سان فرانسيسكو 16 نوفمبر 2023 (شينخوا) مع بلوغ زيارته إلى سان فرانسيسكو ذروتها يوم الأربعاء، استدعى الرئيس الصيني شي جين بينغ في ذاكرته مرتين في يوم واحد زيارته الأولى إلى الولايات المتحدة في عام 1985.
في الصباح، عقب اجتماعه مع الرئيس شي، عرض الرئيس الأمريكي جو بايدن على الرئيس شي صورة في هاتفه المحمول يظهر في خلفيتها جسر البوابة الذهبية وسأله: "هل تعرف هذا الشاب؟"
فأجاب الرئيس شي: "نعم، هذا أنا قبل 38 عاما".
وفي وقت لاحق مساء، في عشاء ترحيبي استضافته منظمات صديقة في الولايات المتحدة، تذكر الرئيس شي تلك الزيارة مرة أخرى. وقال "خلال زيارتي الأولى للولايات المتحدة، أقمت مع عائلة دفورشاك في ولاية أيوا". وأضاف "ما زلت أتذكر عنوانهم --2911 بوني درايف".
فقد تركت تلك الزيارة انطباعا عميقا لدى الرئيس شي جين بينغ، حيث منحته الفرصة لرؤية الشعب الأمريكي على حقيقته.
ووجد أنه على الرغم من اختلاف البلدين في التاريخ والثقافة والنظام الاجتماعي، وشروعهما على مسارين مختلفين تنمويا، إلا أن الشعبين يتسمان بالطيبة والود والاجتهاد والتواضع. كلاهما يحب بلده وعائلته وحياته، وكلاهما ودود تجاه الآخر ومهتم به.
ووسط التراجع الذي شهدته العلاقات الصينية-الأمريكية مؤخرا، كان الزعيم الصيني يفكر: كيف يمكن توجيه دفة سفينة العلاقات العملاقة بين البلدين بعيدا عن الصخور الخفية والمياه الضحلة والإبحار بها عبر العواصف والأمواج دون تشويش أو فقدان سرعة أو حتى اصطدام؟
وفي عملية البحث عن الإجابة، زودته خبراته التي تمتد لـ38 عاما بالبصيرة مرة أخرى.
وقال الرئيس شي في كلمته خلال حفل العشاء الترحيبي "إن التلاقي بين قنوات النوايا الحسنة والصداقة العديدة هو الذي خلق تيارا قويا يتدفق عبر محيط الباسيفيك الشاسع، إن تواصل شعبينا مع بعضهما البعض هو الذي أعاد العلاقات الصينية-الأمريكية مرارا من أسوأ حالاتها إلى المسار الصحيح".
ولإخراج العلاقات الصينية-الأمريكية من التراجع، علق الرئيس الصيني آماله على الشعب الأمريكي. وعقد اجتماعات مع هنري كيسنغر، وبيل غيتس، والسيناتور تشاك شومر، وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم. كما حافظ على التواصل مع الأصدقاء الأمريكيين مثل فريق" النمور الطائرة" عبر الرسائل، ودعا إلى تعزيز التبادلات الشعبية بين البلدين في مناسبات مختلفة.
وقال الرئيس شي للصينيين والأمريكيين الذين حضروا حفل العشاء الترحيبي "لقد وُضع أساس العلاقات الصينية-الأمريكية من قبل شعبينا، وفُتح باب العلاقات الصينية-الأمريكية من قبل شعبينا. وكُتبت قصص العلاقات الصينية-الأمريكية من قبل شعبينا"، ما أثار عدة جولات طويلة من التصفيق الحار والحماسي.
وقد حظيت جهود الرئيس شي لتعزيز التبادلات الشعبية باستجابة قوية من قبل الجمهور الأمريكي.
وقال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي ((تيسلا)) و((سبيس إكس))، والذي تواجد أيضا ضمن ضيوف حفل العشاء الترحيبي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنني أتطلع إلى لقاء (الرئيس شي). التقينا مرة واحدة لوقت قصير، (و)أتطلع إلى لقائه مرة أخرى".
وعلى غرار ماسك، تقابل العديد من الضيوف الأمريكيين الذين حضورا حفل العشاء من قبل مع الرئيس شي أو تلقوا رسائل منه.
من بينهم إلين ماكينيس، الخبيرة الأمريكية بشؤون الثقافة، التي شاركت في "الرابطة مع كوليانغ: منتدى الصداقة الشعبية الصينية-الأمريكية 2023" في يونيو، والتي تلقت رسالة تهنئة من الرئيس شي.
وقالت "لقد أدرك الرئيس شي أهمية الصداقة بين الشعبين". وأضافت "أنه يعلم أن الصداقة الشعبية (بين البلدين) قوية للغاية وتؤثر على المستقبل".
والواقع أن التبادلات الشعبية تشكل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، والتي تؤثر بدورها تأثيرا كبيرا على الرخاء والتنمية العالميين.
ومن أجل تعزيز التبادلات الشعبية، اتفق الرئيس شي والرئيس بايدن في وقت سابق من يوم الأربعاء على تنفيذ المزيد من الإجراءات لتسهيل السفر والتبادلات، بينها زيادة رحلات المسافرين المباشرة، وإجراء حوار رفيع المستوى حول السياحة، وتبسيط إجراءات طلب التأشيرة.
وفي حفل العشاء الترحيبي، وجه الرئيس شي دعوة حارة إلى الشعب الأمريكي، معربا عن ترحيبه بزيارة المزيد من حكام الولايات وأعضاء الكونغرس والأشخاص من خلفيات متنوعة إلى الصين، وأعلن استعداد الصين لدعوة 50 ألف شاب أمريكي في إطار برامج التبادلات والدراسة في السنوات الخمس المقبلة.
وقال الرئيس شي في كلمته إن "مستقبل العلاقات الصينية-الأمريكية سيحدده شعبانا. كلما زادت الصعوبات، زادت حاجتنا إلى إقامة علاقة أوثق بين شعبينا وفتح قلوبنا لبعضنا البعض، وحاجتنا إلى مزيد من الأشخاص للتحدث بصوت عال عن هذه العلاقة".