15 ديسمبر 2023/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/انعقد المؤتمر الثامن والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة (COP28). وخلال الاجتماع، أنشأ الوفد الصيني ركن الصين للتركيز على إظهار سياسات الصين وإجراءاتها المتعلقة في استجابتها لتغير المناخ، حيث تم عقد أكثر من 100 حدث جانبي حول التعاون الدولي الذي تقوم به الصين في هذا الصدد والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون التي تتبعها، وعملها على الحد من التلوث وخفض الكربون، والتحول العادل بالتوازي مع التنمية المستدامة، وتحول الطاقة، والتنمية الرقمية، والتمويل الأخضر إلى غير ذلك من المحتويات، وإظهار مفاهيم الصين وإنجازاتها في بناء الحضارة الإيكولوجية وبناء توافق في الآراء حول المعالجة المشتركة لتغير المناخ.
يصادف هذا العام الذكرى العاشرة للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق". وفي اجتماعات جانبية متعددة، أشادت جميع الأطراف المشاركة بالنتائج المثمرة التي حققها البناء المشترك لـ "الحزام والطريق" في تعزيز التعاون الدولي والتنمية السلمية، وأشادت بالصين لدورها المهم في تعزيز التنمية الخضراء العالمية، كما عبّرت عن تطلعها إلى زيادة التعاون الأخضر في إطار التعاون بين بلدان الجنوب والأطر الأخرى.
وفي المنتدى الرفيع المستوى الحادي عشر للتعاون فيما بين بلدان الجنوب بشأن تغير المناخ الذي عقد في 8 ديسمبر، قالت ديما الخطيب مديرة مكتب الأمم المتحدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، بأن التعاون بين هذه الدول بشأن تغير المناخ مهم لها من أجل تحقيق أهدافها، وتحقيق التحول الأخضر ومنخفض الكربون وهو أمر ذو أهمية خاصة. وتوفر مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين منصة جيدة وفرصة للدول النامية لتعزيز التعاون في مجال تغير المناخ، وتكون بمثابة نموذج يحتذى به.
وقال بونكان فوراج، وزير الموارد الطبيعية والبيئة في لاوس، إن الصين أصبحت رائدة عالمية في استخدام الطاقة الخضراء ومنخفضة الكربون، وهي ممارس نشط وداعم للتعاون بين بلدان الجنوب. وتُعَد المنطقة التجريبية منخفضة الكربون في فينتيان-سايسيتا، التي أنشأتها لاوس والصين بشكل مشترك، نموذجاً للتنمية المستدامة والصديقة للبيئة، وقد حققت نتائج ملحوظة في الحد من استهلاك الطاقة، وانبعاثات الكربون واستخدام الوقود الأحفوري.
في 8 ديسمبر، في ندوة التعاون في مجال الحزام والطريق للتحول منخفض الكربون التي استضافها التحالف الدولي للتنمية الخضراء لمبادرة الحزام والطريق، صرح إريك سولهايم، نائب رئيس التحالف والنائب السابق للأمين العام للأمم المتحدة، أن التنمية الخضراء هي خلفية مميزة للبناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، وقد قدمت الصين مساهمات كبيرة في تطوير الطاقة المتجددة العالمية، كما جلبت قوة دافعة مبتكرة للتنمية الاقتصادية والتحول الأخضر ومنخفض الكربون في البلدان النامية.
وفي الاجتماع الجانبي الذي كان موضوعه "التقدم الجديد في استخدام وتخزين الكربون في الصين"، قام ممثلون من العديد من الشركات الصينية ومؤسسات البحث العلمي بتقديم شامل لإجراءات الصين والتقدم الذي أحرزته في المجالات ذات الصلة؛ وفي الاجتماع الجانبي الذي كان موضوعه "مساعدات الحوسبة الفائقة على التنبؤ بالبيئة المناخية"، عرض خبراء من معهد فيزياء الغلاف الجوي، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، نتائج البحوث المستندة إلى عمليات المحاكاة الرقمية القائمة على مزيج من الحواسيب العملاقة ونماذج نظام الأرض، التي توفر وجهات نظر وطرق جديدة للتنبؤ بتغير المناخ والكوارث ذات الصلة؛ وفي الحدث الجانبي الذي كان موضوعه "تخزين طاقة الرياح والطاقة الشمسية بعد تحويلها إلى الهيدروجين"، أجرى الضيوف تبادلات واسعة النطاق حول موضوعات مثل ابتكار تكنولوجيا طاقة الرياح لتعزيز تحويل الطاقة، والمساهمة بالحكمة الجيدة في تطوير صناعة الطاقات المتجددة.
وقال تيم جولد، كبير الاقتصاديين في مجال الطاقة بوكالة الطاقة الدولية، إن الصين تتمتع بمزايا فريدة فيما يتعلق بتطوير وتصنيع تطبيقات تكنولوجيات الطاقة النظيفة كما أضاف: "إن هذه الميزة التكنولوجية، إلى جانب دعم وتعاون المؤسسات المالية الدولية، لها أهمية كبيرة في تسريع تطوير الطاقة النظيفة في مناطق أخرى."
وقال عابد سوليلي، المدير التنفيذي للمعهد الباكستاني لسياسات التنمية المستدامة، إنه في إطار التعاون بين بلدان الجنوب، تتعاون الصين بنشاط مع الدول النامية الأخرى وتقدم مساهمات مهمة في الاستجابة العالمية لتغير المناخ. مضيفا: "استضاف ركن الصين المئات من الأحداث الجانبية وأصبح منصة مهمة لجميع الأطراف للتواصل بصراحة وتبادل الخبرات. وفي مواجهة القضية المعقدة المتمثلة في تغير المناخ، نحتاج إلى مزيد من التوافق والعمل المشترك."
وفي حدث جانبي في ركن الصين يوم 9 ديسمبر، تم إصدار تقرير بعنوان "توقعات تحول الطاقة في الصين 2023" رسميًا. وتُظهِر أبحاث التقرير أن الصين سوف تشرع في مسار جديد للنمو الأخضر ومنخفض الكربون يختلف عن البلدان المتقدمة. وستحقق تكنولوجيات الطاقة النظيفة الرئيسية تنمية مضاعفة وقفزة إلى الأمام، وتدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية عالية الجودة وتحسين مستويات معيشة الناس مع انخفاض نصيب الفرد نسبيا من استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون مقارنة بالدول المتقدمة، وضخ الثقة في النمو الأخضر العالمي.
وقال وزير الدانمارك للتعاون التنموي وسياسة المناخ العالمي دان يورنسن، إنه كنتيجة مهمة للتعاون الحكومي الدنماركي الصيني، فإن تقرير "توقعات تحول الطاقة في الصين 2023" يصور طريق الصين لتحقيق تحولها الطاقي ويشير إلى الطريق الذي تصبو إليه مستقبلا نحو هدفها المتمثل في الحياد الكربوني. وأشار إلى أن تحول الطاقة الخضراء يجب أن يكون جهدا عالميا، وأن الصين تلعب دورا حيويا وتتخذ إجراءات نشطة لتعزيز تحقيق هذه الرؤية.