مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) .. حضور لافت ومهم للتقنيات الخضراء والحلول المبتكرة التي قدمتها الشركات الصينية

انعقد المؤتمر الثامن والعشرون (COP28) للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دبي، بالإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر الجاري. وقد شهد المؤتمر عرض العديد من الشركات الصينية لمنتجات وتقنيات مبتكرة في مجال التنمية المستدامة، الأمر الذي جذب اهتماما واسع النطاق من المشاركين. وقالت وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مريم المهيري، في لقاء صحفي خاص مع صحيفة الشعب اليومية:"تشهد الطاقة المتجددة في الصين تطورا سريعا، وتعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز تحول الطاقة، ونأمل أن تشارك المزيد من الشركات الصينية في هذه العملية. ونحن بحاجة إلى استخدام تعاون وإجراءات أكثر فعالية لحماية مستقبلنا."

"نتطلع إلى رؤية المزيد من المنتجات والتطبيقات الخضراء تأتي من الصين"

قدمت الحافلات الكهربائية من الشركات الصينية مثل حافلات سوتشو جين لونغ، ويوتونغ، وبي واي دي للمؤتمر خدمات النقل المكوكية.

كما تعمل عربات البطارية من شركة قوانغدونغ لوتونغ ذهابا وإيابا بين القاعات. وقال أنيسي، سائق السيارة: "سيارات البطاريات الصينية رائعة للغاية سواء كان الأمر يتعلق بالتحكم أو الراحة". وقالت نجلة، أحد الحضور في المعرض:" يمكن رؤية المزيد من السيارات الكهربائية ذات العلامات التجارية الصينية في الشرق الأوسط. ويعد استخدام السيارات الكهربائية لتقديم خدمات التوصيل خلال COP28 بمثابة إجراء عملي لمكافحة تغيير المناخ. ونتطلع لرؤية المزيد من المنتجات والتطبيقات الخضراء من الصين. "

وخلال المؤتمر أيضًا، قدمت منتجات الشركات الصينية الدعم لمختلف الأحداث الجانبية والندوات وما إلى ذلك. وقد تركت منتجات الترجمة الفورية التي قدمتها Flytek ، شركة ذكاء اصطناعي صينية متخصصة في التعرف على الكلام واللغة والترجمة والتطبيقات ذات الصلة انطباعًا عميقًا لدى تانيا، إحدى المشاركات من أنجولا: "يتمتع نظام الترجمة الفورية هذا بدقة عالية في النسخ والتعرف ويمكنه عرض محتوى الكلام في الوقت الفوري، وهو أمر مفيد جدًا لنا."

"العمل المشترك يعزز الابتكار والتقدم في مجال تكنولوجيا الطاقة النظيفة"

اجتمع الطلاب من مدرسة دبي ريجنت الدولية حول صندوق رمل مشروع طاقة الرياح في جناح شركة بناء الطاقة الصينية في "مركز المعرفة" بمدينة إكسبو دبي، للاستماع إلى المحاضرة. "هذا أول مشروع لطاقة الرياح في دولة الإمارات العربية المتحدة تنفذه شركة صينية -مشروع الإمارات التجريبي لطاقة الرياح، وقد تم تشغيله وربطه بالشبكة لتوليد الكهرباء منذ وقت ليس ببعيد." قال تانغ يوهوا، المدير العام لشركة مجموعة الصين لبناء الطاقة الدولية للهندسة المحدودة، إن الشركة قامت ببناء عدد كبير من محطات الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى حول العالم.

وعرضت شركة جولدويند للتكنولوجيا المحدودة تقنيات مبتكرة للطاقة النظيفة وحلولاً شاملة ونتائج تنمية مستدامة. وقال ووقانغ رئيس شركة غولدويند تكنولوجي : "يمكن لسلسلة صناعة طاقة الرياح أن تساهم في الاستجابة العالمية لتغير المناخ. وستعمل الشركة بنشاط مع الشركاء من جميع الأطراف للترويج المشترك للابتكار والتقدم في تكنولوجيا الطاقة النظيفة."

