الرياض 9 نوفمبر 2023 (شينخوا) بدأت في العاصمة السعودية الرياض اليوم (الخميس) أعمال المؤتمر الاقتصادي السعودي العربي الإفريقي، لبحث العلاقات وفرص التعاون المشتركة.
ويشارك في المؤتمر، والذي يستمر يوما واحدا، نخبة من المسؤولين في المملكة والدول العربية والإفريقية وقادة المال والأعمال والاستثمار من القطاعين الحكومي والخاص والاتحادات التجارية والمنظمات الدولية والشخصيات البارزة في الأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر، بحسب وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأكد وزير المالية السعودي محمد بن عبد الله الجدعان في كلمته الافتتاحية أن التحول إلى قطاعات اقتصادية جديدة وإعادة التصور لسلاسل الإمداد العالمية يفتح "آفاقا جديدة" للتعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة بين المملكة ودول القارة الإفريقية، وخصوصا مع وجود الممكنات في الجانبين من موارد طبيعية وموقع جغرافي مميز وقوى بشرية شابة.
وقال الوزير الجدعان إن علاقة المملكة بالقارة الإفريقية لا يحكمها قرب الموقع الجغرافي فقط، بل تاريخ ومصير مشترك، مشيرا إلى أن أصول التجارة مع القارة الإفريقية تعود إلى العصور القديمة، حين اعتمد التجار في الجزيرة العربية على طرق التجارة إلى إفريقيا، وكانت ولا زالت المملكة سوقا نشطة للسلع الإفريقية على مدى قرون.
وأشار إلى أن المملكة كانت من أوائل الدول المطالبة بانضمام الاتحاد الإفريقي إلى العضوية الدائمة بمجموعة العشرين كما تدعم المملكة استحداث مقعد إضافي لإفريقيا في المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، وذلك لتعزيز صوت القارة الإفريقية في المحافل الدولية، وقال: "ندرك قيمة وجهات النظر المختلفة في تشكيل السياسات العالمية، ونؤمن بأن صوت إفريقيا مهم في جميع المحافل الدولية".
وبين الجدعان أنه على صعيد تطوير خطوط الملاحة البحرية تعمل الهيئة العامة للموانىء في المملكة على تعزيز حركة السفن في البحر الأحمر، والربط بمختلف الموانىء الإفريقية، كما تبذل المملكة جهودا مماثلة فيما يخص الوجهات والخطوط الجوية.
إضافة لذلك، فقد أطلقت المملكة مؤخرا برنامجا يهدف إلى تيسير التجارة في الخدمات بين المملكة وإفريقيا والتوسع فيها، في إطار التعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث تستهدفُ هذه المبادرة التكامل الإقليمَي الذي يمثل مجالا من مجالات النمو غير المستغلة، بحسب الجدعان.
وفي سياق التنمية تطرق الوزير إلى دور الصندوق السعودي للتنمية وشراكته طويلة الأمد مع إفريقيا، حيث كانَ له دور مهم في تمويل البنية التحتية الأساسية كالطرقِ والسدود والمستشفيات والمدارس، ودعم ما يزيد على 400 مشروع في القارة الإفريقية.
وأوضح أن المؤتمر سيشهد توقيع الصندوق السعودية للتنمية اتفاقيات مع عدد من الدول الإفريقية لتنفيذ مشروعات تنموية تقدر قيمتها بأكثر من ملياري ريال سعودي (الدولار يساوي 3.75 ريال) كما ستعلن مؤسسات التنمية التابعة لمجموعة التنسيق العربية عن برامجها التمويلية "الضخمة" لدعم التنمية المستدامة في القارة الإفريقية حتى عام 2030، مؤكدا أن مكاسب هذه الشراكات لن تعود بالنفع على المملكة والقارة الإفريقية فحسب بل على العالم أجمع.