مقالة : توفير مياه الشرب المأمونة لشركاء مبادرة الحزام والطريق

بكين 13 أكتوبر 2023 (شينخوا) "نتمنى أن تباركك الجوهرة الثلاثية!"

في أبريل من هذا العام، تلقى وي يوان سونغ، أستاذ من مركز أبحاث العلوم البيئية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، مباركة صادقة من القرويين في سريلانكا حيث يُنظر إلى الجوهرة الثلاثية في البوذية على أنها لا تقدر بثمن في العالم.

أما بالنسبة لـ لي شيويه يوان، وهو مهندس من شركة تايدلاين لاستغلال مياه الأمطار ومقرها بكين، فإن جوز الهند يذكره دائما بصديق في سريلانكا.

في يوم حار من عام 2017، قرر عامل محلي تسلق شجرة لجلب ثمرة كبيرة من جوز الهند لـ لي، بينما كان لي وزملاؤه يقومون بتركيب مرافق لتنقية المياه في قرية بالقرب من أنورادابورا، وهي مدينة قديمة مقدسة في سريلانكا.

منذ ما يقرب من عقد من الزمان، يقوم الخبراء والمهندسون الصينيون مثل وي و لي وشركاء من البلدان المشاركة في مبادرة الحزام والطريق ببناء مشاريع إمدادات المياه لتوفير مياه الشرب الآمنة لكثير من الناس ومنع انتشار الأمراض المنقولة عن طريق المياه.

تعاني سريلانكا من مرض مزمن في الكلى لأسباب غير معروفة. وتشتبه السلطات المحلية في أن السبب الرئيسي لانتشار مرض الكلى في الدولة الجزرية هو نقص مياه الشرب النظيفة.

في هذا السياق؛ قال القرويون من مجتمع نيلديا السكني في رسالة إلى وي: "يسعدنا إبلاغكم بأن عدد مرضى الكلى هنا قد انخفض، وتم توفير فرص عمل لبعض القرويين".

في الأيام القليلة الأولى بعد تركيب أجهزة تنقية المياه في سبتمبر 2018، اشترى القرويون المحليون يوميا 600 لتر فقط من المياه النقية التي خرجت من الأجهزة بعد عمليات التنظيف. وبحلول مارس من هذا العام، ارتفعت الكمية إلى 7500 لتر يوميا، وهو "دليل واضح على حماس الناس وثقتهم في هذه الآلة"، حسبما جاء في الرسالة.

أطلقت الأكاديمية الصينية للعلوم برنامجا للمركز المشترك بين الصين وسريلانكا لبحوث وعرض تكنولوجيا المياه في عام 2015. ومنذ ذلك الحين، قد تم إنجاز عدة مشروعات لمياه الشرب المأمونة في سريلانكا. على سبيل المثال، تم بناء العمل المدني لمحطة أتاناجالا لإمدادات المياه، في مايو 2022، وهي واحدة من أكبر مشروعات التعاون بين الصين وسريلانكا. ومن المتوقع أن يزود المشروع أكثر من 600 ألف ساكن بمياه الشرب النظيفة.

في قيرغيزستان، كان عدم الحصول على مياه الشرب المأمونة قد أدى إلى زيادة معدلات التهاب الكبد والتيفويد والملاريا.

طور باحثون من معهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم نوعا من محطة متكاملة لتنقية المياه بشكل خاص لقيرغيزستان. حتى الآن، تم إنشاء 11 محطة مماثلة في هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى لتزويد حوالي 20 ألف من السكان المحليين بمياه الشرب الآمنة والنظيفة.

كما تم بناء 19 محطة لرصد النظم الإيكولوجية والبحوث في جميع أنحاء آسيا الوسطى، بما في ذلك أربعة بلدان في آسيا الوسطى وأيضا في إيران ومنغوليا.

من جانبها؛ قالت غولشات علييفا، وهي ممرضة في دار رعاية سرافيموفكا السفلى في قيرغيزستان لوكالة أنباء شينخوا في مقابلة أجريت معها مؤخرا: "منذ أن بدأت المياه النظيفة في التدفق، تخلصنا من الزحار. لم نعد نعاني من الإشريكية القولونية. جميع المياه المنزلية نظيفة. يمكن ملاحظة صفاء المياه عندما تفتح الصنبور".

وبدوره؛ قال لي ياو مينغ، مدير مركز آسيا الوسطى للبحوث الإيكولوجية والبيئية (بيشكيك) التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، إن منطقة شينجيانغ الصينية ودول آسيا الوسطى، بما في ذلك قيرغيزستان، حيث تشترك في سمات جغرافية مشتركة من حيث انتشار الجبال والأنهار المترابطة.

وتابع لي قائلا: إنه "يتم تقاسم بعض مواردنا المائية، لذلك يجب أن نتعاون في إدارة هذه الموارد المائية واستخدامها وتنميتها بمسؤولية"، مؤكدا "أن توفير مياه الشرب النظيفة والبنى التحتية للبناء مثل الخزانات وأنظمة الري هي بالفعل مسؤوليات مشتركة".

في الوقت نفسه، لا تعتبر الأكاديمية الصينية للعلوم سلامة مياه الشرب الهدف الأساسي لأبحاثها فحسب، بل تعتبر تدريب المتخصصين في المياه من واجباتها.

خلال جائحة كوفيد-19، وجه وي طلابه في سريلانكا لإجراء أبحاث ميدانية وجمع البيانات في تلك الدولة، حيث كان يعقد هو وطلابه مؤتمرات عبر الفيديو أسبوعيا لمناقشة التقدم المحرز في البحث.

من جانبها؛ قالت سوجيثرا كي ويراغودا، مديرة مشروع منحة الأبحاث بين الصين وسريلانكا: "يساعد عمل وي أيضا في تنمية سريلانكا، حيث يعمل على توجيه الطلاب السريلانكيين ويريد تدريبهم ليصبحوا العمود الفقري لأبحاث المياه في سريلانكا".

وبدوره؛ قال سلامات ألامانوف، أستاذ قيرغيزي في مركز آسيا الوسطى للبحوث الإيكولوجية والبيئية (بيشكيك) التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، إن خبراء قيرغيزستان سافروا إلى الصين لفحص تشغيل نظام تنقية المياه. وقد توصلوا إلى اتفاق مع الأكاديمية الصينية للعلوم للعمل معا.

وأضاف وي أن الصين وسريلانكا دولتان ناميتان، والتعاون القائم على المساواة والاحترام المتبادل هو أفضل طريقة للبلدين لبناء الثقة المتبادلة.