القاهرة 16 نوفمبر 2023 (شينخوا) أكدت جامعة الدول العربية اليوم (الخميس) أن قرار مجلس الأمن الداعي لهدن إنسانية في قطاع غزة يعد خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح، فيما اعتبرت مصر القرار بأنه خطوة أولى ومهمة نحو تحقيق هدف الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن القرار الذي صدر عن مجلس الأمن مساء الأربعاء والذي يدعو لهدن إنسانية عاجلة وممتدة في أنحاء قطاع غزة، وممرات إنسانية تسمح بوصول المساعدات للسكان، يمثل خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح.
ولفت أبو الغيط إلى أن المطلوب من مجلس الأمن هو الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في غزة، وليس مجرد الدعوة لهدن إنسانية تسمح بإدخال المساعدات مع استمرار القصف الإسرائيلي للمدنيين واستهداف المستشفيات وغيرها مما تقوم به سلطة الاحتلال.
وأعرب عن ارتياحه لما تضمنه القرار من مواد تدعو إلى وصول المساعدات العاجلة من دون عراقيل عبر ممرات إنسانية، كما طالب المجتمع الدولي بالعمل بشكل عاجل من أجل انفاذ مواد القرار وضمان التزام إسرائيل بكل بنوده.
وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية على أن هذه الخطوة لابد أن تعطي دفعة لكافة الجهود التي تعمل على إنهاء العدوان وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار.
من جانبها، رحبت مصر بقرار مجلس الأمن رقم 2712، والمعني بالتعامل مع الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة، باعتباره خطوة أولى ومهمة نحو تحقيق هدف الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار.
وأكدت مصر، في بيان لوزارة خارجيتها، على ضرورة تنفيذ ما تضمنه القرار من مطالبة بإقامة هدن وممرات إنسانية عاجلة لفترات ممتدة لعدد كافٍ من الأيام، لضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى أبناء القطاع.
وشددت على ضرورة التوقف عن سياسة حرمان السكان من الخدمات الأساسية، واحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بتوفير الحماية للمدنيين، لاسيما النساء والأطفال، وكذا العاملين في المجالين الطبي والإنساني.
وطالبت مصر بضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسئوليته في ضمان التنفيذ الفوري والدقيق لأحكام هذا القرار، حفاظا على مصداقية مجلس الأمن وأعضائه في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين، واحترام ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي.
ويدعو القرار 2712 إلى هدن إنسانية وممرات عاجلة وممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة "لعدد كاف من الأيام" لتمكين الوصول الكامل والسريع والآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، وتيسير التوفير المستمر والكافي ودون عوائق للسلع والخدمات الأساسية في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك المياه والكهرباء والوقود والغذاء والإمدادات الطبية.
فضلا عن إجراء إصلاحات عاجلة للبنية التحتية الأساسية، والتمكن من القيام بجهود الإنقاذ والإنعاش العاجلة بما في ذلك للأطفال المفقودين في المباني المتضررة والمدمرة بما يشمل الإجلاء الطبي للأطفال المرضى أو الجرحى ومقدمي الرعاية لهم.
وتفرض إسرائيل حصارا شاملا على قطاع غزة تم بموجبه منع كافة إمدادات الكهرباء والوقود والماء والمواد الأساسية إلى سكان غزة بعدما أطلقت حركة حماس هجوما مباغتا غير مسبوق ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، ما أودى بحياة 1200 إسرائيلي، وهو ما رد عليه الجيش الإسرائيلي بإطلاق عملية عسكرية وإعلان حالة الحرب لأول مرة منذ 50 عاما ضد الحركة في غزة.
وقتل أكثر من 11500 فلسطيني منذ بدء الحرب، بينهم 4710 أطفال، إلى جانب قرابة 30 ألف جريح، أكثر من 70 % منهم نساء وأطفال، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
فيما قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن أكثر من 1.6 مليون شخص في غزة أصبحوا نازحين داخليا، بما في ذلك حوالي 813 ألف نازح يقيمون فيما لا يقل عن 154 ملجأ لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).