بكين 22 نوفمبر 2023 (شينخوا) في أعقاب القمة الرفيعة المستوى بين الرئيس شي جين بينغ ونظيره الأمريكي جو بايدن في الأسبوع الماضي، صار هناك تفاؤل متزايد بأن زيادة التواصل والحوار والتشاور بين أكبر اقتصادين في العالم ستعزز التعاون ومواءمة المصالح المشتركة وستضيف يقينا الذي تشدد الحاجة إليه في ظل الوضع العالمي المتطور.
ويعتبر التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي، الذي ينظر إليه منذ فترة طويلة على أنه قوة للاستقرار وعنصر دافع في علاقات الصين والولايات المتحدة، من بين أول العلاقات التي شهدت تحسنا، حيث أرسلت سلسلة من الحوارات والتبادلات في هذا الصدد إشارة إيجابية إلى الجانبين والاقتصاد العالمي.
--مناقشات مهمة
أحد التوافقات الرئيسية في الرأي التي تم التوصل إليها بين الصين والولايات المتحدة خلال قمة سان فرانسيسكو، هي قرار الجانبين تقوية التفاعلات العالية المستوى، ووافقا على بدء تشاورات حول تمديد اتفاقية التعاون العلمية والتكنولوجية الصينية- الأمريكية، واستئناف أعمال اللجنة المشتركة الصينية- الأمريكية للتعاون في مجال الزراعة.
وبدلا من السعي وراء فك الارتباط الاقتصادي، صار الجانبان يرحبان بتنمية علاقات اقتصادية سليمة، بحسب كبار المسؤولين الصينيين والأمريكيين.
في هذا السياق لفت لياو مين، نائب وزير المالية الصيني، نقلا عن محادثات بين نائب رئيس مجلس الدولة خه لي فنغ ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين قبل انعقاد القمة، إلى أن الصين والولايات المتحدة وافقتا على تعزيز الاتصالات والسعي إلى توافق الآراء وإدارة النزاعات وبذل الجهود لتجنب إساءة الفهم التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع بشكل غير مقصود.
وأضاف أن العلاقة الاقتصادية الصينية- الأمريكية تضرب بجذورها في "المصالح المشتركة في المجال الاقتصادي" بين البلدين.
كما التقى وزيرا التجارة الصيني والأمريكي على هامش الاجتماع الـ30 للقادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا- المحيط الهادئ (أبيك)، وكانت هذه المحادثات الأول من نوعها على مستوى الوزاري بعد الإعلان عن آلية اتصالات جديدة أثناء زيارة وزيرة التجارة الأمريكية جينا رايموندو للصين في أغسطس الماضي.
في الوقت الذي وافقت الحكومتان على تعزيز التبادلات في المجالات ذات الصلة، قامت الصين والولايات المتحدة بتبادلات عميقة في شؤون الأمن الوطني المتعلقة بالقطاع الاقتصادي.
وقال وانغ ون تاو، وزير التجارة الصينية في الاجتماع المذكور، إنه من المهم جدا إجراء مثل هذه المحادثات، إذ إن إرهاق مفهوم الأمن الوطني بشكل مفرط أو تسييسه قد يؤثر على الأنشطة التجارية والاستثمارية العادية.
--مشاركات بناءة
أشادت كريستالينا جيورجييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، بقمة شي- بايدن ووصفتها بأنها "مشاركة بناءة"، مشيرة في تصريحاتها في مراسم افتتاح اجتماع القادة الاقتصاديين لأبيك يوم الجمعة الماضي، أن القمة بعثت إشارة مهمة بارزة بأن التعاون يجلب المنافع للجميع.
وقد أعربت دائرة الأعمال التجارية عن آراء مماثلة. وأصدرت غرفة التجارة الأمريكية في بلدية شانغهاي بيانًا بعد القمة، قائلة إن المحادثات كانت "إشارة إيجابية"، لافتة إلى أن "البلدين ملتزمان بإدارة أهم العلاقات الجيوسياسية في العالم".
وقالت غرفة التجارة الأمريكية إن العلاقات المستقرة بين الولايات المتحدة والصين ضرورية أيضا لزيادة ثقة الشركات الأمريكية في الصين وستفيد الشعب الأمريكي".
وفي معرض الصين الدولي السادس للاستيراد، الذي عقد في وقت سابق من هذا الشهر، وقع المشاركون في جناح الأغذية والزراعة الأمريكي صفقات بقيمة إجمالية قدرها 505 ملايين دولار.
ويمثل الجناح، الذي استضافته وزارة الزراعة الأمريكية وغرفة التجارة الأمريكية في شانغهاي بشكل مشترك، أول مشاركة حكومية أمريكية في المعرض منذ انطلاقه منذ ست سنوات.
هذا وتعكس التجارة الزراعية القوية المرونة القوية للتجارة بين الصين والولايات المتحدة، التي لم تتأثر بالنزاعات التجارية أو الجائحة في السنوات الأخيرة. وأظهرت البيانات الرسمية الصينية أنه في عام 2022، وصل إجمالي التجارة الثنائية إلى مستوى قياسي بلغ حوالي 760 مليار دولار أمريكي.
وبجانب الجهود المبذولة لتحسين العلاقات، وافقت الصين والولايات المتحدة، اللتان تمثلان معا أكثر من ثلث الاقتصاد العالمي، على العمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة في النمو الاقتصادي والاستقرار المالي والتنظيم، وفقا لما قاله نائب وزير المالية لياو.
وسيتعاون البلدان أيضا في القضايا الاقتصادية المتعلقة بالمناخ وقضايا ديون الاقتصادات المنخفضة الدخل والناشئة، وتعزيز الهيكل المالي الدولي، ودفع إصلاح بنوك التنمية المتعددة الأطراف لجعلها أفضل وأكبر وأكثر فعالية.
ومع ذلك، أكد الجانب الصيني أيضا على ضرورة الحفاظ على المساواة والاحترام المتبادل في التعاون الثنائي في المستقبلي.
وقال لياو فى المؤتمر الصحفي: "إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة لا يمكن أن تحافظ حقا على تنمية مستقرة إلا من خلال الاستجابة بشكل مناسب للشواغل المشروعة للجانبين".