القاهرة 2 ديسمبر 2023 (شينخوا) أكد المستشار أحمد سلام، وكيل الوزارة السابق للهيئة العامة للاستعلامات بمصر، أهمية التعاون الإعلامي العربي-الصيني في تعزيز الفهم المشترك بين الجانبين، وزيادة القدرة على مواجهة التحديات المشتركة.
صرح بذلك أحمد سلام خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) قبيل حضوره فعاليات مؤتمر القمة العالمية الخامسة للإعلام التي تعقد برعاية وكالة أنباء الصين الجديدة ((شينخوا)) في الفترة من 2 إلى 8 من شهر ديسمبر الجاري، بمشاركة مسؤولين وقادة مؤسسات وممثلين من وسائل الإعلام من مختلف دول العالم.
وأكد سلام، وهو أيضا المستشار الإعلامي السابق بسفارة مصر ببكين والخبير بالشأن الصيني، أن التعاون الإعلامي بين الجانبين العربي والصيني بات يحظى بأهمية كبيرة في الوقت الراهن.
وعزا ذلك إلى أهمية دور الإعلام في تعريف كل جانب بالآخر بموضوعية وحيادية، مقارنة بوسائل الإعلام الغربية التي تتبنى في معظمها وجهات نظر منحازة وغير إيجابية تجاه الدول العربية والصين.
وأوضح أن دخول مبادرة "الحزام والطريق"، العقد الثاني من عمرها، يُضاعف من أهمية التعاون الإعلامي العربي-الصيني لاسيما في ظل ما تحظى به الصين من مكانة عالية لدى الشعوب العربية بشكل عام وفئة الشباب خصوصا.
ونوه في هذا الصدد إلى نتائج استطلاع رأي أجرته شركة ((أصداء بي سي دبليو)) للعلاقات العامة، ونشرت في يونيو 2023، حيث جاءت الصين في المرتبة الثانية، كأكثر الدول شعبية لدى الشباب في 18 دولة عربية، رأى 80 في المائة منهم أن الصين شريك لبلادهم، وهي نتيجة لم تأت من فراغ، وإنما جاءت نتيجة لمجموعة من الاعتبارات والدوافع، كان من أهمها وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة عدد وسائل الإعلام الصينية الناطقة بالعربية.
ولفت سلام الي أن ما يزيد من أهمية التعاون الإعلامي الصيني-العربي تلك التحديات الجمة التي تواجه الإعلام والإعلاميين لدى الجانبين، ويأتي على رأسها التطورات المتسارعة المرتبطة بتزايد دور الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي، مؤكدا أن هذا التعاون يزيد من قدرة الجانبين على مواجهة التحديات الإعلامية المختلفة.
وأشاد بالموقف الموضوعي والعادل لوسائل الإعلام الصينية إزاء الأحداث الجارية في غزة، وأنه كان من المهم أن يطلع الرأي العام العربي والمواطن العربي على هذا الموقف، وهذا يُبرز دور وأهمية التواصل الإعلامي بين الصين والدول العربية.
وأثني سلام على استضافة وكالة ((شينخوا)) الدورة الخامسة للقمة العالمية للإعلام، مشددا على أن أهمية هذا الحدث تنبع من تزامنه مع مرور عشر سنوات على مبادرة الحزام والطريق، التي طرحتها الصين وتعد من أهم المبادرات التنموية العالمية في القرن الحالي، وتهدف من بين أهدافها التنموية إلى تعزيز التعاون الثقافي والإعلامي والتعليمي.
وقال سلام إن التعاون بين الدول العربية والصين شهد، خلال السنوات العشر الماضية، من عمر مبادرة الحزام والطريق، إبرام كم هائل من بروتوكولات التعاون والشراكات الإعلامية بين الجانبين، فضلاً عن إقامة عدد كبير من الآليات والفعاليات الإعلامية التي وثقت أواصر التعاون الإعلامي والثقافي بين الشعبين العربي والصيني، الأمر الذي يتيح للشعبين تبادل المعارف والخبرات، ويعود بالنفع أيضا على كوادرهما الإعلامية من خلال البرامج التدريبية المتبادلة.
وأوضح أن شعار القمة العالمية الخامسة للإعلام، وهو "تعزيز الثقة العالمية ودفع تطوير الإعلام"، يعزز التعاون المشترك للتغلب على التحديات المتزايدة التي بات الإعلام يواجهها في عالم اليوم الذي يموج بمتغيرات متسارعة، مشيرا إلى أن الأمر بات يتطلب التعاون المستمر وتأهيل الإعلاميين والصحفيين وإكسابهم المهارات التكنولوجية والفكرية، خاصة في ظل التطورات المتسارعة للذكاء الاصطناعي.
وشدد على أهمية القمة في تعزيز التعاون الوثيق بين جميع وسائل الإعلام لتحقيق أعلى معدلات الاستفادة المشتركة، مع ضرورة التزام وسائل الإعلام كافة بالقيم المهنية المتعارف عليها، كالدقة والموضوعية مع مراعاة ثقافة المجتمعات ومعتقداتها، خاصة في إطار عملية بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.
وشدد على ضرورة التزام وسائل الإعلام بمبدأين أساسيين، أولهما الالتزام الذاتي من جانب القائم بالاتصال بالمواثيق الأخلاقية التي تحقق التوازن بين حرية الإعلام ومصلحة المجتمع، وثانيهما الالتزام الاجتماعي في تقديم الأحداث الجارية والمفاهيم الجديدة وتفسيرها في إطار له معنى ومضمون حقيقي وأمين، خاصة الحقائق كالتعددية القطبية العالمية، والعولمة، وتنوع الحضارات، وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.
ولفت سلام إلى أنه لا تزال هناك حاجة لمزيد من الجهود البحثية، خاصة في ضوء الانفتاح التكنولوجي وقلة الضوابط على المحتوى الرقمي، مما يتطلب السعي نحو ترسيخ مبادئ نظرية المسؤولية المجتمعية وإلزام الصحفيين والإعلاميين بالالتزام بالمعايير والقيم المهنية المتصلة بالعمل الصحفي والإعلامي.
واختتم الخبير المصري المقابلة بالتأكيد على أنه رغم ما حققه التعاون الإعلامي بين الجانبين العربي والصيني، فإنه مازالت هناك حاجة إلى البناء على ما تحقق، وذلك لمواكبة التطورات العديدة المتلاحقة التي تهم الجانبين.
قد عقدت الدورة الأولى من القمة برعاية ((شينخوا)) في العاصمة الصينية بكين في العام 2009، والثانية في العاصمة الروسية موسكو برعاية وكالة أنباء ((إيتار-تاس)) في العام 2012، والثالثة في العاصمة القطرية الدوحة برعاية شبكة ((الجزيرة)) الإعلامية في العام 2016، والرابعة في بكين في عام 2021.