الأمم المتحدة 11 نوفمبر 2023 (شينخوا) دعا ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون، يوم الجمعة، إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وفلسطين.
وذكر تشانغ في اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن الوضع الفلسطيني-الإسرائيلي أنه "لا يمكن تأجيل وقف إطلاق النار وإنهاء القتال. لا يعد وقف إطلاق النار بأي حال من الأحوال بيانا دبلوماسيا. إنه الأمل الوحيد لأهل غزة للنجاة".
وفي معرض إشارته إلى أن الجولة الراهنة للصراع مستمرة منذ 35 يوما وأن الوضع مستمر في التدهور، قال تشانغ "ندعو جميع الأطراف، خاصة القوى الكبرى ذات التأثير الفريد على الأطراف، على تنحية جميع الاعتبارات الجيوسياسية وازدواجية المعايير جانبا، وتركيز كل الجهود على هدف وقف إطلاق النار وإنهاء القتال. نحث إسرائيل على الحد من العنف المتزايد للمستوطنين في الضفة الغربية لتجنب إثارة بؤرة ساخنة متزامنة وتوسع دائرة الصراع".
وأضاف "عندما يفقد عشرات الآلاف، من بينهم 4 آلاف طفل، حياتهم، وعندما يجبر أكثر من 1.6 مليون شخص على الفرار من منازلهم، وعندما يستمر قطع المياه والكهرباء والوقود والغذاء والأدوية عن 2.3 مليون شخص، وعندما تستهدف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين ومنشآت الأمم المتحدة بشكل متكرر، فهذه تعد ليس فقط أزمة إنسانية ولكن، كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أزمة للبشرية".
وقال تشانغ إنه التقى ممثلين عن فلسطين والدول العربية الأخرى ومنظمة التعاون الإسلامي في وقت سابق من اليوم.
وأوضح أنه "من خلال مناقشتنا، أدهشني الألم الذي يشعرون به في قلوبهم وأملهم في استئناف عملية السلام وتطلعاتهم إلى اتخاذ المجلس تحركات فعالة".
وذكر "في مواجهة كل ذلك، يجب على العالم أن يقول معا: طفح الكيل"، مضيفا "يجب على مجلس الأمن التخلص من عرقلة وتدخل بعض الأعضاء واتخاذ تحركات فورية ومسؤولة ومفيدة للتمسك بالعدالة والحفاظ على السلام".
ومؤكدا أهمية حماية المدنيين، قال المبعوث الصيني "ندين جميع أشكال العنف والهجوم ضد المدنيين. ونعرب عن قلقنا الشديد ومعارضتنا القوية للانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي في غزة".
وأوضح "نحث على إنهاء العقاب الجماعي للمدنيين. ونطالب بضمان سلامة الرهائن وحاجاتهم الإنسانية، وندعو إلى بذل جهود دبلوماسية لتسهيل إطلاق سراحهم مبكرا".
وقال إن أكثر من 1300 طفل وعائلاتهم محاصرون تحت الأنقاض وحياتهم على المحك، مضيفا "ندعم المجلس في اتخاذ تحركات عاجلة في هذا الصدد لتسهيل تحقيق هدنة إنسانية طويلة وفتح ممر أخضر بشكل فوري أمام الوكالات المتخصصة والمعدات لدخول غزة من أجل تنفيذ أعمال البحث والإنقاذ، لبذل أقصى ما في وسعنا لحماية الأطفال".
وتابع تشانغ قائلا إنه ينبغي على المجلس الاستجابة للنداء المشترك الذي دعا إليه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس ومدير عام جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مروان الجيلاني، لإقامة آلية للإجلاء الطبي من أجل التمكن من نقل السيدات الحوامل والمصابين بجروح خطيرة والمرضى في غزة وعلاجهم على الفور.
ودعا تشانغ إلى استئناف تسليم الإمدادات، مضيفا أنه "لا يمكن تأجيله".
وقال "ندعو إسرائيل إلى فك الحصار فورا وإزالة العقوبات على إمدادات المعيشة على نحو كامل، خاصة تسليم الوقود إلى المؤسسات الإنسانية والطبية والمنشآت المعنية بسبل العيش".
وعلى مدار أسبوعين، دخل فقط أكثر من 500 شاحنة إلى القطاع من خلال معبر رفح، وهي نقطة في بحر حاجات أهل غزة الذين يكافحون على حافة الموت، حسبما ذكر تشانغ، مضيفا "يتعين استخدام جميع معابر غزة وينبغي فتح معبر كرم أبو سالم في أقرب وقت".
وقال السفير "سمعنا أيضا في هذه الأيام مناقشات متعددة بشأن مستقبل غزة. وفي هذا الصدد، يجب الإشارة إلى أنه لا يمكن فرض أي تسوية لغزة على الشعب الفلسطيني"، مضيفا أنه "لا يوجد حل للوضع الراهن يمكنه الانحراف عن حل الدولتين. يجب تقرير مستقبل فلسطين من قبل الشعب الفلسطيني نفسه".
وتعهد السفير بأن الصين، باعتبارها رئيس مجلس الأمن لشهر نوفمبر، ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لتحقيق وقف مبكر للقتال والحد من الأزمة الإنسانية في غزة.
وتابع تشانغ قائلا إن الصين تدعم التعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحقيق سلام وأمن دائمين في الشرق الأوسط.