الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

مقالة : الشرائح الإلكترونية... محاولة بديلة للفلسطينيين لكسر عزلة غزة مع اشتداد حرب إسرائيل

/مصدر: شينخوا/   2023:11:08.08:55
مقالة : الشرائح الإلكترونية... محاولة بديلة للفلسطينيين لكسر عزلة غزة مع اشتداد حرب إسرائيل
في الصورة الملتقطة يوم 25 أكتوبر 2023، أشخاص يقومون بشحن هواتفهم المحمولة في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. (شينخوا)

غزة 7 نوفمبر 2023 (شينخوا) بعد محاولات حثيثة... تمكن صحفيون فلسطينيون من كسر حالة العزلة التي خيمت على قطاع غزة عقب انقطاع الاتصالات وخدمات الانترنت لأكثر من مرة من خلال استخدام الشرائح الالكترونية لأول مرة في المنطقة المحاصرة.

ويقول صحفيون إنهم حصلوا على شرائح الكترونية مجانا من خلال مبادرات خيرية أطلقها نشطاء عرب من دول مختلفة لمساعدتهم على التواصل والاتصال مع أقاربهم وأصدقائهم ولمتابعة عملهم في تغطية الأحداث الدامية بقطاع غزة.

وتقول الصحفية فاطمة الزهراء العويني لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن صديقة لها من مصر زودتها بكود إحدى الشرائح الإلكترونية ما مكنها من الاستمرار في نقل أخبار وتقارير عن الأوضاع في القطاع.

وتضيف العويني، وهي مستخدمة نشطة لمنصتي ((أكس)) و ((تيلغرام)) ولها آلاف المتابعين، أنها في البداية شعرت بالعزلة التامة، لكن الآن تأثير انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت محدود بالنسبة لها.

ويقول صحفيون ونشطاء في غزة إنهم أصبحوا يعتمدون على الشرائح الالكترونية لإتمام عملهم ونقله في دقائق معدودة إلى مؤسسات وشركات إعلامية متعاقدين معها أو نشره عبر منصات التواصل الإجتماعي ليشاهد العالم ما يجري في غزة.

ويبرز الناشط الفلسطيني عزام العجل الذي نزح إلى مجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفيات غزة أن الانترنت المحلي سيء ولا يتوفر معظم الوقت.

ويشير إلى أنه منذ حصوله على كود شريحة ((E-SIM)) أصبح يتواصل مع مشغليها بشكل دوري ويرسل مقاطع الفيديو والصور على مدار الساعة دون مصاعب تذكر.

وتتيح الشرائح الإلكترونية (E-SIM) خيار تنشيط خطة البيانات الخلوية لشبكة الهاتف المحمول، دون الحاجة إلى وجود بطاقة SIM فعلية.

كما تقدم نفس مزايا شريحة الاتصال التقليدية وتتبع شركة اتصالات من البلد الصادرة عنه، لكنها شريحة رقمية، تتألف من رمز يتم إدخاله في اعدادات الهاتف الذكي.

وتظهر الشريحة الرقمية عند استخدامه في قطاع غزة، على أي شبكة تظهر على الهاتف المتنقل، سواء كانت فلسطينية أو إسرائيلية أو مصرية من خلال تفعيل خدمة التجوال الدولي.

ومع ذلك، يشتكي مستخدمو الشرائح الالكترونية من أنها لا تعمل في جميع المناطق وبأن إشارتها عادة لا تعمل ولا يتم التقاطها إلا من مناطق مرتفعة مثل الأبراج والمنازل السكنية متعددة الطوابق.

ويقول أحمد الناجي، من سكان مدينة دير البلح، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه حصل على عدة شرائح الكترونية وتم تنشيطها على هاتفه النقال إلا أنه لم يستخدمها الا في أوقات انقطاع خدمات الانترنت من خلال التمركز فوق سطح منزله وهو ما قد يعرضه للاستهداف من الطيران الاسرائيلي.

