واشنطن أول أكتوبر 2023 (شينخوا) ضمن حلقات دراما السياسة الأمريكية المثيرة، يكاد يكون خط الحبكة الدائر حاليا دراميا للغاية بشكل لا يمكن تجاهله.
فهو يضم النخب في واشنطن التي تصمم ببراعة عمليات إغلاق الحكومة في الحياة الواقعية من خلال التلاعب بمحادثات الميزانية لتحقيق مكاسب سياسية.
على الرغم من أنه قد تم تجنب إغلاق الحكومة الخامس المحتمل خلال العقد الماضي في وقت متأخر من يوم السبت قبل ساعات فقط من الموعد النهائي للتمويل، فإن ملحمة الإغلاق المضطربة التي تبدو بلا نهاية ما تزال بعيدة كل البعد عن الخلاص.
فالأمة الآن على حافة منحدر آخر، حيث من المتوقع أن تكرر هذه الحبكة المألوفة نفسها مرة أخرى في منتصف نوفمبر، مع اقتراب أجل موعد نهائي آخر منذر بالخطر.
وبينما يراقب العالم، هناك نمط مألوف يتم تكراره في واشنطن، حيث ينصب اهتمام المسؤولين المنتخبين بشكل أكبر على سياسة حافة الهاوية والألعاب الخطابية، بدلا من الاهتمام بالحكم بمسؤولية وكفاءة.
ربما هؤلاء السياسيون الأمريكيون مقتنعون بأن الحكومة تعمل على قوة الخطاب المطلقة وليس على المال. إن إقرار الميزانية، وهو حجر الزاوية في الحكم المسؤول والمسؤولية الأساسية للكونغرس، هي مهمة شاقة لأولئك الذين لا يستطيعون مقاومة إغراء المواقف الحزبية.
وفي قلب هذه القضية تكمن عدم قدرة المشرعين من الطرفين على التوصل إلى توافق في الآراء بشأن المسائل الأساسية مثل الميزانية الفيدرالية. وأحد الأسباب الرئيسية وراء هذه المشكلة المتكررة هي الحزبية المفرطة التي ضربت بجذورها عميقا في واشنطن.
هذا الانقسام الحزبي الصارخ يجعل من الصعب بشكل متزايد تمرير تشريعات شاملة، بما في ذلك الميزانيات، دون اللجوء إلى تدابير مؤقتة وإصلاحات قصيرة الأجل.
ووفقا لدراسة أجراها مركز "بيو" للأبحاث، قام الكونغرس في أربع مرات فقط خلال أكثر من خمسة عقود بسن جميع تدابير الاعتمادات المطلوبة في الوقت المحدد.
لا عجب أن معدل التأييد للكونغرس منخفض بشكل قاتم. إذ لطالما كان الأمريكيون والعالم شاهدين على عرض الخلل الوظيفي البائس هذا، حيث تأتي النزاعات المتعلقة بالميزانية والمشادات الحزبية في الصدارة بينما يطوي النسيان التشريعات الأساسية.
ويبدو الأمر كما لو أن هؤلاء السياسيين يستمتعون بتجاوز حدود العمل السياسي في حين يتركون الشعب الأمريكي لتحمل وطأة عدم قدرتهم على إنجاز المهمة. إذ رغم كل شيء، ليست تلك النخب في الكابيتول هيل هي التي ستتأثر رواتبها بإغلاق الحكومة.
في قاعات واشنطن المقدسة، لا يفعل الديمقراطيون والجمهوريون شيئا سوى تراشق الانتقادات اللاذعة وتبادل الاتهامات. ويمثل ذلك حالة كلاسيكية من النفاق الواضح، إذ أن كل منهم على ما يبدو يعاني من نسيان حاد في الذاكرة فيما يتعلق بمسؤولياتهم الأساسية والجوهرية.