذي منع اسرائيل من شن العدوان على لبنان أن في لبنان قوة ومقاومة، وأهم رسالة ارسلتها المقاومة عندما فتحت الجبهة انها مقاومة جريئة لا تخاف من أحد وليست مردوعة أو لها أي حسابات في الدفاع عن بلدها.
وتناول نصر الله ماحدث بالأمس في الضاحية الجنوبية باغتيال الشيخ صالح العاروري ورفاقه، وقال إن إسرائيل حاولت صناعة صورة نصر من خلال اغتيال صالح العاروري في بيروت بعدما فشلت بتحقيقها في غزة.
وأكد ان الإعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية خطير جدا، مشددا على أن اغتيال الشيخ العاروري جريمة خطيرة لن تبقى من دون رد وعقاب وبيننا الميدان والأيام والليالي.
وشدد نصر الله على أنه حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة ولهذا السبب ندفع ثمنا غاليا من أرواح شبابنا.
وحذر إسرائيل من أنه "إذا فكر العدو بشن حرب على لبنان فعندها سيكون قتالنا من دون سقوف وضوابط، ومن يفكر بالحرب معنا سيندم فالحرب ستكون مكلفة جدا جدا".
وأضاف "اذا كنا نداري حتى الآن المصالح اللبنانية فاذا شنت الحرب فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط".
وكرر نصر الله القول إن "اغتيال الشيخ صالح العاروري جريمة خطرة لن تبقى من دون رد وعقاب وبيننا وبينكم الميدان والأيام والليالي".
وكان العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قد اغتيل مساء أمس في هجوم جوي بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت أدى إلى مقتل 6 أشخاص آخرين معه بينهم اثنان من قادة الحركة في لبنان.
ولم يصدر تعقيب إسرائيلي رسمي على الاغتيال في حين وصفه مراقبون بأنه تصعيد إسرائيلي خطير في خضم المواجهة الجارية بين حزب الله واسرائيل على طول الحدود اللبنانية الجنوبية وفي الحرب الدائرة بين الحركة واسرائيل في قطاع غزة.