بورتلاند، الولايات المتحدة 25 نوفمبر 2023 (شينخوا) قال جريج كوزاك، العضو السابق في مجلس نواب ولاية أيوا الأمريكية، إن القمة التي عُقدت مؤخرا بين الرئيسين الصيني والأمريكي في كاليفورنيا "شكّلت ضرورة ملحة" للعلاقات بين البلدين.
وصرح كوزاك لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا عقب القمة، التي عقدت على هامش اجتماع قادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، قائلا إن "ما لفت انتباهي-- وأسعدني للغاية -- هو أن الرئيسين شي (جين بينغ) و(جو) بايدن بذلا جهدا حقيقيا للتعبير عن الحفاوة والصداقة تجاه بعضهما البعض وعن الرغبة في التعاون وبذل جهد أفضل في العمل معا من أجل المستقبل".
وذكر "أعتقد أن هناك حاجة ماسة إلى ذلك"، مضيفا بقوله "وفي هذا البلد على وجه الخصوص، هذا الأمر يُمثل تغييرا في الخطاب، وهو تغيير طال انتظاره".
-- "صورة واقعية"
أشار كوزاك، الذي خدم في الهيئة التشريعية لولاية أيوا في الفترة من 1973 إلى 1981، إلى أن "هناك تقليدا يجري اتباعه منذ أمد طويل في هذا البلد ويتمثل في إلقاء اللوم على شخص آخر في المشاكل التي نواجهها"، وهو ما دفع إلى حد ما إلى حدوث تدهور في العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة.
وقال كوزاك إنه غالبا ما يتم إلقاء اللوم على الصين في الولايات المتحدة بسبب الآثار السلبية الناجمة عن القرارات التي يتخذها قادة الأعمال والشركات على المجتمعات والعمال في الولايات المتحدة.
وأضاف "نحن ننقل مشاعر الغضب والعدوانية إلى شخص آخر دون أن ننظر في المرآة إلى مشاكلنا الخاصة".
وأشار المشرع الأمريكي السابق إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى أن يكون لديها صورة واقعية لما يحدث بالفعل.
وقال إن الولايات المتحدة لديها قواعد عسكرية في جميع أنحاء العالم ولديها قوات بحرية تقوم بدوريات منتظمة قبالة شواطئ الصين، مضيفا أن الصين، من ناحية أخرى، "لم تبد أي نية في الاستيلاء على أراض"، وتاريخها الطويل لا يدل على أنها قوة مهيمنة.
ولفت إلى أن "سجل الصين يثبت أنها دولة مسالمة ولديها شعب مسالم وثقافة متقدمة تؤكد على أهمية الحكمة والتسامح والقبول".
-- العبء يقع على عاتق الولايات المتحدة
فيما يتعلق بمسألة تايوان، قال كوزاك إن أفضل طريقة يمكن للولايات المتحدة بها تخفيف التوترات هي "خفض الدعم العسكري الأمريكي لتايوان، وإعادة التأكيد على مبدأ صين واحدة وتطوير تعاون سلمي بين الولايات المتحدة والصين".
وأضاف "لقد قمنا بإحلال الدبلوماسية محل الكثير من الخطب الصارخة. وأفضل طريقة تدار بها الدبلوماسية هي الكياسة والإصغاء بعناية".
ولدى تعليقه على دعوة الرئيس شي البلدين إلى العمل معا على بناء "خمس ركائز" للعلاقات الثنائية، ذكر المشرع الأمريكي السابق أن مقترحات الرئيس شي هي "ملخص جميل لما ينبغي القيام به، ويقع الكثير من هذا العبء على عاتق الولايات المتحدة".
-- "صداقة غير مصطنعة"
قال كوزاك إنه من الجيد رؤية بايدن وشي يتحدثان ويتوصلان إلى اتفاق كهذا، "لكن علينا أن نجعل الناس على جميع المستويات يتحدثون على هذا النحو".
وأعرب عن ثقته بأن التبادلات الشعبية من جميع الأنواع، بما في ذلك تلك التي تتم بين الساسة من البلدين، "ستكون وسيلة رائعة لبدء التعلم من الآخر".
وعبر قائلا "أعتقد أنه إذا زار المزيد من الأمريكيين الصين وعايشوا جمال الريف الصيني، وروعة مدنها، وجامعاتها الجميلة، ومودة شعبها"، ستتغير الأمور تماما.
وأضاف أن "القاسم المشترك بيننا هو من نحن كمزارعين وكطلاب وكآباء وكأجداد، وبمقدوره التغلب على أية خلافات سياسية".
وأشار كوزاك إلى أن تأكيد الرئيس شي على أهمية التبادلات والاتصالات الشعبية يعد أحد أكثر الأمور المشجعة.
وقال "لقد تعلمت ذلك في حياتي أيضا. إنها وسيلة للتغلب على التحيز والتحامل والجهل، وبناء الثقة، وإدراك مدى سهولة أن نحب ببعضنا البعض".
ذكر كوساك، الذي ولد في ولاية آيوا وعمل في هذه الولاية الزراعية لسنوات، لـ((شينخوا)) أنه يتذكر بوضوح التغطية الصحفية لزيارتي شي إلى ولاية أيوا في عام 1985 وعام 2012.
وقال "لقد أدهشتني الصداقة غير المصطنعة. كان من الواضح أن الناس يحبون بعضهم البعض واستمتعنا بالتواجد مع بعضنا البعض، مشيرا إلى أن "عفويتها كانت مذهلة ومحفزة".
"وحقيقة أنه كان ودودا جدا مع الناس الذين استضافوه وردود فعلهم العفوية تقول الكثير عن دفء وطيبة ذلك الرجل"، حسبما ذكر.
-- شراكة ضرورية
يأمل المشرع السابق بولاية أمريكية أن يكون الجانبان شريكين نشطين وحقيقيين بصورة أكبر فيما يتعلق بتلبيـة الحاجة الملحة لمواجهة الاحترار العالمي ووقفه، وذلك من بين أمور أخرى.
وسلط الضوء على ضرورة أن تقود الصين والولايات المتحدة عملية التحكم في الانبعاثات على مستوى العالم.
وأضاف كوزاك أن نشوب حرب بين قوى كبرى في هذا القرن أمر غير وارد البتة. "لذلك أرى أننا بحاجة إلى اختيار السلام دائما. وهذا يعني أننا بحاجة إلى اختيار بعضنا البعض. فنحن لا نستطيع تحمل تكلفة التباعد".