فيينا 24 نوفمبر 2023 (شينخوا) دعا مبعوث صيني يوم الجمعة إلى إجراء مناقشات حكومية دولية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمعالجة مخاطر الانتشار التي يُشكلها اتفاق أوكوس الخاص بالغواصات النووية.
وقال لي سونغ، مندوب الصين الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة إن تعاون أوكوس له تأثير خطير على أمن العالم ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويُشكل تحديات خطيرة للنظام الدولي لمنع الانتشار ونظام ضمانات الوكالة.
وذكر لي أن "مثل هذا التعاون يتعارض مع أهداف ومقاصد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وهو عمل نمطي من أعمال الكيل بمكيالين".
بموجب تحالف أوكوس الثلاثي، الذي أُعلن في سبتمبر 2021، سوف تتمكن أستراليا من بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية من خلال الاستعانة بتكنولوجيا توفرها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وأشار لي إلى أن اتفاق أوكوس الذي يتضمن قضايا سياسية وأمنية وقانونية وتقنية، سوف يخلق سابقة هامة ولها تأثير كبير على تحسين وتطوير نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وممارسات الضمانات ذات الصلة.
وذكر لي أن "كل هذه الأمور قضايا رئيسية يجب أن تؤخذ بجدية، وتُدرس بعمق، وتُعالج بالشكل الملائم من قبل الدول الأعضاء في (الوكالة)".
ولفت المبعوث الصيني إلى أن تطوير وتحسين نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تحققا تاريخيا من خلال عمليات تقوم على توافق الآراء وتقودها الدول الأعضاء، بمشاركة واسعة من الدول الأعضاء.
وذكر لي أن "هذا التقليد ضمن أن نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية يواكب العصر، على أساس القبول والدعم العام من الدول الأعضاء"، مضيفا بقوله إن "التمسك بهذا التقليد يصب في المصلحة المشتركة لجميع الدول الأعضاء".
وشدد لي على أنه قبل توصل الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى توافق في الآراء حول قضية أوكوس، لا ينبغي تفسير ترتيبات الضمانات ذات الصلة والبت فيها فقط من قبل دول أوكوس وأمانة الوكالة.
وقال "نثق بأن الدول الأعضاء لديها ما يكفي من الحكمة والصبر والتصميم للتعامل بالشكل الملائم مع مخاطر الانتشار المتعلقة بأوكوس من خلال المناقشات الحكومية الدولية".
شهد اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي عقد يوم الجمعة، المرة الـ11 التي تُدرج فيها قضية أوكوس على جدول الأعمال الرسمي للاجتماع الفصلي بناء على اقتراح من الصين.
وخلال الاجتماع، أعرب أيضا ممثلون من روسيا ومصر والجزائر وباكستان وإيران وكوبا عن تأييدهم للاقتراح المتمثل في إجراء مزيد من المناقشات الحكومية الدولية بشأن قضية أوكوس في اجتماعات مجلس محافظي الوكالة ومؤتمراتها العامة.
واتفق هؤلاء الممثلون على أن اتفاق أوكوس ينطوي على مخاطر انتشار شديدة، وينبغي التعامل معه بالشكل الملائم من خلال عملية حكومية دولية بمشاركة الدول الأعضاء، بدلا من البت فيه خلف أبواب مغلقة من قبل دول أوكوس وأمانة الوكالة.
وذكر لي للصحفيين عقب الاجتماع أن اتفاق أوكوس يتعلق بالمصالح المشتركة لجميع الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن دول أوكوس لا ينبغى أن تُجبر الدول الأعضاء الأخرى على الانحياز إلى جانب أو تقوم بتسييس الدول التي تعبر عن وجهات نظر مختلفة.
وأشار المبعوث الصيني إلى أن عددا متزايدا من الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية شاركت، بعد إدراكها لمدى تعقيد وخطورة قضية أوكوس، في عمليات المناقشة. وحث دول أوكوس على الاستجابة لشواغل المجتمع الدولي وإجراء حوار وتواصل مع جميع الأطراف على أساس المساواة والاحترام المتبادل.
وقال إن الصين ستواصل دفع عمليات المناقشات الحكومية الدولية قدما على نحو مسؤول، وستدعم سلطة وفعالية النظام الدولي لعدم الانتشار ونظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.