ويضيف "أنا حقا أشعر بالخوف من ان يتم استهدافي خاصة في حال تم رصدي من الطائرات الإسرائيلية وفي حال اعتقد الجيش بأنني أقوم بتنفيذ عمل ما ضدهم، في حين انني أحاول التقاط الإشارة فقط".

لليوم الـ32 على التوالي، تنخرط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جولة عسكرية شرسة وذلك عقب شنها لهجوم عسكري على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، وقتلها لعدد من الإسرائيليين واسرها لعدد اخر منهم.

ومنذ ذلك الوقت، أعلنت إسرائيل حالة الحرب على قطاع غزة، منفذة آلاف من الغارات المكثفة التي استهدفت جميع مناحي الحياة في المنطقة، مخلفة آلاف من الضحايا جلهم من السيدات والأطفال، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة بغزة.

وما زاد الطين بلة، هو انقطاع خدمة الاتصالات والإنترنت عن غزة لحوالي 35 ساعة لأول مرة مساء يوم 27 أكتوبر الماضي، فيما تكرر الانقطاع مرتين لأقل من 12 ساعة كان أخرها قبل يومين.

وتزامن انقطاع تلك الخدمات في البداية مع بدء توغل القوات البرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة، وسط هجمات جوية وبرية ومدفعية غير مسبوقة ضد القطاع.

وعلى إثر ذلك، عاني 2.3 مليون فلسطيني من العزلة التامة دون أي اتصال مع بعضهم ومع العالم الخارجي، كما انقطع التواصل بين المؤسسات الطبية والإغاثية وطواقمها العاملة على الأرض داخل القطاع آنذاك.

وهذه العزلة التي فرضت انقطاع أخبار القطاع عن العالم، دفع الصحفية المصرية ميرنا الهلباوي المقيمة في القاهرة، وهي إحدى المبادرات لتوفير الخدمة للفلسطينيين في غزة.

وتقول الهلباوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه بعد محاولات عدة بينها، مطالبة الملياردير إيلون ماسك بتوفير خدمات الإنترنت الخاصة بشركة ((ستارلينك)) في غزة نجحنا في توفير تلك الشرائح لأشقائنا الفلسطينيين.

وأضافت في مقطع فيديو نشرته عبر منصة ((أكس)) "بدأنا ببطاقتي ((E-SIM)) تم شراؤهما من أوروبا وقمنا بتزويد كوديهما لصديقتين لنا في غزة، وبمجرد تأكدنا من تفعيلهما بدأت حملتنا من أجل ربط أهالي القطاع مع العالم".

ووفق الهلباوي فإن الأولية كانت للصحفيين والطواقم الطبية، لكن الآن عدد من يمتلكون تلك الشرائح وصل إلى 6 آلاف فلسطيني في القطاع.

ويرى خبراء أن استخدام الشرائح الإلكترونية ساهم في تعزيز حرية الصحافة والنشاط الحقوقي في قطاع غزة، كما ساعد في تحسين جودة التواصل بين الصحفيين والنشطاء داخل القطاع ومع العالم الخارجي.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مصطفى أبو السعود المقيم في غزة إن السلطات الإسرائيلية فشلت في تصدير روايتها للأحداث داخل قطاع غزة إلى العالم حتى الآن.

ويعتبر أبو السعود الذي امتلك أخيرا كود شريحة ((E-SIM)) لـ((شينخوا)) أن نجاح الفلسطينيين في التغلب على قطع خدمات الاتصالات والانترنت، قوض الخطة الإسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة في وقت سابق اليوم (الثلاثاء) ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع إلى 10328 جراء هجمات إسرائيل المتواصلة للشهر الثاني على التوالي، فيما قتل أكثر 1400 إسرائيلي بحسب مصادر إسرائيلية.

وخاضت إسرائيل وحماس أربع جولات من القتال كان أطولها العام 2014، واستمرت لحوالي 50 يوما وقتل خلالها أكثر من ألفي فلسطيني معظمهم من المدنيين، بينما قتل 70 إسرائيليا معظمهم من العسكريين خلال تلك الحرب.

صور ساخنة