بكين 6 نوفمبر 2023 (شينخوا) التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، في بكين اليوم (الاثنين)، قائلاً إن الصين وأستراليا تشرعان على المسار الصحيح لتحسين العلاقات.
وقال شي لرئيس الوزراء الزائر ألبانيز إن "هذا العام يوافق الذكرى الـ50 لزيارة رئيس الوزراء الأسترالي سابقا غوف وايتلام. زيارتكم هي رحلة لتقفي أثر التاريخ والتخطيط للمستقبل. وبفضل الجهود المشتركة للجانبين، استأنفت الصين وأستراليا التبادلات في مختلف المجالات وشرعتا على المسار الصحيح لتحسين العلاقات".
وأوضح شي أن الصين وأستراليا بلدان من منطقة آسيا-الباسيفيك وعضوان مهمان في مجموعة الـ20، وليس لديهما مظالم تاريخية أو تضاربات أساسية في المصالح، بل تتوفر كل الأسباب لكي يكونا شريكين في الثقة المتبادلة والإنجازات المتبادلة، داعيًا الجانبين إلى الحفاظ على الاتجاه الصحيح للعلاقات الثنائية في خضم التغيرات العميقة التي تحدث في العالم.
وقال شي إنه من منظور المصلحة الذاتية، فإن العالم صغير ومزدحم ومليء بالمخاطر والمنافسة طوال الوقت. ومن منظور المصير المشترك، فإن العالم واسع وشاسع ومليء بالفرص والتعاون في كل مكان. في خضم الأمواج العاتية للأزمة العالمية، لا تمتطي الدول أكثر من 190 قاربًا صغيرًا، ولكن بدلاً من ذلك تمتطي قاربا كبيرا بمصير مشترك.
وذكر أنه يتعين على الصين وأستراليا اتباع اتجاه العصر، والانطلاق من المصالح المشتركة للبلدين، والسعي نحو علاقات ثنائية تتسم بمعاملة بعضهما البعض على قدم المساواة، والسعي نحو أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا ونحو التعاون متبادل المنفعة، والدفع نحو شراكة استراتيجية شاملة بين الصين وأستراليا.
وقال شي إن هذا يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين، ويلبي التطلعات المشتركة لبلدان المنطقة، ويساعد المجتمع الدولي على الاستجابة بشكل أفضل للمخاطر والتحديات التي أحدثتها التغيرات التي لم نشهدها منذ قرن.
وشدد شي على أن الاقتصاد العالمي يواجه في الوقت الحالي عوامل مزعزعة للاستقرار وغير مؤكدة وغير متوقعة بشكل متزايد، وتواجه اقتصادات جميع البلدان تحديات كبيرة. وفي مواجهة بيئة خارجية معقدة، صمد الاقتصاد الصيني أمام الضغوط وحقق الاستقرار في حجمه، وتحسنت جودته أيضا.
وقال إن "تنمية الصين لا تزال تتمتع بأساس سليم والعديد من الظروف المواتية. ستجلب الصين، بتنميتها المطردة، يقينًا قيمًا للاقتصاد العالمي غير المؤكد. لا يمكن للصين أن تحقق التنمية بمعزل عن العالم، والعالم بحاجة إلى الصين من أجل تنميته".
وذكر شي أن مفاهيم "السياج العالي حول ساحة صغيرة" أو "فك الارتباط وقطع سلاسل الصناعة والإمداد" أو "إزالة المخاطر"، هي في الأساس حمائية تتعارض مع قوانين السوق وقوانين التطور العلمي والتكنولوجي واتجاه المجتمع البشري.
وأوضح أن الصين تتبع استراتيجية انفتاح مربحة للجميع وتسعى نحو نمط تنموي جديد وتعزز بشكل شامل بناء الدولة لتصبح قوية وتدعم تحقيق تجديد الشباب الوطني العظيم للأمة الصينية عبر مسار تحديث صيني النمط، ما يجلب فرصًا غير مسبوقة لأستراليا والبلدان الأخرى.
وقال شي إنه "يتعين على الصين وأستراليا تعزيز التفاهم والثقة المتبادلين من خلال التعايش السلمي وتحقيق التنمية المشتركة من خلال التعاون متبادل المنفعة".
ودعا شي الجانبين إلى إطلاق العنان لإمكانات اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وأستراليا، وتوسيع التعاون في المجالات الناشئة مثل تغير المناخ والاقتصاد الأخضر، وتدعيم نظام التجارة الحرة العالمي والإقليمي، وتوفير بيئة أعمال سليمة لاستثمار وتشغيل الشركات.
كما أوضح أنه يتعين على الحكومتين في البلدين دعم التبادلات بين المجلسين التشريعيين والأحزاب السياسية ومراكز الفكر والشباب والمناطق على المستوى المحلي وتسهيل السفر عبر الحدود وتعزيز التفاهم المتبادل والصداقة بين الشعبين، لتعزيز الدعم الشعبي للصداقة بين البلدين.
وقال شي إنه في منطقة آسيا-الباسيفيك، لا تنخرط الصين في تكتلات حصرية أو سياسة التكتلات أو المواجهة بين المعسكرات. لا تستطيع التكتلات الصغيرة حل التحديات الرئيسية التي تواجه العالم ولا التكيف مع التغيرات الجذرية في عالم اليوم. وحث على توخي اليقظة ومعارضة محاولات دفع المنطقة نحو الفوضى.
وقال شي إن "الصين مستعدة لتنفيذ المزيد من التعاون الثلاثي ومتعدد الأطراف مع أستراليا لدعم بلدان جنوب الباسيفيك في تعزيز مرونة التنمية، والتصدي لتغير المناخ والتحديات الأخرى، والحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة آسيا-الباسيفيك من خلال الانفتاح والشمول".
وقال ألبانيز إنه لشرف عظيم أن أجري زيارة رسمية إلى الصين في هذه المناسبة التاريخية للذكرى الـ50 لزيارة السيد وايتلام للصين. في السنوات الأخيرة، حققت الصين إنجازات ملحوظة في التخفيف من حدة الفقر وتحقيق التنمية. استفادت أستراليا والعالم بشكل كبير من تنمية الصين طويلة الأجل والمستقرة والمستدامة.
وذكر أنه يتعين على الجانبين احترام بعضهما البعض، والتعامل على قدم المساواة مع بعضهما البعض، وإفادة بعضهما البعض، والبقاء على تواصل، وتعزيز التفاهم والتعاون، وتحقيق نتائج مربحة لهما.
وقال إن الشعب الصيني له الحق في التنمية، وإنه متفائل دائمًا بشأن الاقتصاد الصيني.
نظرًا لأن أستراليا والصين لديهما أنظمة سياسية مختلفة، فمن الطبيعي حدوث خلافات لكن ينبغي عدم السماح لها بتحديد العلاقات. تتشارك أستراليا والصين في مصالح واسعة، والخيار الصحيح هو الحوار والتعاون.
وأوضح أن أستراليا تتمسك بسياسة صين واحدة، وهي على استعداد للعمل مع الصين لتعزيز التنمية المطردة للعلاقات الثنائية، وتقوية التبادلات الاقتصادية والتجارية، وتعزيز التعاون في الطاقة النظيفة وتغير المناخ، وتحقيق المزيد من المنافع للشعبين.
وأعرب عن استعداده لتعزيز الاتصالات مع الصين بشأن الشؤون الإقليمية، منها منتدى جزر الباسيفيك.