غزة 26 أكتوبر 2023 (شينخوا) تجاوزت حصيلة القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر الجاري سبعة آلاف شخص، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.
وشهد اليوم العشرين من أعنف جولة قتال بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الكشف عن اتصالات من وسطاء إقليميين لـ"صفقة تبادل أسرى واسعة النطاق" بين الجانبين.
وقدرت حماس أن ما يقرب من 50 من المحتجزين لديها قتلوا في هجمات إسرائيلية على قطاع غزة، بحسب ما أعلنته الحركة دون أن تورد أي تفاصيل إضافية.
وشنت حماس في السابع من الشهر الجاري هجوما غير مسبوق على إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى" بإطلاق آلاف القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل، وبموازاة تمت عمليات دخول غير مسبوقة لمقاتلين فلسطينيين داخل الأراضي الإسرائيلية ما أدى إلى مقتل 1400 إسرائيلي واحتجاز العشرات في غزة.
ومنذ ذلك الوقت، نفذ الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة آلاف الضربات الجوية والمدفعية التي استهدفت أحياء سكنية ومباني متعددة الطوابق مأهولة بالسكان في قطاع غزة.
-- الصحة في غزة ترد على تشكيك بايدن
ونشرت وزارة الصحة في غزة قائمة بأسماء 7028 قتيلا فلسطينيا ردا على تشكيك الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن أعداد من قضوا في غارات إسرائيل المتواصلة على القطاع.
وتلا المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة خلال مؤتمر صحفي تقريرا مطولا يتكون من 212 صفحة، ضم أسماء وأعداد قتلى قطاع غزة، جراء الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على حركة حماس والفصائل الفلسطينية.
وقال القدرة إن التقرير "لا يتضمن أسماء القتلى الذين ما زالوا تحت الأنقاض أو أولئك الذين دفنوا قبل وصولهم إلى المشافي"، مضيفا أن على العالم "أن يعرف بأسره حقيقة حرب الإبادة الجماعية في غزة".
وكان بايدن صرح من واشنطن أمس (الأربعاء) بأنه "لا يثق في صحة عدد القتلى الذي يعلنه الفلسطينيون" في قطاع غزة.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن من بين إجمالي القتلى 2913 طفلا و1709 سيدات و397 مسنا إضافة إلى أكثر من 18 ألف إصابة منذ السابع من الشهر الجاري.
-- نحو 2000 مفقود تحت الأنقاض في غزة
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة ارتفاع عدد المفقودين تحت أنقاض المباني والمنازل السكنية منذ السابع من الشهر الجاري إلى 1950 شخصا نحو نصفهم من الأطفال.
وذكرت الوزارة أن مسعفين انتشلوا 120 جثة من أسفل أنقاض مربع سكني تعرض لقصف إسرائيلي عنيف مساء أمس وسط مدينة غزة، فيما لا يزال 300 آخرون مفقودين تحت الأنقاض وسيستغرق انتشالهم أسبوعا.
وأعلن وزير الأشغال والإسكان الفلسطيني محمد زيارة أن إسرائيل دمرت نحو 200 ألف وحدة سكنية ما بين تدمير كلي وجزئي في هجماتها الجوية العنيفة على قطاع غزة.
فيما أعلن وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد عسيلي أن الاقتصاد الفلسطيني يخسر يوميا أكثر من 20 مليون دولار، متهما إسرائيل بتدمير ممنهج للبنية التحتية للاقتصاد في غزة.
-- اتصالات لصفقة تبادل
ومع تواصل القتال، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن إسرائيل أبلغت وسطاء استعدادها للنظر في "صفقة تبادل واسعة النطاق" للأسرى مع حركة حماس في غزة تؤدي إلى "إطلاق سراح عدد كبير" من الإسرائيليين.
وبحسب قناة (كان) العبرية، فإن حركة حماس تطالب بتكثيف الإمدادات الإنسانية وإدخال الوقود إلى غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين ووقف إطلاق نار في غزة لإبرام صفقة التبادل.
ونقلت القناة عن "مسؤول سياسي مطلع" على المحادثات التي ذكرت أنها تجري مع قطر ومصر ووسطاء آخرين، أن "الأمور تقترب من لحظة النضج، وسنعرف قريباً إلى أين تتجه".
ولم يصدر تعقيب من حماس لكنها أعلنت قبل ساعات من ذلك أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالاً مع رئيس المخابرات المصرية الوزير عباس كامل، تناولا فيه آخر التطورات المتعلقة بقطاع غزة.
ووفق بيان صدر عن حماس، فقد استعرض هنية مع كامل الجهود التي تبذلها مصر لضمان وقف إطلاق النار في غزة وإدخال الاحتياجات العاجلة للشعب الفلسطيني.
