بيروت 28 نوفمبر 2023 (شينخوا) قال خبراء ونقابيون في صناعة السياحة في لبنان إن المواجهات على الحدود اللبنانية والإسرائيلية بين حزب الله وإسرائيل في الأسابيع الماضية، كان لها تأثيرات كارثية على قطاع السياحة في البلاد.
وقال بيار الأشقر، نقيب أصحاب الفنادق في لبنان لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الإشغال بالفنادق في جميع أنحاء لبنان أصبح صفرا منذ بدء التوترات الحدودية في 8 أكتوبر الماضي.
وأضاف أن الفنادق خارج العاصمة أغلقت أبوابها في حين أبقت معظم الفنادق في بيروت على جزء فقط من عملياتها مع استمرار الأحداث الحدودية لأكثر من شهر.
وأعرب الأشقر عن خشيته من استمرار حالة عدم الاستقرار خلال الأشهر المقبلة.
وكانت الحدود بين لبنان واسرائيل قد شهدت بشكل يومي عمليات قصف وإطلاق نار متبادل بشكل متقطع بين حزب الله وحركات فلسطينية والجيش الإسرائيلي، منذ إطلاق حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي عملية "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل، التي ردت بإطلاق عملية "السيوف الحديدية" ضد حركة حماس في قطاع غزة.
ومنذ بدء سريان الهدنة الانسانية المؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس يوم (الجمعة) الماضي يخيم هدوء حذر على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وقد أفضت المواجهات التي جرت منذ 8 أكتوبر الماضي وحتى اليوم وفق بيانات حزبية وتقارير أمنية وطبية لبنانية إلى مقتل 125 شخصا، بينهم 86 من عناصر حزب الله وعنصر واحد من حركة (أمل) و14 عنصرا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في لبنان و24 مدنيا بينهم 3 صحفيين.
وأفادت إحصائيات سلطة الطيران المدني في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت عن انخفاض عدد المسافرين القادمين إلى لبنان بنسبة 15 % خلال أكتوبر 2023 مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، أما عدد المغادرين فقد ارتفع بنسبة 15.5 بالمئة في أكتوبر 2023 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي
كما انخفض عدد المسافرين من وإلى لبنان بنسبة 38.53 % خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر الجاري مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، مع انخفاض عدد القادمين بنسبة 41.75 % والمغادرين بنسبة 35.46 %.
وقال نقيب وكالات السياحة والسفر جان عبود لـ((شينخوا)) إنه كان من المفترض أن يستقبل لبنان يوميا عدة مجموعات من دول الاتحاد الأوروبية حتى نهاية العام 2023، لكن جميع الحجوزات ألغيت بعد أحداث الحدود.
وأضاف عبود إن "التأثير على قطاع السياحة كارثي"، موضحا أن أنشطة السفر والسياحة في لبنان تراجعت بنسبة 80 % منذ بدء المواجهات الحدودية اللبنانية الإسرائيلية مقارنة بالعام الماضي.
وأشار عبود إلى أن مبيعات بطاقات السفر انخفضت من 5 آلاف بطاقة سفر يوميا قبل أحداث الحدود الجنوبية إلى مابين 400 و 600 بطاقة يوميا حاليا.
وقال نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي لـ((شينخوا)) إن نشاط المطاعم انخفض بين 60 و80 % خلال أيام العمل وبين 30 إلى 50 % في عطلات نهاية الأسبوع.
وأشار الرامي إلى أن المطاعم تتكبد اليوم خسائر فادحة وعليها أن تكافح من أجل البقاء من خلال إدارة الأزمة بشكل مناسب حتى نهاية العام.
وأضاف أن "المطاعم ستركز على جذب الزبائن المحليين من خلال خفض الأسعار للحفاظ على استمراريتها".
وأعرب نقيب أصحاب الفنادق اللبنانية عن أمل ضئيل في موسم واعد لعيدي الميلاد ورأس السنة هذا العام، مشيرا إلى أن التجار والشركات يعتمدون إلى حد كبير على موسم العطلات لتحقيق الأرباح وتعويض فترات التباطؤ الأخرى.
وقال الأشقر إن "عشرات الدول فرضت حظرا على السفر إلى لبنان، وإذا توقفت الحرب، فسوف يستغرق الأمر بعض الوقت حتى ترفع هذه الدول الحظر، وبضعة أشهر حتى يقوم لبنان بتسويق أنشطته السياحية مرة أخرى".
وقال الخبير الاقتصادي ورئيس قسم البحوث الاقتصادية في بنك ((بيبلوس)) نسيب غبريل إن الأحداث على الحدود خلقت حالة من عدم اليقين وتحولا سلبيا في الثقة، لكنه توقع أن يبقى معدل النمو أقل قليلا من 2 % هذا العام مقارنة بنمو صفر % في العام 2022 نظرا لأن قطاع السياحة سجل أداء متميزا خلال الصيف المنصرم فيما حققت قطاعات أخرى مثل التجارة والصناعة نتائج جيدة.
وأشار غبريل إلى مساهمة قطاع السياحة الكبيرة في الاقتصاد، وقال إنه "ساهم بنسبة 13.7 % من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2022 ويوظف 20 % من القوى العاملة في البلاد.