الدوحة 10 أكتوبر 2023 (شينخوا) أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري اليوم (الثلاثاء) أن الاتصالات القطرية ما تزال مستمرة مع مسؤولين في المنطقة والعالم لخفض التصعيد في الأراضي الفلسطينية، لكن الوقت مبكر للحديث عن وساطة مباشرة نظرا لتعقد الوضع على الأرض.
وقال الأنصاري اليوم في إحاطة إعلامية أسبوعية للوزارة، إن قطر تتابع ببالغ الأسف التصعيد الخطير والتطورات التي تجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإن الاتصالات القطرية بدأت منذ اليوم الأول وما تزال مستمرة على أعلى المستويات مع مختلف المسؤولين في المنطقة والعالم.
وأوضح الأنصاري أن الاتصالات تجيء من أجل التنسيق حيال هذه التطورات وتنسيق الجهود الإقليمية والدولية والنظر في إمكانية التدخلات الإقليمية والدولية في إطار خفض التصعيد، بحسب الموقع الإلكتروني للخارجية القطرية.
وأضاف أن قطر سبق وقامت بأدوار لخفض التصعيد بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل معتمدة في ذلك على قدرتها على التواصل بسرعة وبشكل مستمر ومباشر بين مختلف الأطراف، لكن هذه الأزمة تختلف عن سابقاتها فهي لا تعد مجرد تصعيد بل حرب شاملة، على حد وصفه.
وأفاد بأن الوقت مبكر للحديث عن وساطة مباشرة نظرا لتعقد الوضع على الأرض، غير أن التنسيق مستمر مع مختلف الدول الأطراف لوقف نزيف الدم وعدم توسع الأزمة أكثر مما هي عليه.
وأشار إلى أن بلاده دعت إلى وقف القتال والتصعيد وصولا إلى التهدئة على أن يتم ذلك على جميع المحاور وبأسرع وقت وأن يتم تجنيب المدنيين تبعات القتال الدائر هناك.
وذكر أن الدوحة خلال الاتصالات التي أجرتها أكدت على الأولويات من وجهة النظر القطرية وعلى رأسها وقف القتال وإنهاء إراقة الدماء وتحرير الأسرى والتأكد من احتواء هذا الصراع بحيث لا يمتد ويتحول إلى صراع إقليمي أوسع، محذرا من أن توسع دائرة الصراع قد يكون له عواقب وخيمة على المنطقة بشكل عام.
وجدد الأنصاري تأكيد موقف بلاده الثابت حيال القضية الفلسطينية وأن الضمانة الوحيدة لتحقيق سلام مستدام هي الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية في إطار المبادرة العربية وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على أن غياب الحل الفلسطيني سيكون دائما مرافقا لغياب السلام في هذه المنطقة، وعليه فلابد أن يكون هناك حل عادل وشامل وعلى المجتمع الدولي أن يضغط باتجاه أن يتم تطوير هذا الحل وأن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم بشكل نهائي.
وفي الشأن الفلسطيني أيضا، أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا مساء اليوم مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على ما أفاد الديوان الأميري القطري في بيان.
وجرى خلال الاتصال استعراض علاقات التعاون الثنائية بين البلدين وأوجه تعزيزها وأبرز المستجدات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، خاصة ما يتعلق بتطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، تبعا للبيان.
وكان أمير قطر قد بحث الأحد الماضي خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية وسبل خفض التصعيد والتهدئة، بحسب بيان سابق للديوان.
وأكد الشيخ تميم للرئيس عباس أن حقن دماء المدنيين وتجنيبهم تداعيات النزاع وتخفيض التصعيد يمثل أولوية لبلاده التي تبذل كافة مساعيها الدبلوماسية مع مختلف الأطراف المعنية لتحقيق هذا الهدف، مجددا الدعوة إلى التهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
بدوره، أجرى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني العديد من الاتصالات مع وزراء الخارجية في كل من السعودية والإمارات والأردن ومصر وتركيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
واستهدفت اتصالات رئيس مجلس الوزراء بحث حلول لهذه الأزمة وتنسيق الجهود وتبادل وجهات النظر وتعزيز نقاط الاتفاق لإنهاء إراقة الدماء، وفق ما ذكره الأنصاري.
وتأتي هذه المساعي، بعدما أطلقت حماس صباح السبت الماضي وفي آخر أيام عيد العرش اليهودي هجوما مباغتا غير مسبوق ضد إسرائيل تضمن إطلاق آلاف القذائف الصاروخية وتنفيذ هجوم بري وبحري غير مسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية.
وردا على ذلك، أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية" ضد حماس، فيما أعلنت حالة الحرب للمرة الأولى منذ 50 عاما بعد حرب يوم الغفران العام 1973.
وفي إطار العملية الإسرائيلية، شنت طائرات حربية من سلاح الجو مئات الهجمات على قطاع غزة، ما أسفر عن تدمير هائل وقتلى وإصابات بين المدنيين.