كما أعلنت حماس أن وفدا من قيادتها وصل إلى موسكو واجتمع مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف لبحث تطورات الأوضاع في غزة.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أنها تقدر أن ما يقرب من 50 من المحتجزين لديها قتلوا جراء الهجمات الجوية الإسرائيلية.
ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على تلك الأنباء، لكنه أعلن اليوم أن عدد الأشخاص المؤكد احتجازهم في قطاع غزة بلغ 224 منذ الهجمات التي نفذتها حماس على جنوب إسرائيل.
-- "أعمق" عملية توغل للجيش الإسرائيلي في غزة
ونفذ الجيش الإسرائيلي فجر اليوم (الخميس) "أعمق" عملية توغل بري على أطراف غزة في وقت أكد فيه أنه يقوم بإعداد المراحل القادمة من الحرب.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن رتلا من الدبابات وعربات مصفحة توغلت في أطراف شمال قطاع غزة وسط إطلاق نار وقذائف مدفعية باتجاه أطراف القطاع.
وقال الجيش إن قواته بقيادة "لواء غفعاتي" نفذت فجر اليوم عملية مداهمة مركزة في منطقة شمالي قطاع غزة من خلال الدبابات، كجزء من تهيئة الظروف في المنطقة تمهيدا للمراحل اللاحقة من القتال.
وذكر الجيش أنه في إطار النشاط رصدت القوات العديد من النشطاء الفلسطينيين واستهدفتهم، ودمرت البنى التحتية "الإرهابية" ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدروع ونفذت أعمالا لترتيب المنطقة، مشيرا إلى أن القوات غادرت المنطقة بعد استكمال المهمة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن المسافة التي توغلت إليها القوات هي "الأعمق" منذ بداية الحرب الحالية في غزة واستهدفت مهاجمة مواقع لحماس من داخل القطاع.
بموازاة ذلك، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الجيش "يقوم بإعداد المراحل القادمة من الحرب".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم أكثر من 250 هدفا في أنحاء متفرقة من قطاع غزة خلال الساعات 24 الماضية تضمنت ضرب "عدد من الخلايا والبنى التحتية ومنصات إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات".
ونشر الجيش مقطع فيديو يوثق غاراته على غزة، وقال إنه تمكن من "تصفية مجموعة من القادة والمسؤولين" في كتائب القسام التي لم تعقب على ذلك.
في المقابل، واصلت كتائب القسام هجماتها الصاروخية باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية "رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين" في قطاع غزة.
وقالت الكتائب في عدة بلاغات عسكرية إنها قصفت مدن تل أبيب وأسدود وعسقلان وبلدات محاذية لقطاع غزة برشقات صاروخية إلى جانب مهاجمة مواقع للجيش الإسرائيلي بقذائف الهاون.
ونشرت القسام مقطع فيديو يظهر إطلاق رشقات صاروخية باتجاه إسرائيل، فيما أعلنت أن مقاتليها استهدفوا طائرة مروحية إسرائيلية شرق البريج وسط قطاع غزة بصاروخ (سام 7).
-- قافلة خامسة من المساعدات لغزة
وعلى الصعيد الإغاثي، دخلت دفعة خامسة من الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة من دون أن تدخل أي كميات من الوقود الذي تشتد إليه الحاجة وتتصاعد التحذيرات من تداعيات نفاده بالكامل في المستشفيات ومؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية تسلمها قافلة تضم 12 شاحنة وتتضمن أدوية ومستلزمات طبية بالإضافة إلى حليب أطفال ومياه معدنية بالتنسيق مع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
لكن مسؤولين طبيين في غزة قالوا إن "المساعدات الطبية التي دخلت القطاع رغم محدوديتها لم تصل حتى اللحظة إلى مستشفيات القطاع"، وان "المطلوب إدخال الاحتياجات الدوائية الطارئة".
وحذرت بلدية غزة من أن تكدس نحو 16 ألف طن من النفايات ينذر بكارثة صحية وبيئية خطيرة "بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي طواقم البلدية من الوصول للمكب الرئيسي في منطقة جحر الديك شرق المدينة".
وقال بيان للبلدية إن كمية النفايات بلغت نحو 16 ألف طن يتم تجميعها حالياً في مركزين مؤقتين، وهناك مناطق لم يتم جمع النفايات منها بسبب صعوبة وخطورة الوصول إليها بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر.
وفرضت إسرائيل إغلاقا شاملا على قطاع غزة وقطعت كافة إمدادات الكهرباء والوقود والمواد الغذائية عن السكان، ولاحقا استهدفت معبر رفح مع مصر بغرض منع دخول أي إمدادات إنسانية.