سان فرانسيسكو/بكين 20 نوفمبر 2023 (شينخوا) يشعر خبراء سياسيون ورواد أعمال عالميون بالتفاؤل بشأن مخرجات الاجتماع الأخير بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي جو بايدن في منزل فيلولي إستيت الريفي في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
وأشادوا بالزعيمين لتحليهما بالشجاعة لإيجاد الطريق الصحيح للبلدين الكبيرين من أجل تعزيز التفاهم المتبادل والانخراط في المساعي التعاونية الرامية إلى تحقيق الاستقرار العالمي.
ويُعتقد على نطاق واسع أن زيارة الرئيس شي إلى أمريكا، بما في ذلك محادثاته مع بايدن وحضوره الاجتماع الـ30 للقادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والباسيفيك (أبيك) في سان فرانسيسكو، أضفت استقرارا على العلاقات الصينية-الأمريكية، وجلبت زخما جديدا للتعاون بمنطقة آسيا-الباسيفيك، وضخت طاقة إيجابية في المشهد الدولي والإقليمي.
على الرغم من هذه الإنجازات، يتعين على الصين والولايات المتحدة أن تدركا أن علاقتهما لم تكن سلسة قط على مدار الخمسين عاما الماضية وأكثر. ولا تزال هناك قضايا ومخاطر وتحديات متجذرة تتطلب اهتماما وحلا مشتركين.
-- تعزيز الاستقرار
جاء عقد القمة في وقت بالغ الأهمية، حيث دأب المجتمع الدولي على تأكيد أهمية وجود علاقات مستقرة بين الصين والولايات المتحدة.
خلال اجتماعهما الذي دام أربع ساعات، أجرى رئيسا الدولتين تبادلا صريحا ومعمقا للآراء حول القضايا الإستراتيجية والشاملة والحيوية بالنسبة لاتجاه العلاقات الصينية-الأمريكية، وحول القضايا الرئيسية التي تؤثر على السلام والتنمية العالميين.
وقال الرئيس شي خلال الاجتماع مع بايدن إن الصين ملتزمة باستمرار بإقامة علاقة مستقرة وصحية ومستدامة مع الولايات المتحدة، وأن الصين لديها مصالح يجب الحفاظ عليها ومبادئ يجب التمسك بها وخطوط حمراء لا يجب تجاوزها.
وقال أبراهام دي سوفير، وهو زميل فخري بارز في معهد هوفر بجامعة ستانفورد، إنه "لا يوجد بديل عن التواصل وجها لوجه، حيث يقوم الناس عندها ببناء ثقتهم وروابطهم الشخصية. وهذا الحوار المباشر سيساعد على تجنب سوء الفهم".
وذكر وليام جونز، رئيس مكتب مجلة ((المراجعة الاستخباراتية التنفيذية)) الأمريكية في واشنطن، أن الاجتماع يحدد نغمة إيجابية لزيادة الاستقرار في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
ومع ذلك، كما أكد جونز، فإن الوصول إلى هذه النقطة يتطلب من الولايات المتحدة "تجاوز الرأي القائل بأن الصين هي منافس، والنظر إلى الصين كشريك أكثر من أجل إقامة علاقة متينة حقا".
وأفاد اليزيد بنهامي، نائب رئيس جمعية باريس للصداقة الفرنسية الصينية، أن "الاستقرار الدولي يتطلب تفاهما صينيا أمريكيا جيدا في المجالين السياسي والاقتصادي. ويجب على البلدين العمل وإجراء الحوار على أساس الاحترام المتبادل".
فيما قال كيث بينيت، المتخصص في الشؤون الصينية منذ فترة طويلة ويقيم في لندن، إن "الفصل التالي في تاريخ العالم قد يعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان نظيره الأمريكي قادر على الارتقاء إلى مستوى المناسبة ويظهر درجة مماثلة من الحكمة والبصيرة والسماحة".
-- يجب أن تكون نقطة انطلاق جديدة
وخلال إطلاع وسائل الإعلام على محادثات الرئيس شي مع بايدن وحضوره الاجتماع الـ30 للقادة الاقتصاديين للأبيك في سان فرانسيسكو، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن سان فرانسيسكو ينبغي ألا تكون خط النهاية بل نقطة انطلاق جديدة.
