يثير الوضع الناجم عن الصراع ا الفلسطيني الإسرائيلي الحالي، مخاوف عالمية متصاعدة. ويضع الوضع الإنساني الخطير والخسائر البشرية الهائلة في صفوف المدنيين الضمير الإنساني على المحك. ويأمل المجتمع الدولي بشكل عام أن تبادر أطراف النزاع إلى وقف إطلاق النار والاقتتال في أقرب وقت ممكن، والعودة إلى مسار المفاوضات وخلق فرص للسلام وتجنب حدوث المزيد من المضاعفات للكارثة الإنسانية.
أمام وضع معقد وعاجل، يجب على جميع الأطراف أن تضع قيمة الحياة والضمير الإنساني في المقام الأول. ويجب ألا تتجاوز الأعمال العسكرية نطاق الدفاع عن النفس، وألا يتم فرض عقاب جماعي على السكّان، أو استخدام القوة بشكل عبثي. وعلى أطراف النزاع الالتزام بالقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ضمان سلامة المدنيين والمحتجزين، وفتح قنوات الإغاثة الإنسانية في أسرع وقت ممكن، ومنع تفاقم الكوارث الإنسانية.
لقد أثبت تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مراراً بأن الوسائل العسكرية لا تجدي نفعا، وأن استخدام العنف العبثي لن يدفع إلا نحو دوامة مستمّرة من العنف. ولذا، يتعين على أطراف الصراع في الوقت الحالي، ممارسة ضبط النفس، والوقف الفوري لعمليات إطلاق النار، ووقف الاقتتال والمبادرة إلى فتح قنوات الحوار. كما يجب على جميع الأطراف المعنية في المنطقة ملازمة ضبط النفس، والتمسك بالموضوعية والحياد، والعمل على عدم تصعيد الصراع، وتجنّب المزيد من المضاعفات على الأمن الإقليمي والدولي. وينبغي على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات تحمي المدنيين وتعزز محادثات السلام. فبدون وقف شامل لإطلاق النار، لن يكون أي قدر من المساعدات الإنسانية مفيدًا. وإذا سُمِح للحرب الحالية في غزة بالاستمرار، فإن النتيجة النهائية لن تكون انتصاراً عسكرياً كاملاً لأي من الجانبين، بل كارثة إنسانية واسعة النطاق وأزمة أكثر خطورة.
شهدت السنوات الأخيرة تغيرات كثيرة على الساحة الدولية والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، أدّت إلى تهميش القضية الفلسطينية، والفشل في التعامل معها وعدم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة. فيما جاءت الحرب الدائرة حاليا لتذكّر المجتمع الدولي بأن القضية الفلسطينية تبقى دائما جوهر قضية الشرق الأوسط. وإذا لم يتم حل هذه القضية بشكل عادل ومعقول، فسوف يكون من المستحيل تحقيق السلام الدائم في كامل المنطقة.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، هو قضية طويلة ومعقّدة، تراكمت منذ زمن طويل وتشابكت فيها الخلافات الإقليمية والعرقية والدينية. لكن السبب الرئيسي وراء صعوبة التوصل إلى حل لهذا الصراع، هو تجاهل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلّة، وعدم حماية حقّه في البقاء وتناسي حقّه في العودة. والفلسطينيون لديهم الحق في إقامة دولتهم، مثلما لدى إسرائيل الحق في ذلك. إذ يبقى تفعيل "حل الدولتين" في أسرع وقت ممكن، ووضع جدول زمني وخريطة طريق لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، هو الحل الجوهري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
يشير "حل الدولتين" الذي أقره المجتمع الدولي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تتمتع بسيادة كاملة. ويدعم المجتمع الدولي بشكل عام الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في استئناف محادثات السلام وتحقيق التعايش السلمي على أساس مبدأ "الأرض مقابل السلام"، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة و"حل الدولتين". وعلى الرغم من وجود خلافات بين الجانبين فيما يتعلق بهذا التمشّي، إلا أن حل الدولتين لا يزال الحل التوافقي الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولن يتسنى حل هذا الصراع وإحلال السلام الحقيقي في الشرق الأوسط إلا عندما يتم تنفيذ "حل الدولتين" بشكل حقيقي.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تقف الصين دائما إلى جانب السلام والعدالة والقانون الدولي، وإلى جانب الأمل المشترك لأغلبية الدول والضمير الإنساني. كما تعمل الصين حاليا على التواصل والتنسيق مع الأطراف المعنية لمنع اتساع دائرة الحرب وتجنب الكوارث الإنسانية. وستواصل تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة لقطاع غزة عبر الأمم المتحدة والقنوات الثنائية. وتدعم الصين كافة الجهود التي تساعد على دفع تنفيذ "حل الدولتين"، والسعي إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وتحقيق التعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل.
حماية السلام والحق في الحياة، هي المسؤولية المشتركة لجميع البلدان المحبة للسلام والقائمة على العدالة. وفي مواجهة الانتشار المستمر للصراعات والكوارث الإنسانية المتزايدة الخطورة، يتعين على الدول الكبرى على وجه الخصوص الالتزام بالموضوعية والحياد، وتعزيز الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، والمطالبة بوضوح بتنفيذ حل الدولتين، بما يضع حدا للصراع، ويحفظ السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.