سان فرانسيسكو 16 نوفمبر 2023 (شينخوا) ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الخميس كلمة مكتوبة بعنوان "مواجهة التحديات من خلال وحدة الهدف لكتابة فصل جديد لمنطقة آسيا-الباسيفيك" في قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك (أبيك).
وقال الرئيس شي في كلمته إنه قبل ثلاثة عقود، اتبع زعماء آسيا-الباسيفيك اتجاه السلام والتنمية، وعقدوا أول اجتماع للقادة الاقتصاديين للأبيك، ما مكن تنمية آسيا-الباسيفيك والعولمة الاقتصادية من الشروع على مسار النمو السريع، وتحويل المنطقة إلى قوة للنمو الاقتصادي العالمي وركيزة للاستقرار من أجل التنمية العالمية.
وقال الرئيس شي إنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، ظللنا ملتزمين بالإقليمية المنفتحة والانفتاح والشمولية، وتعلمنا من نقاط القوة لدى بعضنا البعض، وتبادلنا الاحتياجات، وركزنا على التنمية وشاركنا في تطوير "نهج أبيك" على أساس مبادئ التطوعية وبناء التوافق والتقدم التدريجي، استفادة من روح الشراكة التي تتسم بالتناغم دون التماثل، والتضامن والمساعدة المتبادلة، مضيفا أن هناك الكثير من العبر التي يمكن استخلاصها من هذه الرحلة الرائعة للتعاون في منطقة آسيا-الباسيفيك.
وفي سياق إشارته إلى دخول العالم فترة جديدة من الاضطراب والتغيير، أكد الرئيس شي أنه يتعين علينا أن نظل ملتزمين بالهدف التأسيسي للأبيك، وألا ننسى أبدا مهمتنا التي منحنا إياها التاريخ، وأن نتقدم لإعادة إطلاق التعاون في منطقة آسيا-الباسيفيك، حيث أننا نواجه سؤالا جديدا للعصر--إلى أين سيتجه التعاون بين آسيا والباسيفيك في الأعوام الثلاثين المقبلة؟
ودعا الرئيس شي إلى دعم أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة بشكل مشترك، والحفاظ على الرخاء والاستقرار في منطقة آسيا-الباسيفيك من خلال الحوار والشراكة بدلا من المواجهة والتحالف، قائلا إن المنطقة لا يمكن ولا ينبغي لها أن تكون ساحة للتنافس الجيوسياسي، ناهيك عن غرقها في حرب باردة جديدة أو مواجهة على أساس المعسكرات.
في الوقت نفسه، أكد الرئيس شي على ضرورة مواصلة الالتزام بالإقليمية المنفتحة، والدفع بثبات باتجاه بناء منطقة التجارة الحرة لآسيا-الباسيفيك، وجعل اقتصادات المنطقة أكثر ترابطا، وبناء اقتصاد مفتوح لآسيا-الباسيفيك يتميز بالتعاون المربح للجميع.
كما دعا الرئيس إلى مواكبة الاتجاه لتعزيز الانتقال إلى التنمية الرقمية والذكية والخضراء، والعمل بشكل مشترك على تعزيز الابتكار وتطبيق السوق للتقدم العلمي والتكنولوجي، ودفع تكامل الاقتصادات الرقمية والمادية على نحو كامل.
وأكد الرئيس شي على العمل المشترك من أجل تحسين الحوكمة العالمية للعلوم والتكنولوجيا وبناء بيئة مفتوحة وعادلة ونزيهة وغير تمييزية لتنمية العلوم والتكنولوجيا.
وقال الرئيس شي إن الاقتصاد الصيني يتعافى بشكل مطرد ويتحول نحو الأفضل هذا العام، وتظل البلاد أقوى محرك للنمو العالمي.
وقال الرئيس إن الصين تتمتع بنقاط قوة فريدة مثل اقتصاد سوق اشتراكية من الناحية النظامية، وسوق ضخمة للغاية من حيث الطلب، ونظام صناعي كامل من حيث العرض، ويد عاملة ورواد أعمال بوفرة وكفاءة عالية من حيث الموارد البشرية، مضيفا أن التنمية الاقتصادية في الصين ذاتية التوليد ومرنة وتتمتع بإمكانات كثيرة.
وقال الرئيس شي إن الاقتصاد الصيني بشكل عام اليوم لا يزال واعدا، وسيظل كذلك على المدى الطويل. وأضاف أن الصين تتمتع بثقة وقدرة أكبر على تحقيق النمو طويل الأجل والمستقر، ومن خلال تنميتها ستواصل الصين تزويد العالم بالزخم والفرص الجديدة للنمو.
وتعهد الرئيس شي بمواصلة التزام الصين بالتنمية وفتح أبوابها، وتعزيز الانفتاح على مستوى عال بثبات، وتوسيع الوصول إلى الأسواق.
وأكد الرئيس أن تصميم الصين على تعزيز بيئة أعمال موجهة نحو السوق وقائمة على القانون وعالمية المستوى لن يتغير، كما لن تتغير سياستها المتمثلة في تقديم خدمات متساوية وعالية الجودة للمستثمرين الأجانب.
وقال الرئيس شي إن الهدف الثابت لتحديث الصين هو توفير حياة أفضل لأكثر من 1.4 مليار صيني، مضيفا أن هذا يعني بالنسبة للعالم سوقا أوسع وفرصا غير مسبوقة للتعاون، فضلا عن ضخ قوة دافعة قوية في مسعى التحديث العالمي.
وأعرب الرئيس شي عن أمله في مشاركة جزء نشط من مجتمع الأعمال العالمي في حملة تحديث الصين للاستفادة من الفرص الهائلة التي توفرها التنمية عالية الجودة في الصين.