بكين 30 نوفمبر 2023 (شينخوا) ستخلق التنمية الجديدة في الصين فرصا جديدة لأوروبا وبقية العالم، ومن المأمول أن ينظر الاتحاد الأوروبي إلى تنمية الصين وسياساتها الداخلية والخارجية على نحو شامل وموضوعي، وفقا لما صرح به متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هنا اليوم (الخميس).
وقد ذكرت تقارير أن الاتحاد الأوروبي أعرب في الآونة الأخيرة عن مخاوفه بشأن تباطؤ الاقتصادي الصيني، وسوء بيئة الأعمال فيها، وفرط القدرة الإنتاجية، والخلل في الميزان التجاري بين الصين والاتحاد، وسعي بكين إلى خلق نظام دولي يتمحور حول الصين. من ناحية أخرى، أكد الاتحاد عدم فك الارتباط الاقتصادي مع الصين، بل "إزالة المخاطر" معها.
وردا على ذلك، قال المتحدث، وانغ ون بين، في مؤتمر صحفي يومي إن المخاوف التي أثارها الاتحاد الأوروبي لا تتفق مع الحقائق. وأضاف أنه على الرغم من الصعوبات التي تواجه التعافي الاقتصادي العالمي، فإن الصين تحافظ على قوة دفع جيدة نحو تحقيق الاستقرار في اقتصادها وتحسينه، وهو أمر ليس سهلا.
وقال إنه في الأرباع الثلاثة الأولى، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5.2 بالمئة على أساس سنوي، ما جعل الصين رائدة بين الاقتصادات الكبرى، وقد قامت العديد من المنظمات الدولية حديثا بمراجعة توقعاتها للاقتصاد الصيني ورفعت تلك التوقعات.
وأضاف وانغ قائلا "إن الصين تسعى إلى تحقيق تنمية عالية الجودة، وتعمل بنشاط على بناء بيئة أعمال موجهة نحو السوق وقائمة على القانون وذات طابع دولي. ووفقا للمسح الذي أجراه المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية للربع الثالث، فإن أكثر من 80 بالمئة من الشركات الأجنبية المشاركة في المسح راضية عن بيئة الأعمال، ومن المتوقع أن ما يقرب من 90 بالمئة من الشركات سيظل عائدها على الاستثمار ثابتا أو سيرتفع في الأعوام الخمسة المقبلة."
وقال إن الصين لم تسع قط إلى تحقيق فائض تجاري، وإن الصين نشطت في إقامة معرض الصين الدولي للواردات ومعرض الصين الدولي لسلاسل الإمداد، للعمل من أجل الانفتاح عبر توفير المزيد من فرص السوق وتعزيز التعاون العالمي في سلاسل الصناعة والإمداد.
وأوضح وانغ أن التنمية الجديدة في الصين ستخلق فرصا جديدة لأوروبا وبقية العالم، مضيفا أن التطور السريع للصناعة الخضراء والتكنولوجيا النظيفة في الصين هو نتيجة للجهود المضنية في السعي إلى تحقيق الابتكار التكنولوجي وبناء سلاسل صناعة وإمداد كاملة، وهو الميزة المشروعة التي يتم الظفر بها من خلال الجهود المضنية والمنافسة العادلة.
وأضاف أن "هذا الأمر يحظى بترحيب المستهلكين في الاتحاد الأوروبي والمستخدمين العالميين، وقد قدّم مساهمة هائلة في الجهود العالمية في معالجة تغير المناخ وتعزيز التحول الأخضر."
وفي إشارته إلى أن التحديث صيني النمط يعني التحديث على طريق التنمية السلمية، قال وانغ إن الصين ملتزمة بالمنظومة الدولية المتمركزة حول الأمم المتحدة، والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، والمعايير الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية المرتكزة على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. وأضاف أن الصين قدمت رؤية لحوكمة عالمية تتسم بالتشاور واسع النطاق والمساهمة المشتركة والمنافع المُتقاسمة.
وقال وانغ إن العام الجاري يصادف الذكرى العشرين لتأسيس الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن تجربة العقدين الماضيين أظهرت أن البقاء على الالتزام بالشراكة الاستراتيجية الشاملة سيدفع العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي إلى الأمام.
وأضاف وانغ "من كبح التضخم إلى تعزيز التعافي الاقتصادي، ومن تحقيق التحول الأخضر والتحول الرقمي إلى تعزيز الاستقلال الاستراتيجي، ومن حماية التعددية إلى مواجهة التحديات العالمية، فإن تحقيق الصين كل هذه الإنجازات يجعلها شريكا موثوق به للاتحاد الأوروبي."
وقال إن "إزالة المخاطر" و"خفض الاعتماد" لا ينبغي أن يتطورا إلى التخلص من التعاون وإضعافه، مضيفا أنه من المأمول أن ينظر الاتحاد الأوروبي إلى تنمية الصين وسياساتها الداخلية والخارجية على نحو شامل وموضوعي، ويتبنى سياسة عقلانية وبراجماتية تجاه الصين، ويعزز التعاون متبادل المنفعة بين الجانبين، من أجل معالجة التحديات العالمية بشكل مشترك.