وذكر أن التفاعلات الودية التي أجراها الرئيس شي مجددا مع شخصيات صديقة من جميع مناحي الحياة في الولايات المتحدة جعلتنا نشعر بعمق أن أساس الصداقة الصينية-الأمريكية لا يزال قائما، وأن زخم التبادلات لا يزال قائما، وأن آفاق التعاون واعدة.
وخلال حفل عشاء ترحيبي استضافته منظمات صديقة في الولايات المتحدة، ألقى الرئيس شي خطابا شدد فيه على دور الشعب في العلاقات الصينية-الأمريكية.
وقال الرئيس شي إنه "لزيادة التبادلات بين شعبينا، وخاصة بين الشباب، فإن الصين مستعدة لدعوة 50 ألف شاب أمريكي إلى الصين في إطار برامج التبادلات والدراسة في السنوات الخمس المقبلة".
ومن المتوقع أن تكون آفاق التبادلات الثقافية والشعبية المتنامية بمثابة بداية جديدة للعلاقة بين البلدين.
وقال تشاو سوي شنغ، مدير مركز التعاون الصيني-الأمريكي في كلية جوزيف كوربل للدراسات الدولية بجامعة دنفر، إنه "إذا تمكن جيل الشباب من تبادل الأفكار والالتقاء ببعضهم البعض، وزيارة دول بعضهم البعض، فإن ذلك يمكن أن يساعد في إرساء أساس مهم للغاية لمستقبل العلاقة".
فيما أفاد حاكم ولاية ميسوري السابق بوب هولدن "أنا شخصيا أعتقد أن كلا البلدين يحاولان إيجاد طرق للعمل سويا لتحقيق النجاح. وكلما استطعنا التحدث عن هذه الأشياء وما هي وكيف يمكننا حلها، زادت فرصة تمكننا من حلها وأن نكون مفيدين".
-- أهم حدث دبلوماسي لهذا العام
وقال روبرت لورانس كون، رئيس مؤسسة كون، إن قمة شي-بايدن هي "أهم حدث دبلوماسي لهذا العام، بالتأكيد لكل من الصين والولايات المتحدة ويمكن القول للعالم بأسره".
وأشارت ترايسي وانغ، وهي شريك إداري في شركة (تراكسيون كابيتال)، وهي شركة رأس مال استثماري مقرها سان فرانسيسكو، إن "الاجتماع بين زعيمي الصين والولايات المتحدة بعث بإشارة إيجابية حول مدى التحسن في العلاقات الثنائية، وهو أمر يثلج صدرنا كثيرا".
وأكد ستيفن بيري، رئيس مؤسسة نادي مجموعة الـ48 البريطانية، أنه "في حال أدى هذا الاجتماع إلى تطوير النظامين لطريقة موحدة للمضي قدما في مجال التعاون، فيمكننا الوصول إلى حقبة من السلم والنمو العالميين".
وأوضح غرانت كيمبرلي، وهو مزارع فول صويا من الجيل السادس ومدير تسويق في جمعية ولاية أيوا لفول الصويا، أنه "ككوكب، نواجه تحديات متعددة -- الحاجة إلى تغذية الجياع، وإدارة تغير المناخ، والحفاظ على النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، والحفاظ على الاستقرار العالمي. يحدونا الأمل بأن تكون هناك إعادة ضبط إيجابية وعلاقات أفضل بين هاتين القوتين العظميين العالميتين".
وذكر أمادو ديوب، الخبير السنغالي في الشؤون الصينية، أن العلاقات الصينية الأمريكية المستقرة ستوفر للدول الأخرى فرصا أكبر للتعاون، مبينا أنه "فقط عندما تعود العلاقات الصينية الأمريكية إلى المسار الصحيح، يمكننا التطلع إلى مستقبل أكثر اتحادا وانفتاحا وازدهارا".
وسلط ديوب الضوء على مدى أهمية الصين والولايات المتحدة كشريكين تجاريين رئيسيين لأفريقيا، لافتا إلى أن استقرار العلاقات الصينية-الأمريكية يحمل أهمية كبيرة لاقتصاد أفريقيا وتجارتها وسلامها وأمنها وتنميتها المستدامة.
وقال إن "أفريقيا بحاجة إلى رؤية علاقات ودية ومنفتحة ومستقرة بين الصين والولايات المتحدة لتلبية توقعات القارة الضخمة للاستثمار على جميع المستويات بشكل أفضل".