سان فرانسيسكو 18 نوفمبر 2023 (شينخوا) عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس سلسلة من الاجتماعات الثنائية على هامش الاجتماع الـ30 للقادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك (أبيك)، مشددا على أنه ينبغي على أعضاء أبيك السعي نحو التنمية المستقلة والتعاون الإقليمي.
وشدد شي في هذه التفاعلات الثنائية على تطلعات الصين لدول آسيا-الباسيفيك المتمثلة في السعي نحو التنمية المستقلة وإدارة الخلافات وتعزيز التعاون.
ويعتبر الاستقلال أحد الكلمات الرئيسية في اجتماعات شي مع قادة دول آسيا-الباسيفيك.
وخلال محادثاته مع نظيره المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، قال الرئيس الصيني إن الصين تدعم مسار التنمية المستقل في المكسيك بما يتماشى مع ظروفها الوطنية ومستعدة لتعزيز التبادلات مع المكسيك بشأن حوكمة البلاد.
وفي وقت لاحق خلال الاجتماع مع رئيس وزراء فيجي سيتيفيني رابوكا، ذكر شي أن سياسة الصين تجاه دول جزر الباسيفيك تحترم سيادتها واستقلالها بالكامل، ولا ترتبط بشروط سياسية أو تقدم وعودا جوفاء.
وأخبر الرئيس الصيني سلطان بروناي الحاج حسن البلقية أن الصين تدعم بروناي في اتباع مسار تنمية مناسب لظروفها الوطنية.
مؤكدة دعمها للدول في السعي نحو مسار تنمية مستقل، حثت الصين دول آسيا-الباسيفيك على احترام الأنظمة السياسية وأنماط التنمية لدى بعضها البعض، مع معارضة التنمر واستعراض القوة والتدخل في الدول الأخرى على نحو مشترك.
متفقا في الرأي مع تصريحات شي، قال الباحث الياباني كازوتيرو سايونجي، وهو أستاذ زائر بجامعة هيجاشي نيبون الدولية، إنه بعد نهاية الحرب الباردة، دخلت التنمية العالمية حقبة "التنوع".
وأوضح أنه يتعين على الدول بمنطقة آسيا-الباسيفيك "الاعتراف بتنوع الأنظمة السياسية والأيديولوجيات بين بعضها البعض واحترام ذلك، بدلا من الانخراط في التنمر وممارسة الضغوط".
وتعد إدارة الخلافات والسعي نحو توافق جزءا مهما أيضا من اجتماعات شي مع قادة آسيا-الباسيفيك.
خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، قال شي إنه يتعين على كل من الجانبين النظر إلى تنمية الجانب الآخر بموضوعية وعقلانية، وتعزيز الإدراك المتبادل الإيجابي والودي، وإدارة الخلافات بطريقة بناءة، وترجمة التوافق السياسي المتمثل في أن البلدين شريكان متعاونان ولا يمثل أي منهما تهديدا للآخر، إلى سياسات محددة وإجراءات ملموسة.
وأكد شي أن القضايا المبدئية الرئيسية المتعلقة بالتاريخ وتايوان تؤثر على الأساس السياسي للعلاقات الصينية- اليابانية، وحث اليابان على الوفاء بتعهداتها والتأكد من أن أساس العلاقات الثنائية لن يتضرر أو يهتز.
وفيما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبي، أخبر الرئيس الصيني زعيم بروناي أنه يتعين على الصين وبروناي بذل جهود مشتركة لإحراز تقدم إيجابي في التنمية البحرية المشتركة والعمل معا على صون السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي.
وذكر شي أن الصين تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع بروناي ودول رابطة آسيان الأخرى لتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي والحفاظ على المسار الصحيح لتعاون شرق آسيا.
وفي الوقت الذي تتواجد به خلافات وحتى صراعات بين دول آسيا-الباسيفيك بشأن قضايا معينة، تعترف الصين بأن الخلافات والصراعات لا تمثل السمة المميزة للعلاقات بين دول آسيا-الباسيفيك، وأنها تتطلع دائما لتعزيز التنمية المشتركة والازدهار مع دول آسيا-الباسيفيك الأخرى من خلال السعي نحو أرضية مشتركة بالتزامن مع تنحية الخلافات جانبا.
وذكر وانغ تشي، رئيس مجلس الطاقة الخضراء الأمريكي-الصيني، أنه في عالم محفوف بالاضطرابات والتغيير، أعربت الصين، باعتبارها اقتصادا كبيرا، عن موقفها ووجهة نظرها بشكل واضح، وأظهرت عقلية متعاونة ومنفتحة للغاية، مضيفا أنها "تسعى إلى إدارة الخلافات وتعزيز التعاون، ما يحمل أهمية في تعزيز التنمية المشتركة لمنطقة آسيا-الباسيفيك".
ويعتبر تعزيز التعاون أيضا موضوعا رئيسيا في اجتماعات شي المتعددة.
وخلال اجتماعه مع رئيسة بيرو دينا بولوارتي، قال الرئيس الصيني إنه يتعين على الجانبين تحقيق التضافر بين استراتيجيتي التنمية لكل منهما وتعزيز التعاون في المجالات التقليدية مثل الاقتصاد والتجارة والطاقة والموارد المعدنية. كما اتفقا على تعزيز تعاون الحزام والطريق.
وذكر خلال اجتماعه مع رئيس وزراء فيجي أنه يتعين على الصين ودول جزر الباسيفيك، باعتبارها بلدانا نامية، تعزيز المساعدة المتبادلة في إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب، وأن الصين طورت علاقات مع دول جزر الباسيفيك بطريقة صريحة، دون دوافع أنانية أو استهداف أي طرف ثالث.
مشيدا بالصين باعتبارها "لاعبا نشطا في التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك"، قال أحمد قنديل، خبير مصري في الشؤون الآسيوية ورئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن "الصين لعبت دورا مهما للغاية في تعزيز التنمية المشتركة وبناء مصير مشترك للبشرية في منطقة آسيا-الباسيفيك".
وأضاف أن مساهمة الصين في آسيا-الباسيفيك "انعكست على تنمية المنطقة بشكل إيجابي".