غزة 12 أكتوبر 2023 (شينخوا) تزايدت أعداد القتلى في قطاع غزة اليوم (الخميس) مع استمرار هجمات سلاح الجو الإسرائيلي فيما واصلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل أخرى إطلاق رشقات صاروخية باتجاه مدن إسرائيلية رئيسية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة مقتل 1537 منهم 500 طفل و276 سيدة وإصابة 6612 آخرين بجروح منذ بدء الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على القطاع يوم السبت الماضي.
واتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الجيش الإسرائيلي بارتكاب قرابة 30 "مجزرة" ضد عائلات بقصف منازلها فوق رؤوس قاطنيها، ما تسبب في مقتل أكثر من 220 شخصا أغلبهم من النساء والأطفال.
وبحسب إحصائيات محلية فلسطينية، دمرت هجمات إسرائيل 752 مبنى سكنيا بواقع 2835 وحدة بصورة تدمير كلي، و32000 وحدة بها ضرر بليغ منها 1791 وحدة غير صالحة للسكن، بينما تم تدمير 42 مقرا حكوميا وعشرات المرافق والمنشآت العامة.
وتضررت 89 مدرسة في الهجمات الإسرائيلية منها 9 لم تعد صالحة للعمل، فيما جرى هدم 11 مسجدا ولحق الدمار بعشرات المساجد ودور العبادة منها 7 مساجد وكنائس أثرية قديمة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن عملياته في قطاع غزة التي حملت اسم "السيوف الحديدية" في قطاع غزة، تأتي ردا على "هجوم" غير مسبوق يوم السبت الماضي نفذه عناصر من حماس وحمل اسم "طوفان الأقصى".
وتصدر البحث عن ضحايا من تحت ركام مباني ومنازل سكنية دمرت بفعل هجمات إسرائيل المكثفة المشهد في قطاع غزة، وفق شهود عيان محليين.
وبحسب الإذاعة العبرية، فإن سلاح الجو الإسرائيلي استهدف قطاع غزة بـ6 آلاف قنبلة تزن 4 آلاف طن، بالإضافة إلى استهداف أكثر من 3600 هدف، منذ إطلاقه عملية "السيوف الحديدية".
في المقابل، قتل 1300 شخص في إسرائيل وأصيب نحو 4 آلاف آخرين بجروح منهم 28 في حالة حرجة و382 في حالة خطيرة.
واستمرت محاولات انتشال الجثث في البلدات والقرى جنوب إسرائيل.
وذكرت الاذاعة العبرية نقلا عن مصادر إسرائيلية أن عملية تحديد الهوية كانت بطيئة بسبب حالة الجثث.
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي في بيانات منفصلة، استهداف مدن تل أبيب وعسقلان وأسدود وبئر السبع وبيت شيمش غرب القدس إلى جانب بلدة سديروت بعشرات الصواريخ.
-- الخدمات الصحية مهددة
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن المستشفيات في غزة تواجه "خطر التحول إلى المشارح" مع فقدانها لطاقتها وسط تصاعد العنف والحصار الإسرائيلي للقطاع.
وصرح المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة بأن الخدمات الصحية في القطاع مهددة بالانهيار ودخلت مرحلة حرجة، جراء تشديد الحصار واستمرار الهجمات.
وقال القدرة إن الأدوية والمستهلكات الطبية والوقود على وشك النفاد، وإن المستشفيات في حال إشغال تام لقدراتها السريرية، والجرحى والمرضى باتوا يفترشون الأرض.
وأضاف أن الوضع الصحي بات لا يحتمل الصمت، ويجب التحرك العاجل لتوفير ممر آمن للإمدادات الطبية ومغادرة الجرحى والمرضى قبل فوات الأوان.
وانقطعت الكهرباء عن قطاع غزة بشكل كامل بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل بسبب نفاد الوقود ومنع إسرائيل إدخال أي كميات منه إلى القطاع المحاصر بشكل كلي.
