تونس 15 ديسمبر 2023 (شينخوا) أقيم اليوم (الجمعة) بتونس العاصمة حفل رسمي تم خلاله تغيير اسم مركز علاج الوخز بالإبر في مستشفى المنجي سليم بالمرسى من الضاحية الشمالية لتونس العاصمة إلى مركز العلاج بالطب الصيني، وذلك عملا باتفاقية التوأمة الموقعة بين مستشفى المنجي سليم وجامعة الطب الصيني التقليدي بمقاطعة جيانغشي بشرق الصين.
وحضر الحفل الذي واكبه مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بتونس، المدير الجهوي للصحة بمحافظة تونس العاصمة طارق بن ناصر، ومراد العياري المدير العام لمستشفى المنجي سليم، ووفد صيني يُمثل لجنة الصحة بمقاطعة جيانغشي برئاسة مدير اللجنة غونغ جيانبينغ، بالإضافة إلى عدد من الكوادر والمسؤولين من الجانبين التونسي والصيني.
وثمن المدير الجهوي للصحة بمحافظة تونس العاصمة في كلمة بهذه المناسبة التعاون بين بلاده والصين، لا سيما في المجال الصحي، معتبرا أن تحويل مركز علاج الوخز بالإبر إلى مركز العلاج بالطب الصيني في تونس يعد مشروعا واعدا من شأنه توطيد العلاقات بين الجانبين التونسي والصيني في المجال الصحي.
وأعرب في هذا الصدد عن اعتزازه وسروره بهذه الخطوة، آملا أن يعمل هذا المركز في أفضل الظروف ليكون نموذجا لتعزيز الطب الصيني التقليدي في تونس وأماكن أخرى.
من جهته، وصف المدير العام لمستشفى المنجي سليم، هذا المشروع بـ "النموذجي".
وقال العياري في كلمة إن المشروع سيُساهم في تعزيز تبادل الخبرات والتجارب والبحوث والتكوين لمزيد تحسين الخدمات الطبية المقدمة للتونسيين، لاسيما في مجال الطب الصيني التقليدي.
ولفت إلى أن تغيير اسم مركز علاج الوخز بالإبر في مستشفى المنجي سليم إلى مركز العلاج بالطب الصيني يأتي عملا باتفاقية التوأمة الموقعة بين مستشفى المنجي سليم وجامعة الطب الصيني التقليدي بمقاطعة جيانغ شي بشرق الصين.
وكانت إدارة مستشفى المنجي سليم قد وقعت في 19 أكتوبر الماضي على اتفاقية توأمة مع المستشفى التابع لجامعة الطب الصيني التقليدي في مقاطعة جيانغشي.
ووقع هذه الاتفاقية عن الجانب التونسي مراد العياري المدير العام لمستشفى المنجي سليم، وعن الجانب الصيني شيوي لان بين أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني لجامعة الطب الصيني التقليدي بمقاطعة جيانغشي.
وقال مدير لجنة الصحة بمقاطعة جيانغشي غونغ جيانبينغ خلال حفل اليوم إن تونس والصين تربطهما علاقات صداقة تطورت بشكل دائم منذ إقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في العام 1964.
وأضاف أن العلاقات بين مقاطعة جيانغشي وتونس لها تاريخ طويل، حيث يعود إلى العام 1973 عندما أرسلت مقاطعة جيانغشي فريقا طبيا إلى تونس ضمن إطار الاتفاقية الموقعة بين حكومتي تونس والصين.
وأشار إلى أنه على مدى 50 عاما تم إرسال 27 فريقا طبيا إلى تونس ضمت 1153 طبيبا قدموا خدمات طبية إلى الملايين من التونسيين، الأمر الذي أثار استحسان وشكر وتقدير المواطنين وإشادة الحكومة التونسية بهذا الجهد خاصة أثناء تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وأكد غونغ من جهة أخرى أن مقاطعة جيانغشي تتميز بالطب الصيني التقليدي، حيث توجد بها عدة منصات رفيعة المستوى مثل مدينة الابتكار العلمي والتكنولوجي للطب الصيني التقليدي (نانتشانغ)، ومركز تجربة جيانغ تشونغ في الطب الحكومي في تشيهوانغ، ومركز الطب الصيني التقليدي في الخارج.
كما استضافت المقاطعة منتدى الطب التقليدي لمنظمة شانغهاي للتعاون من أجل التنمية، إلى جانب المعهد العالمي للطب التقليدي، والعديد من منصات البحث العلمية والمختبرات المشتركة مع أوزبكستان والسويد ودول أخرى.
وختم غونغ كلمته بالتأكيد على أن علاقات التعاون بين تونس والصين ستتواصل قوية بعد أن راكمت التجارب على مدى الـ 30 سنة الماضية، لافتا إلى أن مقاطعة جيانغشي التي أسست في العام 1994 مركز العلاج الوخز بالإبر الذي تم تحويله اليوم إلى مركز العلاج بالطب الصيني ستواصل دعمها لتونس وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين.
يُشار إلى أن الصين ساهمت في العام 1994 في تأسيس أول مركز للعلاج بالوخز بالإبر في العالم العربي بتونس داخل مستشفى المرسى بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة، وذلك قبل أن يتحول في العام 2004 إلى مركز للطب الصيني والوخز بالإبر.
ويُعتبر هذا المركز الطبي الوحيد في إفريقيا الذي يقدم التشخيص والعلاج السريري وتدريس الوخز بالإبر، حيث قام هذا المركز بتدريب العشرات من الأطباء التونسيين.