القدس 21 نوفمبر 2023 (شينخوا) اجتمع وزراء إسرائيليون اليوم (الثلاثاء) ليلا للتصديق على صفقة مقترحة بوساطة قطرية لإطلاق سراح عشرات الأطفال والنساء الذين يحتجزهم مسلحو حركة حماس كرهائن في قطاع غزة.
وقد دعت حكومة حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى عقد اجتماع خاص في المساء، يليه اجتماع للمجلس الأمني الموسع وحكومته. وفي الساعة 22:30 (20:30 بتوقيت جرينتش)، كان وزراء الحكومة مستمرين في مناقشة الأمر. ويشكل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين قضية محل خلاف كبير في المجتمع الإسرائيلي.
وفي إطار الإجراء المعتاد في إسرائيل، فإن أي صفقة تبادل محتملة تتضمن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين يجب طرحها للتصويت في كل من المجلس الأمني والحكومة.
وقد احتشد المئات من أقارب الرهائن خارج قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب، حيث اجتمعت الحكومة للتصويت على الصفقة. وظهروا خلال البث التليفزيوني المباشر وهم يحملون صور أحبائهم ويطالبون الحكومة بالتصديق على الصفقة المقترحة، وهتفوا "أعيدوهم إلى بيوتهم!". وقد انفجر في البكاء العديد ممن لم يكن أحبائهم على قائمة الرهائن المفترض إطلاق سراحها في الصفقة المقبلة.
وأعلن حزبان إسرائيليان من اليمين المتطرف، يرأسهما زعيمان من المستوطنين القوميين المتطرفين، وهما من أعضاء حكومة نتنياهو الائتلافية، أنهما لن يدعما الصفقة. وذكر حزب القوة اليهودية أنه "سيجد صعوبة بالغة في دعم الصفقة"، مضيفا أن الحزب يطالب بإطلاق سراح جميع الرهائن "ولكن بشروطنا". وقال الحزب الصهيوني الديني في بيان إن الصفقة المقترحة سيئة ودعا إلى مواصلة القتال حتى "تستسلم حماس تماما".
وفي تصريحات أذيعت في بداية اجتماع الحكومة، حث نتنياهو الوزراء على قبول الصفقة. وأضاف "القرار الليلة صعب جدا، إلا أنه القرار الصحيح". وأضاف أن القوات الإسرائيلية ستستأنف القتال مباشرة بعد الهدنة "حتى نحقق أهدافنا: تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن".
وأكد مسؤول حكومي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أنه بموجب الصفقة المقترحة، سيجري إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 طفلا وامرأة مقابل إطلاق سراح نحو 150 من السجناء الفلسطينيين من النساء والمراهقين من السجون الإسرائيلية. كما وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام.
وتضغط إسرائيل من أجل إدراج إطلاق سراح 30 طفلاً آخرين تعتقد أنهم محتجزون في غزة لدى جماعات مسلحة أخرى، من بينها حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وهي جماعة مسلحة أصغر حجما، وحتى في منازل خاصة. وبموجب الصفقة، فإذا أعلنت حماس عن موقع احتجاز هؤلاء الأطفال، فإن إسرائيل ستوافق على يوم آخر لوقف إطلاق النار مقابل كل عشرة أطفال يجري إطلاق سراحهم.
وقال المسؤول إنه سيجري إطلاق سراح أول دفعة من الرهائن والسجناء يوم الخميس أو خلال نهاية الأسبوع. وخلال فترة الهدنة، ستبقى عشرات الآلاف من القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وفي وقت سابق من اليوم، قال زعيم حماس إسماعيل هنية إن مسؤولي الحركة "على وشك التوصل إلى اتفاق هدنة" مع إسرائيل، وإن حماس أعلمت قطر بردها، وفقا لتقرير صادر عن قناة ((كان)) الإخبارية المملوكة للدولة في إسرائيل.
أخذ مسلحو حماس أكثر من 240 رهينة، من بينهم مدنيون وجنود وأطفال ونساء وكبار سن من جنسيات مختلفة، إلى غزة خلال هجومهم المفاجئ يوم 7 أكتوبر. وقد قُتل نحو 1200 شخص في الهجوم، معظمهم من المدنيين. وفي الهجوم المكثف الذي شنته إسرائيل في اليوم نفسه، قُتل حتى الآن ما لا يقل عن 14128 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.