القاهرة 26 أكتوبر 2023 (شينخوا) أكد دبلوماسيون وخبراء صينيون وعرب أهمية مبادرة الحزام والطريق في تعزيز التعاون المشترك، وبناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي.
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية نظمها معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية بالتعاون مع مركز التحرير للدراسات والبحوث اليوم (الخميس) تحت عنوان "التعاون العربي-الصيني ومبادرة الحزام والطريق" بمناسبة مرور 10 سنوات على إطلاق المبادرة، وانعقاد الدورة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي قبل أيام في بكين.
وأكد مدير معهد البحوث والدراسات العربية الدكتور محمد كمال أن مبادرة الحزام والطريق انعكست بشكل إيجابي على تعزيز العلاقات الصينية-العربية، بما يحقق الاستفادة المتبادلة والفوز المشترك للجانبين.
وأوضح كمال في كلمته أن المبادرة حققت بعد مرور عشر سنوات على انطلاقها، العديد من الإنجازات للدول الأعضاء المشاركة فيها، ومن بينها الدول العربية، وهو ما تم ترجمته في العديد من صور التعاون المشترك والدعم المتبادل.
ولفت إلى أن المبادرة تتكامل مع المبادرات التي طُرحت لاحقا وكذلك مع تجمع بريكس.
ونوه في هذا الصدد بدعوة كل من مصر والسعودية والإمارات للانضمام إلى بريكس اعتبارا من أول يناير 2024 في سابقة هي الأولى من نوعها أن تنضم ثلاث دول من منطقة جغرافية واحدة إلى التجمع، معتبرا أن ذلك يمثل إحدى ثمار التعاون الصيني-العربي المتنامي.
من جهتها، قالت الوزيرة المستشارة بسفارة الصين في القاهرة وانغ تسي جيوان إن مبادرة الحزام والطريق تعتبر رؤية مشتركة للبشرية تسعى إلى تحسين معيشة الشعوب للدول المشاركة.
وأضافت أن المبادرة تقوم على مبدأ ومفهوم رابح-رابح للجانبين، موضحة أن استراتيجية الصين قائمة على الانفتاح على كل دول العالم لا الانغلاق، والتعاون لا الهيمنة.
وأشارت وانغ في كلمتها إلى أن العلاقات العربية-الصينية عميقة وتاريخية، وتشهد تطورا مطردا ومتناميا خلال الفترة الأخيرة، لافتة إلى أن الدول العربية تعد شريكا استراتيجيا للصين، حيث أن هناك 21 دولة عربية وقعت على مبادرة الحزام والطريق.
ولفتت إلى إسهامات الصين في المشروعات التنموية بالدول العربية، وضربت أمثلة على ذلك بالمنطقة الاقتصادية بخليج السويس (تيدا) التي تتيح نحو 50 ألف فرصة عمل والقطار الكهربائي بمصر، ومشروع الفوسفات شرق الجزائر، وملعب لوسيل لكرة القدم في قطر، فضلا عن مشروعات الذكاء الاصطناعي وغيرها من المشروعات التنموية في كل الدول العربية، بجانب الانفتاح والتواصل والتعاون في المشروعات الثقافية.
من جانبه، أكد الأمين العام لاتحاد جمعيات الصداقة العربية-الصينية السفير علي الشريف أنه منذ تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، ولا سيما منذ أن أطلقت الصين مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، حقق التعاون الصيني العربي تقدما كبيرا وإنجازات مهمة في مختلف المجالات.
وأضاف الشريف، والذي شغل في السابق منصب سفير السودان ببكين، أن المبادرة شكلت منصة جديدة للتعاون الصيني-العربي وأضافت له زخما جديدا، ودفعت بتسريع التقارب الاستراتيجي بين الصين والدول العربية، ومواصلة تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري.
بدوره، ركز الأمين العام لغرفة التجارة المصرية-الصينية الدكتور ضياء حلمي الفقي على الفلسفة الحقيقية للمبادرة، والتي تتجاوز فكرة المصالح التجارية إلى بعد أعمق يرتبط بمفهوم العلاقة التشابكية والخيوط التي تربط بين عالم متعدد الأقطاب، ودور المبادرة في إصلاح النظام الدولي وعلاج الخلل القائم على الأحادية القطبية وتوسيع قاعدة المشاركة في اتخاذ القرار في النظام الدولي.
وقال الفقي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مبادرة الحزام والطريق اعادت التوازن لمصطلحات كادت أن تندثر وتسقط من قاموس العلاقات الدولية مثل الفوز المشترك والتعاون والتشارك، فلا يربح طرف على حساب خسارة طرف آخر، ولكن التعاون من خلال علاقة مربحة للطرفين.
وشددت رئيسة فريق قطاع التعاون الآسيوي بوزارة التعاون الدولي بمصر الدكتورة إيمان فخري على أهمية العلاقات الصينية-العربية، والعائد الاقتصادي الكبير من مبادرة الحزام والطريق، مؤكدة أن المبادرة ليست مجرد مبادرة تجارية فحسب، بل هي تنموية في المقام الأول وتتسم بالمرونة.
وأضافت إيمان فخري لـ ((شينخوا)) أن الشراكات الاستراتيجية بين الصين ودول المنطقة أعطت زخما كبيرا لمبادرة الحزام والطريق، مشيرة إلى أن هناك نحو 200 مشروع كبير بالمنطقة يجري تنفيذها في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وفي السياق، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة بيت الحكمة الدكتور أحمد السعيد أن مبادرة الحزام والطريق عملت على تحريك المياه الراكدة في التواصل الشعبي والإنساني والمعرفي بهدف بناء مجتمع مصير مشترك صيني-عربي.
وأشار إلى أن التعاون الصيني-العربي في إطار المبادرة ساهم بشكل كبير في تعزيز التواصل الصيني-العربي في العديد من الجوانب، خاصة في مجال التعليم وتدريس اللغة الصينية في المدارس والجامعات، فضلا عن التقارب الثقافي.