بغداد 18 ديسمبر 2023 (شينخوا) أدلى الناخبون العراقيون اليوم (الاثنين) بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات لأول مرة بعد توقف دام أكثر من عشرة أعوام.
وجرى التصويت في الانتخابات المحلية بدءا من الساعة السابعة صباحا وحتى السادسة مساء بالتوقيت المحلي (الساعة 04:00 صباحا إلى 15:00 مساء بتوقيت جرينيتش) في 7166 مركز اقتراع بمحافظات العراق ما عدا محافظات إقليم كردستان الثلاث.
وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق في بيان مساء اليوم مشاركة 6 ملايين و599 ألفا و668 ناخبا في الانتخابات بنسبة مشاركة بلغت 41 بالمائة.
وسجلت محافظة كركوك أعلى نسبة مشاركة، إذ بلغت 65 بالمائة، فيما بلغت أدنى نسبة مشاركة 21 بالمائة في الرصافة الجانب الشرقي من العاصمة بغداد، بحسب البيان.
ويحق لأكثر من 16 مليون عراقي المشاركة في الانتخابات، بينهم أكثر من مليون من أفراد القوات الأمنية والنازحين أدلى منهم أكثر من 706 آلاف بأصواتهم السبت الماضي، وفق مفوضية الانتخابات.
وتنافس في الانتخابات 5901 مرشح لشغل 285 مقعدا، بينها 10 مقاعد للأقليات في مجالس 15 من أصل 18 محافظة في البلاد.
وقال عضو الفريق الإعلامي لمفوضية الانتخابات حسن هادي زاير لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن العملية جرت دون وقوع أية خروقات فنية أو أمنية.
وتابع زاير "أن المفوضية استعدت جيدا لهذا اليوم، وأدخلت أنظمة جديدة لضمان شفافية الانتخابات ونصبت 112 ألف كاميرا مراقبة في عموم محطات ومراكز الاقتراع".
وجرت الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة، إذ فرضت قوات الأمن العراقية ثلاثة أطواق أمنية على مراكز الاقتراع لتفتيش كل شخص يدخل.
وقال ضابط برتبة عقيد في الجيش العراقي طلب عدم ذكر اسمه لـ((شينخوا)) إن "الخطة الأمنية بدأت قبل انطلاق الاقتراع الخاص يوم السبت الماضي، وفرضنا إجراءات أمنية مشددة".
وتابع أن مهمتنا سوف تنتهي بإيصال صناديق الاقتراع إلى مخازن المفوضية، مضيفا أن هذه الانتخابات لم تشهد فرضا لحظر للتجوال.
من جانبه، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان بعد انتهاء الانتخابات "إن انتخابات مجالس المحافظات إيفاء من الحكومة بالتزامها الوارد في المنهاج الوزاري، وخطوة أخرى نحو اللامركزية الإدارية وتدعيم للسلم الأهلي والاستقرار وتحقيق لإدارة متأخرة منذ عام 2013".
وأكد السوداني نجاح الانتخابات، قائلا "لعل أبرز صور النجاح تمثلت في إقامة الانتخابات في كركوك بعدما تعطل إجراؤها منذ عام 2005".
وقال العراقي سمير عبد الصمد (45 سنة)، وهو موظف حكومي "شاركت في الانتخابات من أجل التغيير والخلاص من الفساد وبحثا عن توفير الخدمات لأن معاناتنا كبيرة".
وتابع أن الأمل بالمستقبل هو الذي دفعه للمشاركة في الانتخابات المحلية، مضيفا "لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي، ويجب أن نساهم في تغيير الوضع الحالي نحو الأفضل".
وقالت المعلمة العراقية آمال عبد الله "أردت من خلال مشاركتي في الانتخابات دعم العنصر النسوي للمطالبة بحقوقنا ولكي تشغل المرأة مناصب عليا في الدولة"، مشددة على ضرورة أن تلعب المرأة العراقية دورا فعالا في العملية السياسية في البلاد كونها تشكل نصف المجتمع.
وتعد هذه الانتخابات هي رابع انتخابات محلية تجرى في العراق بعد الغزو الأمريكي، إذ جرت أول انتخابات عام 2005 والثانية عام 2009 والثالثة عام 2013، وكان من المقرر أن تجري الرابعة في العام 2018 لكنها تأجلت لأكثر من مرة بسبب الخلافات السياسية بين الكتل الرئيسية.
وما يميز هذه الانتخابات هي مشاركة محافظة كركوك الغنية بالنفط فيها بعد 18 عاما وبكثافة، وفق خبراء.
وقال أستاذ الإعلام في الجامعة العراقية المحلل السياسي الدكتور محمد الجبوري لـ((شينخوا)) إن "كركوك جرت فيها انتخابات محلية واحدة عام 2005 ولم تجر بعدها أي انتخابات بسبب المشاكل بين الكتل السياسية الكردية والعربية والتركمانية".
وأضاف أنه "بعد توافق مكونات كركوك من الكرد والعرب والتركمان جرت هذه الانتخابات بمشاركة الجميع، وهذا يعد تطورا مهما في مستقبل هذه المدينة الغنية بالنفط".
وكان البرلمان العراقي قد جمد عام 2020 عمل مجالس المحافظات استجابة لمطالب الحراك الاحتجاجي الذي انطلق في أكتوبر 2019، لكن الكتل السياسية اتفقت عام 2022 على تفعيل عملها قبل أن تتعهد حكومة محمد شياع السوداني بإجراء الانتخابات في 18 ديسمبر الجاري.