رام الله 6 أكتوبر 2023 (شينخوا) أصيب 78 فلسطينيا بجروح وحالات اختناق اليوم (الجمعة) في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في أعقاب تشييع جثمان شاب قتل في مواجهات وقعت في بلدة حوارة شمال نابلس في الضفة الغربية التي تشهد تصاعدا متزايدا في العنف منذ بداية العام الجاري.
وقال مسؤول إسعاف الهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن 78 فلسطينيا أصيبوا بالرصاص والأعيرة المعدنية والغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع الجيش الاسرائيلي في البلدة.
واندلعت المواجهات عقب تشييع جثمان الشاب لبيب ضميدي (19 عاما) الذي قتل ليلة أمس في مواجهات وقعت بين مستوطنين إسرائيليين وسكان فلسطينيين.
وقالت مصادر فلسطينية لـ((شينخوا)) إن مسيرة غاضبة انطلقت في حوارة عقب مواراة جثمان الشاب ضميدي الثرى في مقبرتها الرئيسية، وسط تواجد مكثف لقوات الجيش الإسرائيلي مما أدى إلى تجدد المواجهات.
ورشق الشبان الفلسطينيون القوات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة والفارغة وأشعلوا إطارات السيارات، فيما ردت القوات بإطلاق الرصاص الحي والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب المصادر.
وقالت الإذاعة العبرية العامة إن قوات الجيش أغلقت محاور البلدة أمام حركة السير لعدة ساعات من أجل الحفاظ على الأمن، مشيرة إلى حالة من الغضب في البلدة بسبب اتهامات الفلسطينيين بتزايد هجمات مستوطنين.
وتشهد البلدة منذ بداية العام هجمات عنيفة نفذها فلسطينيون ضد مستوطنين إسرائيليين يقطنون في محيط المنطقة وعمليات انتقامية شنها المستوطنون والجيش الإسرائيلي لملاحقة المنفذين.
وقال القائم بأعمال محافظ نابلس في السلطة الفلسطينية غسان دغلس لـ((شينخوا)) إن حالة من الغضب تسود البلدة جراء تصاعد هجمات المستوطنين، مضيفا أن ما يجري في البلدة هو ضوء أخضر من المستوى السياسي في إسرائيل للمستوطنين بإطلاق النار على الفلسطينيين.
وتابع دغلس أن الضميدي قتل برصاص مستوطن عندما كان متواجدا أمام منزله، مشيرا إلى أن قوة من الجيش والشرطة الإسرائيلية رافقت المستوطنين أثناء الهجوم على البلدة بينما كانوا يحرقون ويطلقون النار ويغلقون الطرق.
واعتبر دغلس أن ما يجري "تصعيد خطير" ضد سكان المنطقة، محذرا من تزايد الهجمات من قبل المستوطنين في الفترة المقبلة.
من جهته أفاد الجيش الاسرائيلي في بيان أن الشاب قتل "برصاص قوة من الجيش وليس من قبل مدنيين إسرائيليين" كانت تتعرض لرشق بالحجارة من قبل سكان في البلدة.
وأوضح متحدث باسم الجيش في تصريح نقلته الإذاعة العبرية أن قوة من الجيش تدخلت لفض مواجهات وقعت بين فلسطينيين وإسرائيليين ليل الجمعة في منطقة حوارة، وتابع أن القوة أطلقت النار وأصابت فلسطينيا رشق حجارة على مركبة إسرائيلية.
من جهته أدان رئيس الوزراء محمد اشتية في بيان مقتل الشاب، وقال إنه "أُعدم برصاص المستعمرين خلال دفاعه عن بيته الذي هاجمه عشرات المستعمرين".
ودعا اشتية المؤسسات الحقوقية والدولية للتدخل لوقف "الإرهاب المنظم الذي تمارسه عصابات المستعمرين بالشراكة مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، ضد سكان بلدة حوارة".
واعتقل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 12 فلسطينيا من البلدة بحسب ما أفاد نادي الأسير الفلسطيني وهو منظمة غير حكومية.
ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة أمنية بعد غد (الأحد) حيث ستعرض عليه سبل مكافحة "الإرهاب" في ظل استمرار "الاعتداءات" في الضفة الغربية، بحسب إذاعة الجيش.
وذكرت الإذاعة أن نتنياهو أوعز الجهات الأمنية بتسريع وتيرة شق طريق التفافي حول حوارة وتبكير موعد افتتاحه.
واعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير أنه "من غير الممكن أن يتم إغلاق محور مركزي في شمال الضفة أمام حركة الإسرائيليين لساعات طويلة عشية عيد فرحة التوراة بسبب جنازة مخرب"، وفق ما نقلته الإذاعة.
ودعا إلى وضع حد لعمليات "التخريب والإرهاب الفلسطيني المستمر في مدينة حوارة".
بدورها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، تصريحات بن غفير، معتبرة إياها عملية "تحريض للمستوطنين لارتكاب جرائم قتل بحق الفلسطينيين".
وفي سياق متصل، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق جراء قنابل غاز مسيل للدموع أطلقها جنود إسرائيليون عليها خلال مواجهات أسبوعية في قرية بيت دجن شرق نابلس، وقرية كفر قدوم شرق مدينة قلقيلية، بحسب ما أفاد منسق المقاومة الشعبية مراد شتيوي.
ويشارك عشرات الفلسطينيين في مسيرات مناهضة للاستيطان.
وفي مدينة سلفيت، اعتقلت القوات الاسرائيلية رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان خلال مشاركته مسيرة "سلمية" احتجاجا على مصادرة أراضي السكان فيها وإقامة بؤرة استيطانية.
وأدان اشتية في بيان اعتقال شعبان، مطالبا السلطات الإسرائيلية بالإفراج الفوري عنه.
ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي رسمي على اعتقال شعبان.
ودعا اشتية إلى تكثيف المقاومة الشعبية في جميع البلدات والقرى التي تتعرض أراضي المواطنين فيها لعمليات "السطو والاستيلاء، وإتلاف الممتلكات".
وقال عبد الله أبو رحمة مدير عام دائرة العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن المستوطنين سيطروا منذ نحو شهرين على أراضي فلسطينيين على أطراف البلدة ووضعوا فيها بيوتا متنقلة وشقوا طريقا ترابية، إضافة لتمديد شبكات مياه وكهرباء بهدف إقامة بؤرة استيطانية جديدة.