وقعت الصين والأردن مذكرة تفاهم بشأن التعاون في البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق " في يوم 29 نوفمبر الماضي. وبهذه المناسبة نشر السفير الصيني لدى الأردن، تشن تشوان دونغ مقالا مهما في صحيفة الشعب اليومية الصينية، جاء فيه:ـ
منذ وقت ليس ببعيد، وقعت الصين والأردن مذكرة تفاهم بشأن التعزيز المشترك لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين. وبهذا التوقيع تكون الصين قد وقعت وثائق تعاون بشأن البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" مع جميع الدول العربية الـ 22 وجامعة الدول العربية. كما يعد الاتفاق رحلة جديدة للصين والأردن في البناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، ويضخ قوة دافعة لتعميق التعاون العملي بين الجانبين، وسيفتح آفاقًا أفضل للعلاقات الصينية-الأردنية، وستعود بالنفع على البلدين والشعبين بشكل أفضل.
ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والأردن قبل 46 عاما، حافظت الصين والأردن على تعزيز التبادلات على جميع المستويات، وحسنتا مستوى التعاون في مختلف المجالات، وأصبحت التبادلات الودية بينهما أقرب بشكل متزايد. وفي سبتمبر 2015، أقامت الصين والأردن شراكة استراتيجية. وقد أقام الرئيس شي جين بينغ صداقة عميقة مع العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، مما أدى إلى التطوير المستمر للتعاون بين البلدين في مختلف المجالات. ويتفاعل الأردن بشكل فعال مع البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، ويعتبرها "ذات أهمية كبيرة". ويعد التوقيع على وثائق التعاون ذات الصلة بين الصين والأردن في الذكرى العاشرة للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" التوقيت الطبيعي والمناسب.
تكمل الصين والأردن استراتيجيات التنمية الخاصة بكل منهما بصدد البناء المشترك لـ "الحزام والطريق". ويُعرف الأردن باسم "واحة الاستقرار" في الشرق الأوسط، وهو بوابة مهمة إلى المنطقة، ويدعو بنشاط إلى التعاون الإقليمي، ويتمتع بإمكانات تنمية كبيرة في مجال النقل البحري والبري والجوي.
تقدم الصين مجموعة من الحلول للبنية التحتية التقليدية والبنية التحتية الجديدة في الأردن، ويتقدم مشروع ترقية إعمار طريق السلط السريع في الأردن بسلاسة تحت مساعدة الصين. وتشارك الشركات الصينية بنشاط في تطوير الاقتصاد الرقمي الأردني، وتساعد الأردن على تسريع تحوله الرقمي. واليوم، شرعت الصين في رحلة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة بشكل شامل، وتعمل بثبات على تعزيز التنمية عالية الجودة وتسريع بناء نمط تنموي جديد. ويعمل الأردن على تطوير الإصلاحات بشكل شامل ويسعى جاهداً لتحقيق "رؤيته للتحديث الاقتصادي"، ويتعين على الجانبين تنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه زعيما البلدين، وتعزيز الترابط بين استراتيجيات التنمية، وتعزيز التنمية المتعمقة للشراكة الاستراتيجية بين الصين والأردن.
وتتمتع الصين والأردن بآفاق واسعة للمنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين من خلال البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق". وتعدّ الصين ثاني أكبر شريك تجاري للأردن وأكبر مصدر للاستيراد، وقد بلغ حجم التجارة الثنائية ما يقرب من 5 مليارات دولار أمريكي في الأشهر العشرة الأولى من هذا العام. وتشارك الشركات الأردنية بنشاط في معرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE) ومعرض كانتون لاغتنام الفرص الجديدة التي يوفرها التطور الجديد في الصين. وإن أبرز ملامح التعاون الصيني الأردني في مجال الطاقة الجديدة، هو أن السيارات الكهربائية صينية الصنع تمثل 80% من حصة سوق السيارات الكهربائية الأردنية. وتقوم الشركات الصينية باستكشاف أسواق طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من أسواق الطاقة النظيفة الأردنية. ويغطي الاستثمار المتبادل بين الصين والأردن العديد من المجالات مثل المعادن والطاقة والإلكترونيات وصناعة الملابس وتطوير المناطق الصناعية. وقدمت الهيئات التمويلية الصينية تمويلاً لمشروع محطة توليد الكهرباء من الصخر الزيتي في الأطلات لمساعدة الشعب الأردني على تحقيق حلمه في استخدام الصخر الزيتي لتوليد الكهرباء. وسيفتح تزايد عمق التعاون بين الصين والأردن في البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" المزيد من مجالات التعاون بين الجانبين، ويجمعان المزيد من الموارد عالية الجودة في المشروعات المهمة.
كما ستواصل التبادلات الثقافية بين الصين والأردن في التصاعد من خلال البناء المشترك لـ "الحزام والطريق". ويجري البلدان تبادلات متكررة ووثيقة في مجالات التعليم والثقافة والشباب والأخبار والسياحة والرياضة وغيرها من المجالات. ويحظى المحتوى الثقافي الصيني التقليدي مثل مهرجان الربيع وحفل الشاي، بالإضافة إلى العناصر الثقافية العصرية مثل الأفلام والتلفزيون والرسوم المتحركة بشعبية كبيرة في الأردن. ويقدم العديد من الجامعات في الأردن دورات اللغة الصينية، ويذهب مئات الطلاب الصينيين كل عام إلى الأردن لتعلم اللغة العربية. وتشيد أغنية "حلم طريق الحرير" التي أبدعتها السوبرانو الأردنية زينة برهوم خلال زيارتها للصين، بالصداقة التقليدية طويلة الأمد بين الدول العربية والصين والرؤية الجميلة لبناء "الحزام والطريق" بشكل مشترك.
ستلتزم الصين والأردن بمبدأ التشاور المكثف والمساهمة المشتركة والمنافع المشتركة، والمضي قدما بروح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة، والاستفادة بعمق من إمكانات التعاون في المجالات الرئيسية، وتعزيز البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" وتحويله إلى مرحلة جديدة من التنمية عالية الجودة، وتقديم مساهمات جديدة لتعزيز تحديث بلديهما وبناء مجتمع المصير المشترك الصيني والعربي.