-- نزوح مستمر
بدورها، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن 340 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم في قطاع غزة جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.
وقالت الأونروا في بيان إن 218.600 نازح داخلي يقيمون في 92 مدرسة تابعة لها إضافة إلى تواجد العديد من النازحين في المدارس الحكومية والمباني الأخرى فيما يعانون من نقص الإمدادات الإنسانية.
وأشارت الوكالة الدولية إلى تضرر أحد المراكز الصحية التابعة للأونروا في منطقة غزة جراء الغارات الجوية اليوم، ما يرفع العدد الإجمالي للمنشآت المتضررة إلى 21 منشأة منذ يوم السبت الماضي.
وفرضت إسرائيل الاثنين إغلاقا شاملا على قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من مليوني و200 ألف نسمة، بما في ذلك منع إمدادات الكهرباء والوقود، إضافة إلى الاحتياجات الإنسانية والماء.
وفي إسرائيل صادقت الجهات الحكومية على خطة إخلاء لسكان بلدة سديروت.
وقالت الإذاعة الاسرائيلية إنه من المحتمل أن تتم الموافقة قريبًا على خطة لإجلاء السكان في جنوب البلاد على بعد 4 إلى 7 كيلومترات من قطاع غزة.
-- تحركات سياسية
ووصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل واجتمع مع كبار المسؤولين فيها، لبحث تطورات الأوضاع مع قطاع غزة، على أن يقوم بجولة إقليمية للغرض ذاته.
وأعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ أن الرئيس محمود عباس سيلتقي بلينكن في العاصمة الأردنية عمان غدا في مسعى لوقف جولة القتال في قطاع غزة.
واجتمع عباس عصر اليوم مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان وبحثا سبل وقف "العدوان" على قطاع غزة، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ودعا عباس إلى الوقف الفوري "للعدوان الشامل على أبناء شعبنا وتقديم المساعدات الإنسانية الطبية والإغاثية وتوفير المياه والكهرباء وفتح ممرات إنسانية عاجلة" في قطاع غزة.
وأكد رفض الممارسات التي تتعلق بقتل المدنيين أو التنكيل بهم من الجانبين لأنها "تخالف الأخلاق والدين والقانون الدولي"، داعيا إلى إطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين.
في هذه الأثناء، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية من قيام إسرائيل باجتياح بري لقطاع غزة كون ذلك "ستكون له نتائج كارثية وسيؤدي إلى مجازر بحق سكان غزة".
وأكد اشتية أن الأولوية الأولى الآن بالنسبة للقيادة الفلسطينية هي وقف "العدوان" على قطاع غزة، مشيرا إلى أن مئات الأطفال والنساء والأبرياء قتلوا تحت ركام الهدم.
-- المصادقة رسميا على حكومة حرب إسرائيلية
وصادق الكنيست (البرلمان في إسرائيل) على تشكيل حكومة طوارئ لإدارة الحرب بأغلبية 66 عضوا من أصل 120 عضوا.
وفي خطاب له أمام له الكنيست، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطاب له، إن "وحدة الشعب هي قوة مضاعفة، وحكومة الطوارئ تأتي انطلاقا من المسؤولية الوطنية لنقل رسالة قوة هائلة على الصعيدين الخارجي والداخلي".
وأضاف "أيام صعبة تنتظرنا لكننا لن نرتدع ولن نستسلم، أنا متأكد من أننا سنخرج من حرب السيوف الحديدية أقوى من أي وقت مضى".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه حدد القضاء على حماس في غزة كهدف للحرب المستمرة على غزة، واستهدف كبار قادة الحركة بغارات جوية على الجيب المحاصر وتسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
واعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي في بيان، أن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار وقيادة الحركة "رجال ميتون يمشون".
وحشدت إسرائيل 360 ألف جندي احتياطي على الحدود مع غزة خلال الأيام الماضية، مما أثار تقديرات بأنها ستشن هجوما بريا على القطاع.