وخلال المؤتمر، أصدرت الشركة الصينية للهندسة والبناء في الشرق الأوسط «تقرير الشركة الصينية للهندسة والبناء لخدمات التنمية المستدامة لدول الخليج»، والذي عرض إنجازات الشركة في المشاريع المختارة والابتكار التكنولوجي والفوز المجتمعي. وقال وانغ شاوفنغ، رئيس مجلس إدارة الشركة، إن الاخيرة ستواصل تعزيز البحث والتطوير التكنولوجي وتطبيقها في المباني الخضراء ومنخفضة الكربون، والبناء الذكي وجوانب أخرى للمساعدة في التحول الاقتصادي في الشرق الأوسط.

استخدمت الشركة الصينية للاستثمار في الطاقة (تشاينا إنرجي) في ركن الصين لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، طاولة رملية لإظهار نظام الطاقة الخضراء البيئي. حيث يوفر النظام الكهرباء من خلال الطاقة الكهربائية الخضراء، ويجمع بين تكنولوجيا تحلية مياه البحر مثل التناضح العكسي لإنتاج المياه العذبة، كما يمكن دمجه مع تقنية التحليل الكهربائي للمياه لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والميثانول الأخضر. وقال تشياو شيوبين، المدير العام لمجموعة تشاينا إنرجي الدولية، إن الشركة حققت عددًا من الإنجازات التكنولوجية في مجالات تخزين الطاقة الجديدة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر وتخزينه، وطاقة الرياح على ارتفاعات عالية، وطاقة الرياح في أعماق البحار، وتكامل الطاقة المتعددة، مما يساهم بشكل فعال في تحقيق التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون. وقال رمضان أسلان، المدير العام لشركة الحياة التركية للمناخ والطاقة، الذي كان يزور الطاولة الرملية: "إن الصين رائدة عالميًا في صناعة الطاقة الجديدة، ونأمل في تعزيز التعاون في مجال الطاقة الجديدة مع الشركات الصينية."

"تعزيز التبادلات والتعاون هو الخيار الصحيح لمواجهة تغير المناخ"

اطلق خلال المؤتمر "مبادرة العمل المناخي الدولية من أجل الحضارة البيئية الرقمية" بشكل مشترك من قبل أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وشركة صينية للتكنولوجيا الخضراء. وتهدف المبادرة إلى تعزيز تبادل المعلومات على المستوى الدولي من خلال الوسائل الرقمية وتعزيز التواصل والتعاون بين جميع الأطراف بشأن العمل المناخي. وقال تود إدوارد، مسؤول العمل المناخي العالمي في أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ: "نحن نرحب بشدة بهذه المبادرة، حيث تساعد على تبادل الخبرات والمعرفة في مجال إدارة المناخ لدى مختلف الوكالات والمؤسسات الحكومية."مضيفا، أن مواجهة تغير المناخ تتطلب مشاركة المزيد من الأطراف لزيادة تعزيز اتساع وعمق العمل.

"في السنوات الأخيرة، حققت الصين إنجازات ملحوظة في تعزيز التحول إلى الطاقة المنخفضة الكربون وتعزيز التنمية المستدامة، وتشارك الشركات الصينية على نحو متزايد في الجهود العالمية لمعالجة تغير المناخ وتلعب دوراً مهماً. " قال بيديكي، الرئيس والمدير التنفيذي لمجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة: "إن تعزيز التبادلات والتعاون هو الخيار الصحيح لمعالجة تغير المناخ، ويتعين علينا اتخاذ إجراءات أقوى."

"من تنمية الطاقة النظيفة إلى حماية التنوع البيولوجي، تعد تجربة الصين في تعزيز التنمية المستدامة جديرة بالتعلم." قالت مريم إن دولة الإمارات تتجه نحو تحقيق هدفها المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050، وهناك مساحة واسعة للتعاون بين الإمارات والصين في المجالات ذات الصلة.