بكين 21 أكتوبر 2023 (شينخوانت) في السنوات العشر الماضية التي انقضت منذ طرح الصين مبادرة "الحزام والطريق"، لم تحقق هذه المبادرة فوائد لشعوب الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" فحسب، بل دفعت العالم أيضا لتبني تحقيق مفهوم الازدهار المشترك وبناء المصير المشترك للبشرية. وخلال هذه الفترة، عمل عدد كبير من الشباب في المؤسسات ذات التمويل الصيني بجد في الخارج، وأسهموا من خلال جهودهم الدؤوبة في بناء "الحزام والطريق"، حيث لمسوا عن قرب الارتباط الشعبي بين الصين وهذه الدول وأظهروا صورة الشباب الصينيين على المسرح العالمي.
وفي عام 2014، مدفوعا بحلم "بناء الحزام والطريق وجعل الحياة مثيرة بلا حدود"، تخلى لي يوان هوي، الخريج الجامعي، طواعية عن مؤهل الدراسات العليا الذي رشحته الجامعة لنيله بالخارج، وكرس نفسه للإنشاءات الهندسية في الخارج. وبعد ما يقرب من عشر سنوات من العمل في الخارج، حقق هذا الشاب الصيني الآن حلمه. وفي يوليو 2014، بعد تخرجه في جامعة الصين للتعدين والتكنولوجيا، التحق لي يوان هوي بالعمل في مجموعة هندسة السكك الحديدية الصينية، وسافر إلى جمهورية الكونغو في أفريقيا، وبدأ حياته الجديدة في الخارج. وفي موقع البناء، بدأ الشاب الصيني عمله من القياس وتحديد الموقع إلى فحص واستلام قوالب الصلب إلى اختبار الخرسانة، وكان مشغولا للغاية كل يوم. وفي أوقات فراغه، استغل أيضا عطلات نهاية الأسبوع لمواصلة تعلم اللغتين الانجليزية والعربية، وسرعان ما ارتقى من عامل مبتدئ إلى فني ناضج يمكنه الخروج بمفرده والتواصل باللغة الانجليزية واللغة العربية لتوجيه فرق البناء المحلية.
وفي سبتمبر عام 2017، جاء لي يوان هوي إلى مشروع الحي التجاري المركزي بالعاصمة الإدارية الجديدة لمصر وبدأ مسيرة عمل خارجية جديدة. وعلى الرغم من أن لديه بالفعل بعض الخبرة العملية في الخارج، إلا أن الوضع المحلي لا يزال يفاجئه. وتذكر أنه عندما خرج من المطار، لم يرَ شيئا سوى الرمال الصفراء حوله، وكان ذلك مختلفا تماما عما تخيله من قبل، لكنه لم يحنِ الرأس في مواجهة الصعوبات. وفي المرحلة الأولى من المشروع، كان مسؤولا بشكل أساسي عن أعمال العقود الخاصة بالمشروع التي تشمل تقديم عرض أسعار لمورِد المشتريات والقيام بالمشتريات المحلية. ويرى أنه لتنفيذ مشاريع خارجية، فمن الضروري الاندماج بشكل فعال مع سوق البناء المحلي وفهم القواعد المحلية. وبالاعتماد على القدرة الجيدة على التكيف والتعلم، وخبرته المكتسبة، أصبح الشاب الصيني مندوب مبيعات متميزا، وقد فاز أيضا بميداليات ذهبية فردية في مسابقة المعرفة التجارية لمجموعة هندسة السكك الحديدية الصينية.
وبالإضافة إلى أعماله اليومية، يشرف لي يوان هوي أيضا على الأنشطة الشبابية في المشروع. ومن أجل مساعدة الشباب في المشروع على تطوير مهاراتهم والتحول إلى مواهب، نفذ الشاب الصيني بنشاط نظام "المعلم المزدوج"، مما أتاح للمعلمين الصينيين ذوي المهارات المتميزة والخبرة الغنية أن يكونوا مدرسين محترفين، وأما المعلمون المصريون الذين يجيدون اللغة الإنجليزية والعربية، فيعملون كمدرسين للغة في التواصل، حتى يتمكن شباب البلدين من إجراء التبادلات والتفاعل، وقد حقق هذا النظام نتائج جيدة للغاية. وفي الوقت الحالي، يعمل في المشروع حوالي 800 شاب صيني ومصري، وينظم لي يوان هوي شباب صينيين ومصريين للقيام بأنشطة معا خلال الأعياد التقليدية في الصين ومصر، مثل تنظيمهم لإعداد طعام الفطائر المحشوة الصيني المعروف بـ"الجياوزي" خلال عيد الربيع الصيني، والافطار مع الشباب المصريين في شهر رمضان. ومن خلال هذه التبادلات، يتعرف الشباب المصريون والصينيون على بعضهم بعضا بشكل أفضل.