تشونغتشينغ 9 نوفمبر 2023 (شينخوا) يُعدّ التعاون العلمي والتكنولوجي جزءاً مهماً من التعاون في البناء المشترك لـ "الحزام والطريق". وفي السنوات الأخيرة، واصلت الصين والدول العربية توسيع التعاون والتبادلات في مجال العلوم والتكنولوجيا في إطار خطة عمل "الحزام والطريق" للابتكار التكنولوجي والشراكة التكنولوجية الصينية العربية، ما حقق نتائج ملموسة في مجالات التكنولوجيا الزراعية، والفضاء والأقمار الصناعية، ونقل التكنولوجيا وغيرها، وأضاف لبِنَة جديدة إلى التعاون الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق".
وفي هذا السياق، اختتم مؤتمر "الحزام والطريق" الأول حول تبادل العلوم والتكنولوجيا، الذي عُقد في بلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين، اختتم أعماله يوم الثلاثاء الماضي، بمشاركة صينية وأجنبية واسعة النطاق، حيث اجتذب المؤتمر أكثر من 300 ضيف أجنبي مهم وما يقرب من 500 من الخبراء والباحثين ورجال الأعمال من أكثر من 80 دولة ومنظمة دولية لمناقشة الفرص والآفاق الجديدة للتعاون في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي بين الصين والدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق".
وفي هذا الصدد، قال عبد الناصر سنجاب، الأستاذ في كلية الصيدلة بجامعة عين شمس في مصر، نائب رئيس الجامعة الأسبق لشؤون الدراسات العليا والبحوث، قال في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا) جرت على هامش فعاليات المؤتمر: "في الوقت الذي يتسارع فيه التطور التكنولوجي والعلمي، أصبح التعاون المبتكر والتنمية كلمتين مفتاحيتين لعالمنا اليوم".
وأضاف سنجاب أنه أحضر إلى الصين عدداً من العينات التجريبية للبحث والتطوير المشترك مع شركاء البحث الصينيين، منوهاً بما تتمتع به الصين من خبرة غنية منذ القدم في استخدام النباتات لعلاج الأمراض، ما دفع جامعة عين شمس وجامعة جنوب غربي الصين لإطلاق مشروع مشترك حول البحث والتطوير للنباتات الطبية والصالحة للأكل، فيما سيتم نشر النتائج ذات الصلة قريباً.
وعلى مدار العقد الماضي، ومنذ طرح مبادرة "الحزام والطريق"، واصلت الصين والدول العربية تعميق التعاون في مجال التكنولوجيا الزراعية، حيث عملت على إنشاء آليات التعاون الزراعي واحدة تلو الأخرى على غرار المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا الزراعية، والمركز الصيني لعرض تكنولوجيا تربية الحيوانات لمساعدة موريتانيا، والمركز الصيني العربي لأبحاث نخيل التمر، فضلاً عن تعزيز التبادلات في مجالات البحث والتطوير المشترك، وبناء القدرات، وتبادل الأفراد في مجال الزراعة.
وعلاوة على ذلك، حقق التعاون الصيني العربي في مجال التكنولوجيا الفائقة اختراقات مستمرة. فمنذ طرح مبادرة "الحزام والطريق"، بات التعاون في مجال الفضاء والأقمار الصناعية بين الجانبين مفعماً بالحيوية والنشاط، ما يمثل تعبئة جديدة للتعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين والدول العربية.
وفي هذا السياق، قال لين لو تشو، نائب رئيس جمعية الصين للنظام العالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية والخدمات المعتمدة على الموقع، قال إن تكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية الصينية، ممثلة بنظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية، تتمتع بأهمية كبيرة في مساعدة الدول العربية على تحقيق الاستقلال التكنولوجي وتطوير تكنولوجياتها المتقدمة، وهي نموذج يحتذى به للتطور والتقدم المشتركين للتعاون الصيني العربي في مجال العلوم والتكنولوجيا.
في عام 2017، عُقد منتدى بيدو الأول للتعاون الصيني العربي، ما أطلق منصة جديدة للتعاون بين الجانبين في مجال الفضاء والأقمار الصناعية. وفي عام 2018، تم افتتاح مركز التميز الصيني العربي لنظام بيدو/ GNSS في تونس باعتباره أول مركز خارج البلاد لنظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية. ومؤخراً، انعقد بنجاح منتدى بيدو الرابع للتعاون الصيني العربي في مصر، واتفق الممثلون الصينيون والأجانب الذين حضروا فعاليات المنتدى على أن أسس آلية التعاون الخاصة بنظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية تتوطد بشكل مستمر خلال السنوات الأخيرة، وأن التعاون الثنائي على أساس نظام بيدو قد أحرز ثماراً عملية.
ونوّه لين بدور نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية باعتباره بنية تحتية مكانية وزمانية مهمة توفر معلومات عن الوقت والموقع، قائلا إنه يتم استخدامه وتطبيقه بشكل فعّال من قبل الدول العربية في مجالات مثل المسح ورسم الخرائط، والنقل، والطاقة والزراعة، ما يوفر ضماناً للتنمية الاقتصادية والتقدم التكنولوجي لدول المنطقة.
كما وقعت الصين على العديد من وثائق التعاون مع الجزائر والسودان ومصر والسعودية وغيرها من الدول في مجال الفضاء والأقمار الصناعية، ونجحت في إطلاق القمر الصناعي الجزائري الكوم سات-1، والقمرين الصناعيين السعوديين سات-5A وسات-5B، والقمر الصناعي السوداني للاختبارات العلمية إلى الفضاء، وذلك حسبما جاء في تقرير عن التعاون الصيني العربي في العصر الجديد صدر عن وزارة الخارجية الصينية في شهر ديسمبر من عام 2022.
وبدوره، قال ليو شين لو، عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين، إن الصين والدول العربية حققت في السنوات الأخيرة تقدماً كبيراً في مجالات تكنولوجيا اتصالات الجيل الخامس، والطاقة النووية، والفضاء والأقمار الصناعية وغيرها من المجالات العلمية والتكنولوجية، وذلك من خلال التكامل المتعمق لاستراتيجياتهما التنموية، مشيراً إلى وجود آفاق رحبة أمام المزيد من التعاون بين الصين والدول العربية التي تُولي أهمية متزايدة لتحسين قدراتها الصناعية والعلمية والتكنولوجية، ضمن إطار مبادرة "الحزام والطريق".