رفح، مصر 17 نوفمبر 2023 (شينخوا) مع استمرار القتال بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجيش الإسرائيلي منذ أكثر من شهر يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية خطيرة جراء الغارات الجوية الإسرائيلية والحصار الكامل المفروض على القطاع الساحلي.
وفي ظل الحرب الدائرة تم فتح معبر رفح البري الحدودي بين محافظة شمال سيناء في مصر وجنوب غزة لعبور المساعدات الإنسانية إلى القطاع منذ 21 أكتوبر الماضي ليصبح بمثابة "ممر حياة" لأكثر من مليوني شخص يعيشون في غزة.
وخلال زيارة إلى رفح نظمها المركز الصحفي بالقاهرة لوفد إعلامي أجنبي الأربعاء الماضي، شاهد مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) في مطار العريش بمحافظة شمال سيناء بعد رحلة برية استغرقت ست ساعات، عدة طائرات تحمل إمدادات إغاثة تهبط في المطار واحدة تلو الأخرى.
ولدى هبوط الطائرات سرعان ما يقوم الموظفون والمتطوعون في الموقع بنقل الإمدادات إلى مستودعات خاصة بالتخزين، وفق ما لاحظ المراسل.
وقال مدير العمليات بالهلال الأحمر المصري لطفي غيث، للصحفيين إن أكثر من 120 طائرة تحمل إمدادات إغاثة من دول أمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا هبطت في مطار العريش خلال الفترة من 21 أكتوبر إلى 13 نوفمبر الجاري.
وتابع غيث أنه "بمجرد استلام شحنات المساعدات، يقسم العمل على مرحلتين: الأولى هي فحص الشحنات والتأكد من تاريخ الصلاحية وأنها في حالة جيدة حتى نتمكن من إرسالها إلى غزة، وثانياً يقوم الفريق اللوجستي بتحميل هذه الشحنات بالتنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني لاستقبالها على الجانب الآخر" من معبر رفح.
وتفرض إسرائيل حصارا شاملا على قطاع غزة تم بموجبه منع كافة إمدادات الكهرباء والوقود والماء والمواد الأساسية إلى سكان غزة بعدما أطلقت حركة حماس هجوما مباغتا غير مسبوق ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، ما أودى بحياة 1200 إسرائيلي، وهو ما رد عليه الجيش الإسرائيلي بإطلاق عملية عسكرية وإعلان حالة الحرب لأول مرة منذ 50 عاما ضد الحركة في غزة.
وقتل أكثر من 11500 فلسطيني منذ بدء الحرب بين حماس وإسرائيل، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
فيما قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن أكثر من 1.6 مليون شخص في غزة أصبحوا نازحين داخليا، بما في ذلك حوالي 813 ألف نازح يقيمون فيما لا يقل عن 154 ملجأ لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
ومنذ اندلاع الحرب الأخيرة يعمل غيث وأعضاء فريقه البالغ عددهم حوالي 600 شخص في مطار العريش ومعبر رفح الحدودي ومستشفى العريش.
وفي الطريق إلى رفح يمكن رؤية الشاحنات التي تنقل الإمدادات في الشوارع، بينما يتحرك المارة المحليون من سكان رفح ويمارسون حياتهم بصورة طبيعية كالمعتاد رغم هطول المطر.
ويلعب معبر رفح الحدودي دوراً حاسماً في عمليات الإجلاء وتوصيل المساعدات الإنسانية مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس.
وشاهد مراسل (شينخوا) عبور شاحنات تحمل إمدادات إغاثة ببطء إلى من الجانب المصري لمعبر رفح إلى غزة، وفي الاتجاه المعاكس دخل عدد من حاملي جوازات السفر الأجنبية وسيارات الإسعاف التي تنقل المرضى والجرحى من القطاع الفلسطيني إلى مصر.
وقال غيث، وهو يشير لمعبر رفح "هذا هو الباب الوحيد لمرور جميع المواد التي يتطلب إعدادها وإرسالها جهداً شاقاً من فريقنا. علينا أن نجهزها لإرسالها للجانب الآخر عند الطلب".
وتابع "بدأنا بإرسال 20 شاحنة يومياً حتى وصل العدد لمائة شاحنة أو يزيد الآن، لكن هذا العدد لا يزال نقطة في محيط لأن عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدات ضخم".
وبجانب إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، شكل فتح معبر رفح طوق نجاة للجرحى الفلسطينيين مع استقباله أول دفعة منهم في مطلع نوفمبر الجاري لعلاجهم بالمستشفيات المصرية في ظل تراجع خدمات الطوارئ والإسعاف والإنقاذ في مشافي القطاع مع تواصل الحرب.
وفي مستشفى العريش، المحطة الأخيرة في رحلة الوفد الإعلامي الأجنبي، قال وجدي أمين، وهو طبيب بالمستشفى إنه تم تصنيف المرضى على معبر رفح ونقلهم إلى المستشفيات المختلفة حسب حالتهم.
وتعد مستشفى العريش واحدة من أكبر المستشفيات في محافظة شمال سيناء، وتتولى استقبال الحالات الحرجة وتلك التي تتطلب عمليات جراحية معقدة.
وقال أمين "عندما يأتي المرضى إلى هنا، نستقبلهم في غرفة الطوارئ أولاً، ثم نقرر ما إذا كنا سننقلهم للعلاج في الجناح العام أو وحدة العناية المركزة حسب شدة المرض، ثم نجري التقييم والعلاج الجراحي".
وأضاف أمين "عندما تتحسن حالتهم، يتم نقلهم إلى مستشفيات أخرى حتى نتمكن من استقبال ومساعدة المزيد من المرضى أو الجرحى".
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أصيب قرابة 30 ألف فلسطيني أكثر من 70% منهم نساء وأطفال في الحرب الحالية حتى الآن.
وفي نهاية الزيارة حوالي الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، صعد المراسلون إلى الأتوبيس المتجه إلى القاهرة بينما تدلى قوس قزح في السماء عند شمس الغروب.