أبوظبي 29 نوفمبر 2023 (شينخوا) لم تستطع والدة الطفلة الفلسطينية زها أن تحبس دموعها بمجرد وصولها إلى أرض مطار أبوظبي الدولي، حيث حطت الطائرة التي تقلها رفقة 93 طفلاً مصاباً ومريضاً من غزة مع ذويهم.
وعبرت عبلة سمير، والدة زها، لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن فرحتها بالقول إن وصول طفلتها للعلاج في أبوظبي أمر مؤثر للغاية خاصة بعد انقطاع سبل العلاج نهائياً في غزة منذ ما يزيد على 40 يوماً متتالياً.
وتعاني الطفلة زها من سرطان في الدم منذ ثلاث سنوات، وهي تبلغ من العمر 11 عاماً، وقد فتحت مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاج 1000 طفل مصاب في الحرب ومثل هذا العدد من الأطفال مرضى السرطان، باب الأمل لكثير من العائلات في غزة.
ووصلت أمس طائرة من مطار العريش المصري تقل على متنها 93 مريضاً ومصاباً من أطفال غزة برفقة ذويهم، وهي الدفعة الثالثة التي وصلت إلى أبوظبي منذ مطلع نوفمبر الجاري.
وقالت علا عبد القادر، والدة الطفل جهاد، إن ابنها مصاب بجراح جراء القصف الإسرائيلي الذي طال منزلهم في شمال قطاع غزة، ويحتاج ابنها إلى طرف صناعي ليتمكن من العودة إلى ممارسة حياته الطبيعية.
وترى علا أن المبادرة الإماراتية التي شملت علاج ابنها غاية في الإنسانية، كونها ساهمت في انقاذ أرواح الكثيرين وبث الأمل في نفوس أطفال أبرياء عانوا الويلات بسبب الحرب على غزة.
ويؤكد سامي حصيرة، والد الطفل محمد المصاب بكسور في الحوض بعد سقوط جزء من منزلهم عليه بسبب قذيفة إسرائيلية، أن الهدنة بين حماس وإسرائيل سمحت له ولعدد كبير من المصابين والمرضى بالخروج من غزة والتوجه إلى رفح للعلاج خارج فلسطين.
وأوضح أن الاتصال الذي تلقاه من الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة ليخبره أن اسم ابنه ضمن قائمة المدعوين للعلاج في الإمارات على نفقة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، كان من أسعد لحظات حياته.
وقال "كان الأمر أشبه بالحلم، وقد بث الأمل في قلبي وسط ما نعانيه في غزة من دمار وويلات وخسائر في الأرواح والممتلكات".
وقد عبر عدد من الأطفال القادمين من غزة للعلاج في أبوظبي لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن فرحتهم بهذه المبادرة التي ستقود إلى عودة البهجة إليهم، مؤكدين في الوقت نفسه أن البهجة تكتمل مع وقف الحرب وعودتهم إلى مناطقهم وتعمير بيوتهم من جديد.
وقال الطفل جمال الخالدي (12 عاماً)، إن الحلم بوقف رعب الحرب والعودة إلى البيت والمدرسة لا يتوقف، ورغم معاناته من مرض سرطان الغدد اللمفاوية، إلا أنه يأمل في العلاج ويرى في وجوده بأبوظبي حالياً فرصة لتحقيق ذلك وعودة الفرحة إلى قلبه.
وأكدت الطفلة فاطمة درويش (14 عاماً) أن معاناتها من الإصابة جراء القصف الإسرائيلي منعتها من الحركة لعشرين يوماً، حيث أصيبت مع والدتها أثناء خروجهم باتجاه جنوب قطاع غزة، إلا أنها تأمل اليوم بالعلاج في أبوظبي والعودة إلى نشاطها الطبيعي.
وتقول "كنت قد استسلمت للألم والعجز والبكاء الدائم لكن، وبمجرد وصول الخبر بأنني سأتعالج في الإمارات مشمولة بمبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عادت لي الابتسامة وشعرت بأمل كبير أنني سأعاود المشي واللعب مع أصحابي".
وتواصل دولة الإمارات العمل على نقل الأطفال الجرحى والمصابين بالسرطان مع ذويهم ضمن مبادرة علاجهم في أبوظبي بالتنسيق مع الجهات الرسمية والصحية الفلسطينية، وبإشراف مباشر من وزارة الخارجية الإماراتية.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الإماراتي لشؤون الصحة، مها بركات إن "هذه الرحلة الثالثة والتي تأتي ترجمة لمشاعر الخير التي يكنها شعب دولة الإمارات للأشقاء الفلسطينيين، ومحاولة لمد يد الدعم للفئات الأكثر احتياجاً وللقطاع الطبي الذي يعاني في القطاع".
وأضافت في تصريحات صحفية أن المستشفيات في دولة الإمارات ستقدم للمصابين ولمرضى السرطان أعلى مستويات الرعاية الصحية، موضحة أنّ الدعم الإنساني سيتواصل للتخفيف عن كاهل الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يعيشون ظروفاً مأساوية.
ويتلقى أكثر من 200 طفل من غزة حالياً العلاج في مستشفيات متخصصة ومتقدمة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، فيما تستعد وزارة الخارجية الإماراتية لإرسال الطائرات إلى مطار العريش المصري لإحضار المزيد من الأطفال المرضى والمصابين خلال الأيام القليلة المقبلة.