بيروت 4 ديسمبر 2023 (شينخوا) أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان اليوم (الاثنين) تأسيس وإطلاق "طلائع طوفان الأقصى"، وسط تحفظات لبنانية وفي ظل تواصل الحرب مع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ قرابة شهرين.
وقالت حركة حماس في بيان وجهته إلى أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان اليوم إنه "تأكيدا لدور الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة... فإنها تعلن تأسيس وإطلاق طلائع طوفان الأقصى".
وأوضحت أن هذه الخطوة تأتي "استكمالا لما حققته عملية طوفان الأقصى وانتصارا لصمود شعبنا الفلسطيني الصابر ومقاومتنا الباسلة وما قدمه شعبنا من صمود وتضحيات، وسعيا نحو مشاركة رجالنا وشبابنا في مشروع مقاومة الاحتلال والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية".
وطوفان الأقصى هي عملية غير مسبوقة شنتها حركة حماس على جنوب إسرائيل، وتضمنت إطلاق آلاف الصواريخ وعمليات تسلل وسيطرة على بلدات داخل الأراضي الإسرائيلية.
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين على لوائح وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في لبنان نحو 463 ألفا و664 لاجئا، وفق تقرير أصدرته في يناير من عام 2017.
وبحسب إحصاء فلسطيني لبناني رسمي أُجري في عام 2017، يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين قرابة 174 ألفا و422 لاجئا يعيشون في 12 مخيما و156 تجمعا فلسطينيا في مختلف المناطق اللبنانية.
وقوبل إعلان تأسيس "طلائع طوفان الأقصى" بتحفظات ورفض من قوى سياسية لبنانية، إذ رفض رئيس التيار الوطني الحر المسيحي النائب جبران باسيل الإعلان.
وقال باسيل في حسابه عبر منصة ((إكس)) "نرفض بالمطلق إعلان حركة حماس في لبنان تأسيس طلائع طوفان الأقصى ودعوتها الشباب الفلسطيني إلى الالتحاق بها، ونعتبر أن أي عمل مسلح انطلاقا من الأراضي اللبنانية هو اعتداء على السيادة الوطنية".
وأشار إلى "ما اتفق عليه اللبنانيون منذ العام 1990 في اتفاق الطائف (الذي أنهى الحرب الأهلية 1975 / 1990) بوجوب سحب السلاح من الفلسطينيين في المخيمات وخارجها وبما أجمعوا عليه من إلغاء إتفاقية القاهرة، التي شرعت منذ 1969 العمل المسلح للفلسطينيين انطلاقا من لبنان".
وأجازت إتفاقية القاهرة الموقعة في نوفمبر 1969 عمل المنظمات الفلسطينية العسكري من مناطق محددة بجنوب لبنان، وهو ما اصطلح على تسميته في سبعينات القرن الماضي بـ"فتح لاند".
وأكد باسيل أن "لبنان صاحب حق يقوى بمقاومته الوطنية لإسرائيل دفاعا عن نفسه ويضعف بإقامة حماس لاند في الجنوب من جديد للهجوم على إسرائيل من أراضيه".
بدوره، قال ئيس جهاز الإعلام في حزب الكتائب اللبنانية المسيحي باتريك ريشا على حسابه في منصة ((إكس)) إن "حماس ترى في لبنان منصة لانطلاق عملياتها كما فعلت قبلها منظمة التحرير."
وأضاف "في الأمس أيضا كانت الحركة الوطنية (اللبنانية) ورهاناتها الخاسرة، اليوم حزب الله وفريقه، نفس الأخطاء على أمل تفادي نفس النتائج، اتعظوا من الماضي".
من جهته، أكد عضو البرلمان مارك ضو عبر منصة ((إكس)) أن"لبنان دولة وليس ساحة ولا يحق لحماس استباحة لبنان"، مضيفا "على قيادات حماس التراجع عن تلك الخطوة مباشرة أو نعتبر ذلك عملا عدائيا ضد اللبنانيين وإخلال بأمنهم".
وتشهد المناطق الحدودية اللبنانية الإسرائيلية بشكل يومي عمليات قصف وإطلاق نار متبادلة بين حزب الله وحركات فلسطينية مسلحة من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى منذ اندلاع الحرب بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في غزة في السابع من أكتوبر الماضي باستثناء سبعة أيام من الهدوء الحذر على خلفية هدنة في قطاع غزة.