بكين 4 أكتوبر 2023 (شينخوا) مع إطلاق ومواصلة أعمال البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" خلال العقد الماضي، حققت الصين والدول المشاركة في تلك المبادرة ثمارا مرموقة من التعاون في مجالات متنوعة بدءا من البنية التحتية وتعاون الطاقة الإنتاجية والتجارة إلى السياحة والتعليم وغير ذلك، فيما تصل هذه الثمار الحقيقية إلى حياة الشعوب في كافة الدول المشاركة في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" بما في ذلك الدول العربية.
وحسب بيانات رسمية أصدرتها مؤخرا اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أعلى هيئة للتخطيط الاقتصادي في الصين، فقد شهد البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" تقدما هائلا خلال العقد الماضي. وقد وقعت الصين على أكثر من 200 وثيقة تعاون بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" مع 152 دولة و32 منظمة دولية، ما يغطي 83 في المائة من الدول التي أقامت الصين معها علاقات دبلوماسية.
ويعتبر استاد لوسيل، الملعب الرئيسي لفعاليات كأس العالم قطر 2022، تجسيدا حيا للتعاون الصيني والعربي في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، حيث مثلت أعمال بناء الاستاد المرة الأولى التي تشارك فيها شركات صينية كمقاول عام لتصميم وبناء ملعب كرة قدم احترافي بأعلى معايير الفيفا، ويعد أيضا أكبر ملعب احترافي أنشأته الشركات الصينية في خارج البلاد.
ويتميز الاستاد الذي يتسع لأكثر من 80 ألف متفرج، بسقف على شكل شبكة من الكابلات، ويبلغ امتدادها 278 مترا باستخدام أكثر من 33 ألف طن من الفولاذ. وتعتبر الكابلات الفولاذية مسبقة الإجهاد التي أنتجتها الشركات الصينية حلقة مهمة في "تعليق" سقف الاستاد.
ويعد الاستاد من أكبر الملاعب وأكثرها تقدما من الناحية التكنولوجية وهو صديق للبيئة. وحسب الشركة الصينية المحدودة لبناء السكك الحديدية، المقاول الرئيسي لاستاد لوسيل، فقد وفرت الشركة أثناء فترة بناء الاستاد، 3000 فرصة عمل محلية على الأقل، كما قامت الشركة بأعمال إعادة الترميم والتصميم للاستاد بعد انتهاء فعاليات كأس العالم قطر 2022، ليضطلع الاستاد بوظائف منوعة بينها التعليم والخدمات الطبية والفندقية وغيرها، ويصبح معلما ثقافيا يجمع بين ميزات الحضارة العربية التقليدية والعلوم والتكنولوجيا الحديثة.
والجدير بالذكر أنه خلال العقد الماضي، تم خلق 421 ألف فرصة عمل للسكان المحليين في مناطق التعاون الاقتصادي والتجاري خارج الصين، والتي بنتها الشركات الصينية في الدول المشاركة في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق". وبحلول عام 2030، من المقدر أن يساعد البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" في انتشال 7.6 مليون شخص من براثن الفقر المدقع و32 مليون شخص من الفقر المعتدل في الدول المعنية.
وقال لي تشونغ يانغ، مدير عام الشركة الصينية الدولية المحدودة لبناء السكك الحديدية، إن قطر كدولة مشاركة في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" وبوصفها الدولة المضيفة لفعاليات كأس العالم قطر 2022، تحتضن قوة نمو ضخمة، أما مشروع استاد لوسيل، فهو مشروع بارز للتعاون الثنائي بين الصين وقطر في السنوات الأخيرة. وإن التطبيق الناجح لمشروع استاد لوسيل سيؤدي دورا مهما في حفز أعمال البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" وتعزيز التعاون الثنائي بين الصين والدول المشاركة في تلك المبادرة والارتقاء بمستوى التعاون وإرساء أساس متين للتعاون المستقبلي الفعال.
وأشار لي إلى أنه أثناء التعاون بين الشركات الصينية والدول المشاركة في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، لابد للشركات الصينية أن تهتم بتطوير مشروعات تلبي الاحتياجات الماسة للسكان المحليين وأهداف التنمية الاقتصادية المحلية وتجلب فوائد حقيقية لحياة السكان العاديين، لتمنح مزيدا من الكفاءة للمجتمع المحلي.
وفي هذا الصدد، قد أصبح ترابط البنية التحتية أكثر سهولة من خلال التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، ليبرز فيها العديد من المشاريع الكبرى، مثل قطارات الشحن السريعة بين الصين وأوروبا، والممر التجاري البري- البحري الدولي الجديد، وخط السكك الحديدية بين الصين ولاوس.
وقد وصلت قطارات الشحن السريعة بين الصين وأوروبا إلى 211 مدينة في 25 دولة أوروبية، كما ربط الممر التجاري البري- البحري الدولي الجديد المناطق الوسطى والغربية في الصين بأكثر من 300 ميناء في أكثر من 100 دولة.
ورأى لي تشونغ يانغ أنه يجب على الشركات الصينية أن تستخدم الموارد البشرية المحلية بشكل جيد أثناء أعمال البناء المحلية، بما في ذلك القيام بتدريب العمال والموظفين على أساس الاحتياجات الاقتصادية ووضع التوظيف المحلي، لتؤهل أكفاء فنيين وتقدم دعما لتشغيل وإدارة المشروع بعد إكمال بنائه، حتى تؤدي هذه المشروعات المنجزة أدوارها الفعالة بشكل مستدام وتصبح معالم حية للتعاون والصداقة الودية بين الصين والدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق".