روابط ذات العلاقة
الأمم المتحدة 30 نوفمبر 2023 (شينخوا) قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، هنا يوم الأربعاء، إن الحوار والتفاوض هما أفضل خياران لإنقاذ الأرواح وهما الطريقة الأساسية لتسوية النزاعات.
بصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي لشهر نوفمبر، عقدت الصين يوم الأربعاء اجتماعا رفيع المستوى لمجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية-الإسرائيلية. وترأس الاجتماعَ وانغ يي، وهو أيضًا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني.
وحضر الاجتماع وزراء خارجية وممثلون رفيعو المستوى من نحو 20 بلدا، منها البرازيل، وفلسطين، وقطر، والأردن، والسعودية،ومصر، وإندونيسيا، وتركيا، وسلوفينيا، وماليزيا فضلا عن جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي. وأطلعَ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ومنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، الحضورعلى تطورات الأوضاع.
وقال وانغ إنه منذ اندلاع الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الجاري، تعمل الصين من أجل السلام وتسعى جاهدة لإنقاذ الأرواح.
وأضاف أن الرئيس الصيني،شي جين بينغ،شرح مرارًا موقف الصين المبدئي إزاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي الحالي، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع توسُع النزاع، وإلى ضمان سلامة المساعدات الإنسانية وسلاسة تدفقها، وأكد شي أيضا أن الحل الأساسي يكمن في تنفيذ حل الدولتين وتعزيز تسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية.
وذكر وانغ أن الصين، بصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي للشهر الجاري، أعطت الأولوية دائمًا للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وأوضح وانغ أن مجلس الأمن أصدر القرار رقم 2712 الشهر الجاري، ما مثَّل بدء خطوات لتعزيز وقف لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن الصراع الحالي أودى بحياة عدد كبير من الأبرياء وتسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع استمرار ظهور آثاره غير المباشرة.
وفي معرض إشارته إلى أن الحرب تختبر الضمير والعدالة، وأن السلام يتطلب العقل والحكمة، قال وانغ إنه يتعين على المجتمع الدولي اتخاذ المزيد من الإجراءات لإنقاذ الأرواح واستعادة السلام.
ودعا إلى تعزيز وقف شامل ودائم لإطلاق النار بأقصى قدر من الشعور بالإلحاح. وذكر أنه لا توجد مناطق آمنة تحت النار، وقطاع غزة ليس به جدار صد.
وقال وانغ إن الصين تأمل بشدة ألا يكون وقف إطلاق النار المؤقت مجرد فترة فاصلة قبل جولة جديدة من الهجمات، بل يجب أن يكون بداية لوقف شامل ودائم لإطلاق النار.
وأضاف أن وقف إطلاق النار الشامل والدائم ينبغي أن يكون الأولوية القصوى، ويتعين على جميع الأطراف أن تركز كل جهودها على الهدف المشترك المتمثل في إخماد الصراع في غزة، مشيرا إلى أنه ينبغي اتخاذ المزيد من الإجراءات العملية والفعالة لحماية المدنيين.
وقال إن أي أعمال عنف وهجمات ضد المدنيين غير مقبولة، ومن الواجب إدانة أي أعمال تنتهك القانون الإنساني الدولي.
وأضاف أن الصين تؤكد مجددا معارضتها العقاب الجماعي ضد سكان غزة، ومعارضتها التشريد القسري للمدنيين الفلسطينيين، وأنه ينبغي إطلاق سراح جميع الأفراد المحتجزين.
وأوضح أن التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2712 ضروري لإزالة العقبات من أجل إتاحة دخول الإمدادات الإنسانية الكافية،وفتح المزيد من قنوات الإنقاذ لغزة.
وذكر أن الأمم المتحدة يجب أن تلعب دورًا أكبر في الإشراف على الإجراءات الإنسانية في غزة وتنسيقها، مضيفًا أن الحكومة الصينية ستوفر دفعة جديدة من المساعدات الإنسانية الطارئة للقطاع.
وأكد وانغ أنه من الضروري إحياء الأفق السياسي لحل الدولتين بتصميم أقوى.
وأشار إلى أن إسرائيل طالما كانت دولة مستقلة، ولم يعد الشعب اليهودي مشردًا، ولكن جرى لفترة طويلة تجاهل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وفي الوجود وحقه في العودة، وهذا هو السبب الأساسي وراء وقوع اضطرابات بين إسرائيل وفلسطين مرارًا وتكرارًا.
وذكر أن القضية الفلسطينية لا يمكن حلها إلا بشكل نزيه وعادل من خلال حل الدولتين، وهو أمر لا يمكن تبديله.
وأوضح أنه عندما يتم تنفيذ حل الدولتين بشكل حقيقي وشامل، حينها فقط يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ويمكن لفلسطين وإسرائيل العيش في سلام، ويمكن للشعبين العربي واليهودي تحقيق تنمية مشتركة.
وقال وانغ إن الصين تدعو إلى بذل جهود دبلوماسية دولية وإقليمية أكبر، لإحياء الأفق السياسي لحل الدولتين واستئناف المفاوضات المباشرة بين فلسطين وإسرائيل.
وذكر أن الصين تقترح عقد مؤتمرات سلام دولية ذوات نطاق أرحب ومدى أوسع وفعالية أكبر، مضيفا أن الصين تدعم فلسطين في أن تصبح دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.
وشدد وانغ على ضرورة حث مجلس الأمن على اتخاذ إجراءات مسؤولة وهادفة. وأضاف أنه يجب على مجلس الأمن أن يبرهن على مسؤوليته إزاء القضايا الرئيسية المتعلقة بالحرب والسلام، والحياة والموت، وأن يلبي نداء البلدان العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ككل، وأن يتخذ المزيد من الإجراءات في الوقت المناسب.
وأشار وانغ إلى أن الصين قدمت "ورقة موقف جمهورية الصين الشعبية حول تسوية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي"، طرحت فيها مبادئ وأولويات عمل المجتمع الدولي في خمسة جوانب،هي: تعزيز وقف شامل لإطلاق النار، وحماية المدنيين بشكل فعال، وضمان تقديم الإغاثة الإنسانية، وتكثيف الوساطة الدبلوماسية، والسعي إلى حل سياسي من خلال تنفيذ حل الدولتين.
وأشار وانغ إلى أن الصين ستواصل تعزيز التنسيق مع الأطراف المعنية، وبناء توافق، ودفع مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الواجبة،والوفاء بمسؤولياته عن تحقيق السلام، وإعلاء صوت العدالة.
وأعربت الأطراف المشاركة عن تقديرها لمبادرة الصين بعقد الاجتماع رفيع المستوى بشأن القضية الفلسطينية-الإسرائيلية، معبرةً عن إيمانها بأن الاجتماع، الذي عُقد في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، له أهمية كبيرة في تعزيز وقف إطلاق النار وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية، وسيساعد على حشد الحكمة وبناء توافق وتشكيل تضافر.
وأيد المشاركون في الاجتماع بشكل عام تمديد الهدنة المؤقتة إلى أن يتحقق وقف دائم لإطلاق النار، ودعوا إلى إطلاق سراح الأسرى، وحماية المدنيين، وتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية، وتيسير الحصول على الإمدادات.
الآمال معقودة على أن يؤدي مجلس الأمن الدولي بجدية واجبه المتمثل في صون السلام والأمن الدوليين، وأن يضطلع بدور أكبر في تخفيف حدة التوترات، وأن يستأنف عملية السلام في وقت مبكر، وأن يحقق في نهاية المطاف التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل.
وعلى هامش الاجتماع، التقى وانغ على نحو منفصل بكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ونائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فاجون، ووزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، ووزير الخارجية الماليزي زامبري عبد القادر.
والتقى أيضا بشكل جماعي وزراء خارجية المملكة العربية السعودية، ومصر، وقطر، وتركيا، وإندونيسيا، وبلدان عربية وإسلامية أخرى.