بكين 19 ديسمبر 2023 (شينخوا) قال وانغ ون بين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، اليوم (الثلاثاء) إن هجمات وحملات التشوية التي يقوم بها البرلمان الأوروبي ضد المدارس الداخلية في منطقة شيتسانغ ذاتية الحكم بجنوب غربي الصين، هي في الواقع نوع من انتهاك حقوق الأطفال في التعليم، الأمر الذي يلحق الضرر بأوضاع حقوق الإنسان في المنطقة.
أدلى وانغ بهذه التصريحات في مؤتمر صحفي يومي، ردًا على استفسار بشأن تبني البرلمان الأوروبي قرارًا ينتقد فيه ما يسميه قيام الحكومة الصينية بالاستيعاب القسري للأطفال التبتيين من خلال المدارس الداخلية في شيتسانغ، ودعوة الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات في هذا الصدد.
وأوضح وانغ أن "ما قيل في القرار ذي الصلة الذي اعتمده البرلمان الأوروبي يحوي معلومات مضللة. إنه يمثل تشويها لصورة الصين وتدخلا في شؤونها الداخلية. نحن نشجب ذلك ونعارضه بشدة".
وأشار وانغ إلى أن الصين تحمي بشكل كامل حقوق وحريات جميع المجموعات القومية في شيتسانغ، منها حرية المعتقد الديني لهذه المجموعات وحرية استخدام وتطوير لغاتها المنطوقة والمكتوبة.
وقال إن "أوضاع حقوق الإنسان في شيتسانغ أفضل من أي وقت مضى، بشهادة المجتمع الدولي".
وأشار إلى أنه في حالة شيتسانغ، بسبب التبعثر السكاني الشديد، يتعين على الأطفال السفر لمسافات طويلة للوصول إلى المدرسة، وهو أمر غير مريح للغاية. وإذا تم بناء المدارس في كل مكان يعيش فيه الطلاب، فسيكون من الصعب جدًا ضمان توفير عدد كاف من المعلمين وضمان جودة التعليم في كل مدرسة.
وتابع "لهذا السبب أنشأت الحكومات المحلية مدارس داخلية وفقا للاحتياجات الفعلية، لضمان حق جميع الأطفال في التعليم على قدم المساواة. والأمر متروك تماما للطلاب وأولياء أمورهم سواء ذهبوا إلى المدارس الداخلية أم لا. ويمكن للطلاب اختيار العودة إلى منازلهم في كل عطلة نهاية أسبوع وفي كل العطلات والأعياد الأخرى، وكذلك خلال العطلتين الدراسيتين الشتوية والصيفية ".
وقال وانغ إنه يمكن للوالدين زيارة أطفالهما في المدرسة في أي وقت وأخذ أطفالهما إلى المنزل متى أرادوا، مضيفا أن المدارس ذوات الصلة تطلق دورات للثقافة التبتية التقليدية، مثل اللغة التبتية والأدب التبتي والفنون الشعبية التبتية، وتقدم الطعام التبتي التقليدي،ويُسمح أيضا للطلاب بارتداء الزي التقليدي في هذه المدارس.
وأضاف "إننا نحث البرلمان الأوروبي على التوقف عن نشر معلومات مضللة، والتوقف عن استخدام القضايا المتعلقة بمنطقة شيتسانغ للتدخل في الشؤون الداخلية للصين، والكف عن جميع الأقوال والأفعال التي قد تقوض الثقة المتبادلة والتعاون بين الصين وأوروبا".
وأوضح أنه "في السنوات القليلة الماضية، شهدنا في البلدان الأوروبية انتهاكا متزايدا لحقوق اللاجئين والمهاجرين، وتزايد كراهية الأجانب والعنصرية، والاهتمام غير الكافي بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فضلا عن الحق في التنمية، والتطبيق الانتقائي والمعايير المزدوجة عندما يتعلق الأمر بحرية الصحافة والعمل القسري".
وقال"إذا كان البرلمان الأوروبي يهتم حقا بحقوق الإنسان، يتعين عليه معالجة قضايا أوروبا أولا وايلاء الأهمية لانتهاكات حقوق الإنسان في أماكن مثل غزة، بدلا من تطبيق المعايير المزدوجة والإهمال الانتقائي واستغلال قضية حقوق الإنسان واستعمالها كسلاح".